الإثنين، 26 أبريل 2021 - 09:53 م

ملحمة درامية جديدة شكلها مسلسل «هجمة مرتدة» والتى جاءت من واقع ملفات المخابرات العامة المصرية، ليكون أحد أبرز الأعمال الفنية التى تعرض فى شهر رمضان الكريم، حيث يوضح العمل بعضا من التضحيات والبطولات التى قام بها رجال المخابرات العامة من أجل ضمان سلامة وأمن واستقرار البلاد فى أصعب اللحظات التى مرت على مصر.

وأعاد العمل للأذهان مسلسل «رأفت الهجان» الذى مر عليه أكثر من 30 عاماً على عرضه، حيث يحكى بطولة وتضحية للمواطن المصرى رفعت على سليمان الجمال والذى جسده الفنان محمود عبد العزيز ليخلد واحدة من أعظم التضحيات والوفاء من أجل الوطن، ولهذا ارتبط هذا العمل فى أذهان المصريين لسنوات للتأكيد على أن صقور مصر تعمل ولا تنام من أجل الحفاظ على الوطن وضمان أمنه وسلامته، وجاء مسلسل «هجمة مرتدة» ليسرد مجموعة من التحركات والملفات التى عمل عليها الجهاز فى الفترة بداية من عام 2007، ويبرز الدور البطولى لعدد من الأبطال المصريين فى العراق خلال فترة ما بعد الغزو ودور عدد من الأبطال المصريين فى مواجهة المؤامرات التى تحاك ضد مصر فى دول أوروبية تعمل تحت غطاء منظمات دولية اغاثية اواجتماعية.

يأتى المسلسل والذى يصنف ضمن أعمال «الجاسوسية والدراما البوليسية» بطولة الفنان الكبير أحمد عز والفنانة هند صبري، واستغرق تصوير المسلسل أكثر من عام ونصف العام  لإخراجه فى صورة تليق بحجم التضحيات والبطولات التى يجسدها المسلسل وتعد ملف ضمن العديد من الملفات التى عملت عليها المخابرات  العامة.والتى يقدرها ويتفاعل معها الجمهور المصرى ولا يتأخر عن متابعتها.

ويضم المسلسل فريق عمل مميز لديه من المهارة والخبرة ما جعله قادرا على معالجة وتنفيذ العمل بصورة ناجحة، حيث نجح باهر دويدار فى تأليف العمل والذى يعد من أحد نقاط التحدى لتوثيق أحد ملفات جهاز المخابرات العامة مع الحفاظ على الطابع الدرامي، ويعد «دويدار» أحد أبرز المؤلفين خلال الفترة  الماضية فقد كان مؤلفه ثلاثية «كلبش» وكذلك الاختيار.

ولاقى العمل اهتماما واسعا من الجمهور المصرى والعربى والذى أثنى على الحبكة الدرامية والمعلومات التى قدمها عن بعض المتاجرين بالوطن من شخصيات تشبه إلى حد كبير   شخصيات تصدرت المشهد خلال الفترة القليلة الماضية بهدف تنفيذ مخططات بدعم وتمويل خارجي، وعبر الجمهور على مدى أهمية الرسائل التى يحملها المسلسل لتوضيح حقائق غابت عن الكثير من المصريين.

كما عمل المسلسل على الربط بين الدورالوطنى لجهاز المخابرات العامة داخليا وخارجيا من خلال الربط بين الأحداث والمخططات والتى اظهرتها الحلقات العشر الأولى من المسلسل.

من جانبه قال الناقد الفني، طارق الشناوي، إن المسلسل يعمل على تجسيد البطولات المصرية التى قام بها جهاز المخابرات العامة عبر التاريخ القريب والذى يعد شيئا هاما جدا لتكوين الفكر المصرى والعربى عن طبيعة المخاطر التى نواجهها مصر والعالم العربى حاليا من تنظيم له العديد من الأذرع داخليا وخارجيا.

وأكد أن جماعة الإخوان الإرهابية هى تنظيم إخوانى منظم ودموى يعمل بكافة الأسلحة ولذلك يأتى «هجمة مرتدة» ليعطى نظرة مهمة جدا على الأحداث وترى الصورة بكافة جوانبها وهو تناوله المسلسل فى عمل فنى رائع.

وتابع أن تلك النظرة تعد أحد نقاط القوة للمسلسل والذى يختلف عن مسلسل الاختيار 2 والذى يختص بشكل أكبر بالداخل، وأشاد باختيار نجوم المسلسل بداية من مخرج العمل أحمد علاء الدين والنجم أحمد عز وهند صبرى فى البطولة والتأليف من باهر دويدار، وأكد صعوبة تناول تلك الأعمال الدرامية والتى تراعى الأمن القومى للبلاد.

وأضاف أن المسلسل يظهر مدى قوة العدووتنظيمه ويعطى كل الخيوط ليؤكد أن المعركة قوية ولكن مع أحداث المسلسل   تتضح الصورة بشكل أكبر لينجح  المسلسل بصورة كبيرة فى إيصال الصورة بشكل مناسب.

من جانبه قال اللواء أركان حرب ناجى شهود، الخبير الاستراتيجي، إن تجسيد وتوثيق الأنشطة والعمل المعلوماتى التى تقوم بها أجهزة المخابرات شيء مهم  ومطلوب من أجل إطلاع الشباب والشعب المصرى ككل بالتضحيات التى يقوم بها هؤلاء العاملون فى تلك الأجهزة.

وأوضح أن الصدق والإعداد الجيد لهذه الأعمال هوما جعلها تدخل قلوب المصريين، والذى لديهم حس وطنى قوى يجعلهم يتمنون أن يكونوا هم من يضحى من أجل مصر.

وأوضح أن هجمة مرتدة يأتى فى نفس مسار مسلسل رأفت الهجان والذى مازال مرتبطا فى أذهان المصريين، مؤكدا أن تلك الأعمال يتم مراجعتها حتى لا تمس الأمن القومى الحالى أوالمستقبلي.

بينما أكد سعيد صادق استاذ علم الاجتماع، أن المسلسل يعد استمرار للقوه الناعمة للفن والثقافة المصرية، وهوما يوضح أهمية ودور الإعلام والفن فى بناء الفكر وتوضيح الحقائق التى قد تغيب عن البعض،  وأكد  أن الهجوم المتواصل من قنوات معادية توضح مدى التخبط والخوف من تلك الجهات التى عملت طوال سنوات على تفكيك النسيج المصري.

وأضاف أن الرسائل السياسية التى اظهرها المسلسل من خلال الفن ليواجه الأفكار المغلوطة لبعض الجهات المعادية والتى عكفت على خلق شائعات وتروجيها عبر السوشيال ميديا لمهاجمة الدولة المصرية، وهوما يوضح سبب تفاعل المواطنين مع المسلسل وحرصهم على توضيح بعض الشخصيات لآخرين مشابهين فى الحقيقة.