صورة موضوعية
صورة موضوعية


نهر النيل.. حكايات نبع الخير ورزق المصريين

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 26 أبريل 2021 - 11:08 م

 

كتب: عبد الصبور بدر

لا يرد النيل سائلا قصده، يجبر دوما بخاطر الغلابة، ويعطيهم ما يحتاجون إليه، وكلما طرقوا أبوابه، وجدوا أياديه البيضاء ممدودة لهم.

في الزمن القديم حمى النيل المصريين من المجاعة وهو يقدم لهم وجبات شهية من مختلف أنواع الأسماك، ما جعل الصيادين يعرفون طريقهم إليه، بمراكبهم الصغيرة التى تتمايل على صفحته الزرقاء وكأنها ترقص من البهجة، وكلما طرح صاحبها شباكه وجد من الله الرزق.

سلامة شمندى أحد الصيادين يحكى عن النيل قائلا: سترنى أنا وعيالي، عمرى ما مديت إيدى ليه ورجعت فاضية، دايما كارمنى بالرزق.. الحمد لله على نعمة النيل.

ولا يختلف الأمر مع جودة عبد العظيم بائع الحلبسة الذى وجدناه على كوبرى قصر النيل وهو يقول «الدنيا حلوة على النيل، زى مانت شايف.. كله بيجى يتفسح ويقف على الكوبرى، والمصريين بيجبوا الحلبسة، وعشان كده ربنا بيكرمنى يوميا عشان أفرح عيالى كل ليلة».

أما شوقى إسماعيل (17 سنة) فهو يبيع غزل البنات على الكورنيش سألناه.. هى الشغلانة دى بتكسب فقال: « الناس على النيل بتكون نفسيتها حلوة، واللى بياخد كيس لابنه بيدينى أكتر من تمنه عشر مرات.. لكن سبحان الله بعيد عن النيل لايمكن تلاقى الكرم ده!».

وعلى كوبرى عباس وجدنا عزمى عبد السلام بائع البطاطا يقف خلفه «عربيته» ينظر إلى المارة ويقول بصوت جميل: «معسلة يا بطاطا»، اقتربنا منه وسألناه»بكام يا حج» فقال: « ببلاش للناس الحلوة»، بينما أغنية عبد الحليم حافظ «جانا الهوا» تنطلق من المقهى الصغير بمقاعده المتراصة على طول سور الكورنيش.

حكى لنا عزمى عن حبه للنيل، وكيف التقى أول مرة بزوجته هنا على الكوبرى « اشترت منى بطاطا.. سألتها عن اسمها واسم أبوها.. وعرفت إنها ساكنة فى الملك الصالح، وخطبتها على طول.. الكلام ده كان من 5 سنين، ودلوقتى الحمد لله ربنا رزقنا ب»روان ورحمة « ورزق البنات كتير والنيل خيره واسع، هو اللى عرفنى بنصى التانى وادانى بناتى الاتنين أغلى حاجة عندى فى الدنيا.. كتر خيره».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة