الشيخ حافظ سلامة
الشيخ حافظ سلامة


حرب فلسطين و1967.. أهم المعارك التي خاضها «الشيخ حافظ سلامة»

حسام صالح- إيهاب المليجي

الإثنين، 26 أبريل 2021 - 11:38 م

حرب فلسطين
قام «الشيخ حافظ سلامة»، بالمحاولة التطوع للقتال في الأراضي الفلسطينية، لكن قيادة الجماعة أقنعته حينذاك بحاجتهم لجهوده من خلال مهاجمة قواعد الإنجليز في مدينة السويس والاستيلاء على الأسلحة والذخائر وتسليمها للمركز العام لجماعة شباب محمد بالقاهرة لتقديمها لدعم المجاهدين في فلسطين.

وبعد انتهاء حرب فلسطين وإعلان الهزيمة، باتت صدمة كبيرة لحافظ سلامة لم يتوقف عندها كثيرا بل عاد لممارسة دوره الدعوي والخيري من خلال جماعة شباب محمد حتى ألقت السلطات المصرية القبض عليه في يناير من عام 1950 بسبب مقال كتبه في جريدة "النذير" لسان حال الجماعة انتقد فيه نساء الهلال الأحمر بسبب ارتدائهن أزياء اعتبرها مخالفة للزي الشرعي.

اقرأ أيضا| بعد وفاته.. ننشر أخر حوار لـ«الشيخ حافظ سلامة»

لم تعطِ الأحداث فرصة لحافظ سلامة لالتقاط أنفاسه فتقلب من أزمة لأخرى حتى جاء عام 1951م حيث بدأت الفصائل الوطنية المصرية في تنظيم عمليات مقاومة للقوات الإنجليزية المرابضة على أرض القنال، وهي العمليات التي تمكنت من إزعاج المحتل الإنجليزي وتدمير عدد من قواعده؛ وهو ما أسهم في جلاء الاحتلال بعد ذلك بعدة أعوام.

وفي هذه الأثناء قام ضباط من الجيش المصري بثورة يوليو 1952 التي يعتبرها حافظ سلامة انقلابًا، ويراها من أهم أسباب الأزمات التي تعانيها مصر والأمة العربية إلى الآن.

ولعل أحد أسباب رأيه هذا ما عاناه من كبت للحريات في العهد الناصري، ومن بعده عهد السادات.

فقد أصدر جمال عبد الناصر قرارًا بحل جماعة شباب محمد بعد نقدٍ وجهته إحدى صحفها للنظام الماركسي، نشرت بعده جريدة (برافدا) تقريرًا تحريضيًّا يتهم الجماعة بتعكير صفو العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتي، فصدر القرار بحلِّ الجماعة وإغلاق صحفها.

حرب 1967
بينما كان حافظ سلامة يقضي فترة اعتقال خلف جدران معتقل أبي زعبل القريب من القاهرة بتهمة تحفيظ القرآن الكريم، كانت مصر تتعرض لأكبر هزيمة عسكرية في تاريخها الحديث من خلال ما عرف باسم نكسة 1967م، والتي انتهت وفي أيام محدودة إلى احتلال الصهاينة للضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية.


 كان حافظ وقتها وبالتحديد في العنبر رقم 12 الذي أطلق عليه عنبر "العتاولة"، والذي أوصى الرئيس عبد الناصر -كما يقول حافظ- بأن يظل نزلاؤه به مدى الحياة، وألا يخرجوا منه إلا إلى مقابرهم، وكان من نزلاء هذا العنبر عدد من قيادات الإخوان المسلمين وآخرون. 


وحين وقع العدوان تقدم حافظ سلامة ورفاقه في المعتقل بطلب رسمي إلى قائد المعتقل للسماح لهم بالمشاركة في صد العدوان الصهيوني مع التعهد بالرجوع إلى السجن فور انتهاء المعركة ولكن قوبل الطلب بالرفض.

وحين خرج حافظ سلامة من المعتقل وجد مدينته "السويس" وقد هجرها أهله بعد عدوان 1967م، ولم يبق فيها إلا 1% ممن كانوا فيها.

كان حافظ سلامة على يقين بأن الأيدي التي لا تعرف الوضوء لا تستطيع حمل السلاح في مواجهة العدو، وكان مقتنعًا كذلك بأن النصر لن يأتي إلا بالإعداد الجيد لجيل يمتلئ قلبه بالإيمان والتضحية وحب الشهادة.


ومن هذا المنطلق بدأ حافظ سلامة في بث جرعات إيمانية وروحية في قلوب المواطنين وفي نفوس أبناء القوات المسلحة، وذلك من خلال توجيه قوافل من كبار الدعاة في مصر لغرس مبادئ الإسلام في حب الشهادة وحتمية استعادة الأرض المسلوبة في نفوس أفراد القوات المسلحة وأبناء الأمة عامة، وكان لحافظ وعلماء الأزهر الذين كان يحضرهم لإلقاء الدروس والمحاضرات أكبر الأثر في رفع الروح المعنوية، وتعبئة الطاقات القتالية لدى الجنود المرابطين على الضفة الغربية من قناة السويس.

وحين لمست قيادة القوات المسلحة أثر هذه القوافل والدروس زادت جرعاتها رأسيًّا وأفقيًّا لتشمل جميع الوحدات.


ولذلك فقد اعتبر قادة الجيش أن حافظ سلامة كان أبرز من ساهموا في عملية الشحن المعنوي للجنود بعد هزيمة 1967م والاستعداد لحرب عام 1973م؛ فقال عنه اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني بأنه صاحب الفضل الأول في رفع الروح الدينية للقوات المسلحة، وكان يعده أبًا روحيًّا لهؤلاء الجنود، كما أكد اللواء أركان حرب يوسف عفيفي قائد الفرقة 19 مشاة "أن النداءات الأولى للجهاد المقدس والكفاح المخلص تنطلق من الحنجرة المؤمنة بالله والوطن، من المناضل حافظ سلامة".


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة