وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف


«النزاعات تسيطر على المشهد».. تسريب ظريف الصوتي يشعل إيران

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 27 أبريل 2021 - 02:00 م

مقابلة استمرت لأكثر من ثلاث ساعات أجراه الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، تم تسريب جزء صغير منها بعد أن حصل عليها موقع «إيران إنترناشيونال» أحدثت الكثير من القلق في الداخل الإيراني.


تسبب التسريب في كثير من ردود الأفعال العنيفة التي «أحدثت ضررًا للحكومة بلا شك» وفقًا لتصريحات متخصصين في الشأن الإيراني، كما إلى حد وصف الحكومة للمُسربين بـ«الخونة».

اقرأ أيضًا: أول رد فعل من وزير خارجية إيران تعليقًا على تسريب المقطع الصوتي الخاص به


ففي تصريحاته التي أثارت الكثير من الجدل، قال وزير خارجية إيران أن دوره في السياسة الخارجية كان «صفر» تقريبًا في ظل وجود قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والذي كان مسيطرًا وفقًا لظريف على مقالد الدبلوماسية الخارجية وعلاقات البلاد.


وأكد ظريف على أنه «اضطر للتضحية بالدبلوماسية لصالح ساحة المعركة أكثر مما ضحى بساحة المعركة لصالح الدبلوماسية».

اقرأ ايضًا: فيديوجراف| ما هو الحرس الثوري الإيراني؟


وأضاف وزير الخارجية الإيراني في تسجيله المسرب قائلا إن معظم هيكل وزارة الخارجية الإيرانية كان يتم التعامل معه على أنه «شأن أمني».


وتابع: «لم أتمكن أبدا في مسيرتي المهنية من القول لسليماني أن يفعل شيئًا معينا لكي أستغله في الدبلوماسية. كان يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، ولم أتمكن من إقناعه بطلباتي».


ولفت ظريف لأن نفوذ قاسمي كانت نافذة، بينما تقلص دوره في كثير من الأحيان وحتى المعلومات التي يحصل عليها.


وأوضح الوزير قائلا في تسجيله الصوتي المسرب: «هل تعلمون أن أمريكا علمت بالهجوم على قاعدة عين الأسد قبل أن أسمع به أنا؟»، مضيفا أنه سمع بالهجوم على هذه القاعدة الأمريكية بعد ساعتين من إبلاغ رئيس الوزراء العراقي آنذاك بالهجوم.


وتحدث جواد ظريف أيضا في حواره عن الخلاف السياسي في الداخل الإيراني، قائلا: «هناك من يعرقلون الحكومة ظنا منهم أنهم سيأتون بعدنا ويفخرون بحل المشاكل، لكنهم لم ينتبهوا أن العالم سيتغير بعد 6 أشهر، وهذه الشهور المتبقية مهمة للغاية للنظام».

اقرأ ايضًا: فيديوجرافيك| من هو قاسم سليماني صاحب النفوذ الأعلى بإيران؟


وحول جهله بزيارة الرئيس السوري، بشار الأسد إلى إيران قبل 4 أعوام، والتي أدلت إلى تقديم ظريف استقالته، قال الأخير: «نسقنا للزيارة أنا وسليماني، ولكن عندما أحضروه لم أكن على علم بذلك، فقد شاهدت الخبر على شاشة التلفزيون».


نهاية حياة ظريف السياسية
من جانبها، اتخذت الحكومة الإيرانية ردود أفعال عنيفة إلى حد ما تجاه التسريب الصوتي، فقال أحمد أمير آبادي فراهاني، عضو هيئة رئاسة البرلمان، إن البرلمان سيحقق في «تسريب معلومات سرية للبلاد».


وكتب على تويتر، أن البرلمان سيقوم بالتحقيق في المقابلة «المسربة» وسيقدم «الخونة» إلى القضاء.


بينما لفت جليل رحيمي جهان آبادي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، أن تسريب هذا الجزء من المقابلة في هذا الوقت تحديدًا «يهدف إلى الإضرار بمحادثات فيينا».


في الوقت ذاته واجه ظريف انتقادًا حادًا من قِبل عدد من وسائل الإعلام الإيرانية، فقال نصر الله بجمانفر، رئيس لجنة الرقابة في البرلمان في تصريحات لوكالة فارس: «بعد 40 عامًا في مجال الدبلوماسية في إيران، لا يزال السيد ظريف لا يفهم الخطوط الحمراء للنظام ونهج النظام في مجال السياسة الخارجية».


كما رد النائب البرلماني علي خضريان على ظريف، من خلال حسابه على موقع تويتر قائلا: «إنه يظن أنه هو من ضحى بدبلوماسية الابتسامة لصالح معركة الاقتدار التي كان يقودها الحاج قاسم سليماني».


كما وصف خضريان تصريحات ظريف بـ«التخلف التحليلي»، مضيفاً أن هذا الموقف يكفي «لإنهاء حياته السياسية».


تخبط في الداخل الإيراني
أما المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، فأكد في تصريحات تعليقًا على التسريب إن الرئيس الإيراني روحاني أمر وزارة الاستخبارات بالتعرف على عملاء «المؤامرة» في الكشف عن الملف الصوتي. واصفًا ما حدث بأنه «تآمر على الحكومة والنظام والتماسك الداخلي والمصالح الوطنية»


وأضاف المتحدث: «كان من المقرر تخزين ملف النسخة الصوتية والمرئية والمكتوبة لمقابلة ظريف، في الحكومة، ونشر جزء من مقتطفات المقابلة بالتوافق مع طرفي الحوار، ليكون متاحا للجمهور، وننتظر عودة ظريف إلى إيران لتقديم التفسيرات اللازمة حول سوء الفهم.»


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة