الإمام مكحول
الإمام مكحول


الإمام «مكحول».. مُختلف عليه حتى في مماته

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 28 أبريل 2021 - 02:59 ص

كتب : محمد الشماع

يقول عن نفسه إنه طاف الأرض كلها في طلب العلم، يؤكد «عُتقت في مصر، فلم أدع بها علمًا إلا حويته فيما أرى، ثم أتيت العراق ثم المدينة فلم أدع بهما علمًا إلا حويته فيما أرى، ثم أتيت الشام فغربلتها، ما استودعت صدري شيئًا إلا وجدته حين أريد».


استقر الأمر به في دمشق، لهذا يسميه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء عالم أهل الشام. وبها يُكنّى، مكحول الشامي.


مكحول ليس شاميًا في الأصل، ولكن المتواتر من الأخبار يشير إلى أنه أفغاني من كابول. سُبي هناك وصار مولى لامرأة من مصر، فيما تروى رواية أخرى عن أصل المرأة التي أعتقته، فيُقال إنها هُذلية، ولهذا سمي بمكحول الهزلي.


 قيل كذلك إنه نوبي الأصل، وقيل إنه من هراة، لكن بغض النظر عن اسمه وكنيته وأصله وحسبه ونسبه كان مكحولاً من كبار أعلام التابعين، وأشهر فقهائهم في بلاد الشام. كان محدِّثاً فقيهاً حافظاً.


عاش الإمام مكحول حياته كلها في العهد الأموي، ويظهر أن البيئة الاجتماعية التي كان يعيش فيها والتي كانت تشتهر بالعلماء من الصحابة والتابعين كان لها أثر كبير في حياته، ما جعل له مكانة علمية كبيرة شهد له بها علماء عصره.


كان الإمام مكحول زاهدًا عابدًا تقيًا. عاش فقيرا في أول أيام حياته، ثم اتجه إلى طلب العلم والتزم جانب الحياء فلم ينقل عن الكلام في الإمارة ونظام الحكم، وإنما كانت عامة أحاديثه في أبواب العبادات والرقائق.


وذكرت كتب التراجم أن الإمام مكحول كان في لسانه عجمة ظاهرة، حيث كان يبدل بعض الحروف بغيرها، فبدلا من أن يقول «قل» كان يقول «كل»، وبدلا من «ساحر» كان يقول «ساهر»، و«هاجة» بدلا من «حاجة». ويروى أنه كان كثير البكاء رقيق القلب.


 اسمه عبدالله وقيل أبو أيوب وقيل أبو مسلم شهراب بن شاذل بن سند بن شروان بن يزدك بن يغوث بن كسرى. أفرد الأئمة والمؤرخون أبواباً عن مكانته العلمية البارزة التي احتلها في عصره، ومن هنا جاءت الإشادات بعلمه وفقهه، فقال عنه الزهري: العلماء أربعة سعيد بن المسيب بالمدينة، والشعبي بالكوفة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام.


وقال سليمان بن موسى إذا جاءنا العلم من الحجاز عن الزهري قبلناه، وإذا جاءنا من الشام عن مكحول قبلناه، وإذا جاءنا من الجزيرة عن ميمون بن مهران قبلناه، وإذا جاءنا من العراق عن الحسن قبلناه.


أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، كما أرسل عن عدة من الصحابة لم يدركهم كأبي بن كعب وثوبان وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وأبي ثعلبة الخشني وأبي جندل بن سهيل وأبي هند الداري وأم أيمن وعائشة. 


له من الكتب اثنان هما «السنن في الفقه» و«المسائل في الفقه»، ويبدو أثرهما لم يعد باقياً وفقا لكثير من أئمة الفقه، ما يعني أن علمه لم يعد يتناقل، في حين وصفه بعض أئمة الجرح والتعديل بـ «المدلس» لأنه كان كثير الإرسال عن أشخاص لم يعاصرهم في الواقع، إلا أن الكثيرين ينفون عنه هذه التهمة، بل يؤكدون نزاهته في النقل عن الصحابة. وبنفس الاختلاف الذي شاب أصله اختلف كذلك في سنة وفاته، حيث نقل بعضهم أنها حدثت في العام 113 هجرية، ونقل آخرون أنها كانت بعدها بعام أي 114 هجرية، فيما أشارت بعض التقديرات إلى أنها كانت 116 هجرية.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة