استراليا
استراليا


رمضان فى استراليا

المسلم والمسيحى.. على مائدة إفطار واحدة

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 28 أبريل 2021 - 03:01 ص

كتب : سحر الجمل

يبلغ عدد المسلمين في استراليا حوالي 700 ألف مسلم، ومازال عددهم قليلا بالنسبة لعدد سكان استراليا ورغم ذلك يعتبر الإسلام الديانة الرابعة من حيث التعداد بها ويشكل ما نسبته 3% من سكان استراليا، وقد دخل الإسلام إليها عبر الهجرة، ثم التجارة من مسلمي إندونيسيا الذين تعاملوا قديماً مع تجار استراليا، إضافة لهجرة أبناء الشرق الأوسط والبلقان ودول أسيا وأفريقيا، وقد دخلها الإسلام منذ القرن التاسع عشر مع هجرة الأساطيل التي تحمل التجار من إندونيسيا إلى استراليا ثم هجرة التجار الأفغان الذين رحلوا باستراليا أيضاً لاستيراد الجمال من صحرائها عام 1860، وما إن دخل القرن العشرين تقلصت الهجرة لاستراليا واقتصرت على الدول الأوروبية رغبة في استقبال الجنس الأبيض بدافع العنصرية مما أدى إلى هجرة الكثير من مسلمي ألبانيا والبوسنة الذين بنو المساجد في شيبارتون، وفيكتوريا عام 1960، ثم أول مسجد في ملبورن  1963، وكذلك أسس البوسنيون مع الألبان الجمعية الإسلامية المتعددة الأعراق في فيكتوريا 1961، والجمعية الإسلامية في كارلتون ولهذا فقد أثرا معاً في زيادة تعداد المسلمين في استراليا وبعد الحرب العالمية الثانية كانت استراليا في حاجة ماسة إلى المهاجرين من أجل التنمية فبدأت الهجرة من البوسنة والهرسك، ومن الأتراك، وبعد عام 1975 والحرب الأهلية في لبنان بدأت هجرة اللبنانيين الذين استقروا في سيدني وشكلوا أكبر مجموعة عرقية للمسلمين في استراليا، وبدأت الهجرة للمسلمين بعد عام 1971 من دول كلبنان وماليزيا وإندونيسيا وأفغانستان وبنجلادش وباكستان والفلبين ومن مصر والسودان والصومال ثم منطقة البلقان مما شجع على وجود جالية مسلمة كبيرة متعددة الأعراق والجنسيات تشكل من جيلها الأول الجيل الثاني والثالث الآن لتصبح الأعياد والمناسبات الدينية فرصة ثمينة لغرس الجذور الثقافية والدينية الأصيلة في عقول الأبناء الذين ينتمون للثقافة الاسترالية، وتنتشر الكثير من المدارس والجامعات والمراكز الإسلامية في الولايات والمدن الاسترالية، كما تنتشر المساجد التي يبلغ عددها 100 مسجد إضافة لما تيسره الحكومة الاسترالية للعمال المسلمين من غرف وأماكن عبادة بالمؤسسات الخدمية، من أهم المساجد مسجد لاكمبا سيدني، ومسجد مورينا في فيكتوريا، ومسجد تشو لوزا غيرنا في سيدني، ومسجد بوركين هيل، ومسجد بيت الهدى في سيدني، ومسجد الطائفة الأحمدية في ملبورن، وتعتبر الأعياد والمناسبات الدينية فرصة ثمينة لجمع الجاليات وبخاصة قدوم شهر رمضان وما له من مظاهر خاصة عند مسلمي استراليا .
يبدأ رمضان في استراليا بالتثبت بالعين المجردة من رؤية الهلال مما يسبب الاختلاف بين الجاليات عند تحري أهلة الشهور العربية، ورغم ذلك فإن المسلمين في استراليا يتبادلون التهاني والتزاور في البيوت والمنتديات وأماكن العبادة التي تنشط خلال شهر رمضان حيث تنتشر الأماكن لأداء الدروس الدينية وتحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية، وتنشر موائد الرحمن لإقامة الإفطار والسحور الجماعي عند المساجد أو في حدائق المنازل ويتم استدعاء الشيوخ لقراءة القرآن بعد حفل الإفطار وتقدم أشهى المأكولات والأطعمة المختلفة والمتنوعة بسبب تنوع الجاليات وحمل الأسر للأطعمة المختلفة مما يعطي المائدة الجمال والجود والكرم في هذا الشهر الكريم، كما تحرص الأسر على الذهاب إلى المساجد لإقامة صلاة العشاء والتراويح التي تعتبر فرصة عظيمة لروح الجماعة وذوبان الجنسيات المختلفة وتضامنها وتوحدها على مظهر من مظاهر العبادة، وتنشط العبادة في العشر الأواخر وعند دخول العيد تعم الفرحة على الجميع وينطلق الأطفال إلى اللهو واللعب في الميادين العامة وعند حدائق المساجد، وتوجد مطاعم الحلال في استراليا بكثرة بسبب نشاط المجلس الإسلامي الاسترالي، كما تقوم الأسر المسيحية بمشاركة الجاليات الإسلامية أجواء رمضان وبخاصة عند الإفطار مما يدل على التعايش والتآخي والمحبة بين الشعوب، كما تنشط المؤسسة الإسلامية الاسترالية للثقافة خلال شهر رمضان فهي تقوم بتوعية المسلمين لعبادتهم من خلال الندوات واستضافة كبار العلماء حتى تم إنشاء إذاعة مسلمي استراليا ونيوزيلندا وكذلك إذاعة القرآن الكريم التي تبث البرامج الدينية وأشهر مقرئي القرآن بمصر والعالم الإسلامي وكذلك المواضيع الفقهية والفتاوى والآذان وغيرها من أمور الدعوة الإسلامية مما يعطي الجالية الإسلامية الطمأنة على أداء العبادة والمناسبات الدينية في جو ديني وتراثي آمن يتزين بمظاهر فلكلورية متعددة بتعدد الجاليات الإسلامية التي تحرص على أداء الصيام رغم ظروف العمل القاسية والمناخ الحار صيفاً عندما يصل إلى 50 درجة مئوية .
طلب المفتي أن تدعو العائلات المسلمة غير المسلمين على الإفطار، توثيقًا للروابط ودعمًا للتفاهم والاحترام، وذلك في إطار التعددية الثقافية والحضارية التي تتميز بها استراليا، وأكد على سلامة وصحة الصيام وتجنب مبطلاته.
ويصوم المسلمون في استراليا حوالي 11 ساعة تقريبًا، وذلك بسبب قصر طول النهار مقارنة بساعات الليل،
وتتميز الأطعمة والحلوى التي تقدمها المطاعم الحلال، وتتناولها الأسر على وجبة الإفطار، وفي العزائم باختلافها وتنوعها، وذلك بسبب تنوع ثقافات المسلمين في استراليا، والقادمين من مختلف الدول الإسلامية. 
يحرص المسلمون في استراليا على تبادل الزيارات فيما بينهم، وتناول الإفطار الجماعي، كما تنتشر موائد الرحمن للسحور والإفطار الجماعي أمام المساجد وفي حدائق المنازل، ويتم استدعاء الشيوخ لتلاوة القرآن بعد الإفطار، كما يحرصون على إقامة صلاة التراويح في المساجد.
وفي أول أيام رمضان، يشهد حي لاكيمبا في مدينة سيدني نشاطًا وحركة غير عادية، فالشوارع كانت مزدحمة بمئات المسلمين، الذين اتجهوا للمتاجر لشراء الطعام لتجهيز وجبة الإفطار في أول أيام الشهر الكريم، حسب ما ذكر موقع «ديلي ميل» البريطاني.
تراويح بالمساجد... دروس دينية.. محاضرات يلقيها علماء من مختلف الدول الإسلامية.. حفلات إفطار جماعية يذهب عائدها لضحايا المجاعات .. صناديق زكاة مجمعة تذهب مباشرة لفقراء المسلمين في دول مختلفة.. حلقات سمر يومية تحرص على حضورها جميع العائلات.. هكذا تسيطر روح الجماعة على الأجواء الرمضانية التي يعيشها أكثر من 700 ألف مسلم من جميع الجنسيات باستراليا.
على الرغم من أن هناك المئات من الجاليات المسلمة تقيم في الدول الأوروبية والأمريكية .. لكن الجالية المسلمة التي تعيش في استراليا لها طابع خاص يميزها عن غيرها في ممارسة الشعائر الدينية التي تحافظ عليها خاصة في شهر رمضان المعظم .
إن أبرز مظاهر احتفال المسلمين بشهر رمضان في استراليا تتمثل في صلاة التراويح التي يجتمع فيها المسلمون كل ليلة وتكون أعدادهم مثل صلاة الجمعة من حيث كثرة العدد، فأغلب المساجد هناك تختم القرآن الكريم في صلاة التراويح، وبعض المساجد تقرأ ما تيسر منه.
ويشير إلي أنه في بعض السنوات الماضية حضر إلي استراليا عدد من شيوخ الأزهر الشريف لإحياء شهر رمضان وإلقاء المحاضرات الدينية وشرح أركان الدين الإسلامي، بالإضافة إلي بعض الشيوخ من المملكة العربية السعودية.. إلّا أنه في أغلب الأحيان يأتي شيوخ من جنوب أفريقيا، ومعظمهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب.
أما عن الطقوس الرمضانية في المدن الاسترالية: إنها لا تختلف كثيراً عن الطقوس في بلادنا العربية، حيث تجتمع الأسر على موائد الإفطار إلا من كانت ظروف عملهم تحتم عليهم الإفطار خارج البيت- ثم تنطلق إلى صلاة التراويح في المساجد، وبعد الصلاة يتسامرون قليلاً قبل العودة إلى المنازل.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة