مسجد قايتباى
مسجد قايتباى


مساجد تاريخية| قايتباي بمدينة القرين.. تحفة أثرية تشكو الإهمال 

محمد الجريتلي

الأربعاء، 28 أبريل 2021 - 01:01 م

مسجد السلطان الأشرف قايتباي بمدينة القرين التابعة لمحافظة الشرقية والذي يعد أحد أهم معالم الحضارة الإسلامية في العصر المملوكي، وأحد معالم محافظة الشرقية الأثرية.


 يعتبر مسجد قايتباي من المساجد الهامة التي بنيت في العصر المملوكي خاصة في عصر المماليك الجراكسة أو البرجية، فبعد عودة الملك المظفر محمود بن ممدود (سيف الدين قطز) والظاهر بيبرس مع المماليك من سوريا بعد محاربتهم التتار والإنتصار عليهم في معركة عين جالوت سنة ٦٥٨هـ، وسرعان ما انقض بيبرس وبعض المماليك على الملك المظفر محمود بن ممدود وقتلوه في المكان الذي بني فيه المسجد، وقد أمر السلطان قايتباي ببناء المسجد عام ٨٨٠ هـ على مساحة ١٨٠٠م.


وقد أكد محمود الورواري الباحث في التاريخ: "يعتبر المسجد من الأثار الإسلامية العريقة، فحوائط المسجد الأثرية مبنية بالأحجار القديمة مازالت كما هي والتي يزيد عرضها عن ٥٠ سم،ويزين القبلة عمودين من المرمر وبها مجموعة من الزخارف والنقوش التي تميز العمارة الإسلامية في العصر المملوكي، وقد قامت لجنة من قطاع الترميم بوزارة الأثار بترميم هذه الأعمدة في ٢٠٢٠م، والمسجد مسجل ضمن الآثار المصرية والاسلامية منذ عام‏ ١٩٥١ م، وتؤكد المصادر التاريخية أن المسجد أقيم وسط الطريق الذي عرف تاريخيا بـإسم طريق "الدرب السلطاني" الذي يمتد من القلعة إلى الحدود الشرقية ثم بلاد الشام، وما زال الطريق يعرف الآن بطريق الديار الشامية أو طريق الرمل، ونناشد وزارة الأثار ومحافظة الشرقية وهيئة المحافظة على التراث والأوقاف بالتحرك السريع لإعادة ترميمه والحفاظ على عراقة وقدم ومكانة المسجد. 


وأضاف الصاوي: "مأذنة مسجد قايتباي من المأذن الأثرية القديمة، ولكن المأذنة الآن بحاجة للترميم للحفاظ على التراث المعماري الإسلامي ونطالب الاهتمام بساحته وإستغلالها لصالح المسجد لمنع أي تعديات عليها من قبل البعض".


 وقد أوضح حسينى محروس: "المسجد يقع بشارع الدرب الشامية، وكانت هناك جمال تأتى من القلعة بالقاهرة وتحمل الطوب إلى قلعة القرين، وكانوا يستريحون تحت نخلتين وكان بأسفل النخلتين زير يشربون منه والجمال كانت تشرب من السبيل، فكان المكان إستراحة للمسافرين".  


يذكر بأن السلطان الأشرف قايتباي المحمودي الظاهري (١٤١٢-١٤٩٦)م أحد سلاطين دولة المماليك الجراكسة البرجية، وقد تولى الحكم ٨٧٢هـ -١٤٦٨ م وحتى وفاته في ٩٠١هـ- ١٤٩٦م، وحكم البلاد قرابة ٢٩ً سنة، وشهد عصره نهضة حضارية فى كافة الجوانب، وقد بني قلعة قايتباي بالإسكندرية وحافظ على دولته من السقوط، فقضى على حركات التمرد واصطلح مع العثمانين فوضعت الحرب أوزارها فأخر ذلك سقوط دولته قرابة قرن من الزمان.

مسجد قايتباى


عرف عن السلطان قايتباي الورع والصدق والزهد والتصوف والإنفاق فى سبيل الله والتسامح والتواضع وحب العلم ومجالسة العلماء فهو درة تاج دولة السلاطين، ومن أبرز مواقفه "رفض تولي الحكم وأمتنع وبكي أثناء تنصيبه، وكان يقول لمن يمدحه من الشعراء " لو اشتغلت بالمديح النبوي لكان أعظم".


الجدير بالذكر بأن مسجد قايتباي بمدينة القرين تم بنائه في العصر المملوكى عام 880 هـ وقد قام ببنائه السلطان الأشرف قايتباي الذي اشتهر ببناء الكثير من العمائر والقلاع وأشهرها قلعة قايتباي بالأسكندرية كما قام ببناء مسجد قايتباي بمدينة القرين حيث قام بإنشاء المسجد والسبيل وسط الطريق السلطاني الذي يقع في قلب القرين والموصل إلى بلاد الشام كإستراحة للمسافرين من عناء السفر ومازال الطريق يُعرف حتي الآن بطريق الديار الشامية وهو طريق أولاد زيد إمتداد إلى القلعة مروراً بمنطقة الرفاعية ويعتبر هذا المسجد من أقدم المساجد التي بُنيت قبل 555 عاما.


وقد أمر السلطان قايتباي ببناءه على مساحة‏ 1800 ‏متر منها ‏515‏ مترا يشغله المسجد وباقي المساحة تعتبر حرما طبيعيا.

 

مسجد قايتباى


يحتوي على صحن يضم منطقة الصلاة والمنبر والقبلة التي يزينها عمودان من المرمر الخالص لا يقدران بثمن يعلوها مجموعة من الزخارف والنقوش التي تميز عمارة السلطان قايتباي حيث المأذنة العالية ذات الشكل المميز.


والمسجد مزود بسبيل لخدمة المسافرين والأهالي وقتها. وأوقف السلطان اطيان في قرية كفر العزازي كوقف خيري للمسجد. وتم تسجيل المسجد ضمن الآثار المصرية و الاسلامية منذ عام‏1951 ‏وأنه مقيد ضمن المسح الذي اجري للمنطقة عام ‏1900‏ ويبرز أيضا بالتصوير الجوي الذي تم عام‏1985‏.


يجدر الاشارة إلى أن مدينة القــــــرين من المـدن القديمـة فى مصـر وقد ورد ذكـرها فـى أحداث متعددة من التاريـخ نظراً لموقعها المميز وهي تقع في النقطة الرابطة بين القاهرة و الحدود الشرقية الموصلة للشام.

 

اقرأ يضا :- سباق مع الزمن وإنجاز غير مسبوق داخل محطات تحويل السيارات للعمل بالغاز

 

مساجد تاريخية| قايتباي بمدينة القرين.. تحفة أثرية تشكو الإهمال

مساجد تاريخية| قايتباي بمدينة القرين.. تحفة أثرية تشكو الإهمال

مساجد تاريخية| قايتباي بمدينة القرين.. تحفة أثرية تشكو الإهمال

مساجد تاريخية| قايتباي بمدينة القرين.. تحفة أثرية تشكو الإهمال

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة