صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


«أكلوا بعقلها حلاوة».. بائعة خضار تتلقى طعنات النهاية من بنتها وخطيبها

ناجي أبو مغنم

الأربعاء، 28 أبريل 2021 - 01:43 م

أعمى الشيطان قلب فتاة وغيب عقلها في لحظة ستظل نادمة عليها ما دامت روحها تسكن جسدها،  فلم تراع الفتاة البالغة من العمر ١٨ عامًا حرمة أيام الشهر الفضيل التي نعيشها، ولم تلق بالا لبر الوالدين وتناست عناء أمها وتعبها من أجلها وشقيقتها، ولم تتذكر واحدة من تضحياتها التي لا يمكنها أن تحصيها عددًا.

وأقدمت على إنهاء حياة من حملتها إلى جوار قلبها دون ضجر، وسهرت الليالي الطوال دون كلل أو ملل لأجل راحتها، وواصلت العمل الليل بالنهار في مهنة عاهدناها ذكورية، ولكن الأم لم تجد حرجا في بيع الخضار لتوفير نفقات بناتها، وتغنيهم عن الحاجة وسؤال الآخرين.

بخلت الأم على نفسها لتكون كريمة مع بناتها وذلت نفسها لتعزهم، وقدمت المسكينة لهما ما لديها من حب وحنان ومشاعر أمومة جياشة فاضت بها على نبت قلبها، فإنها تعطي بلا حدود دون مقابل بل تنتابها الفرحة كلما وجدت في أيديها ما تقدمه لبناتها.

 وتتلهف الأم للحظة تكبر فيها بناتها وتصبح عروسةً، ليسعد قلبها وتفرح بما قدمت كي تشعر أن عناءها وتعبها لم يذهب هباءً، تنتظر كل أم بفارغ الصبر لحظة ارتداء نجلتها فستان الفرح لتشعر حينها بأنها أدت الرسالة ونجحت في مشوارها وأوصلت بناتها لبر الأمان.

ولكن هذه الفتاة حرمت أمها من حلم ظل يراودها كثيرًا وحالت بينها وبين لحظات سعادتها المنشودة، عندما سهلت ويسرت لشاب - تقدم لخطبتها ولم يلق قبولًا لدى أمها ولم تر فيه زوجا صالحا لها فرفضته-، الانقضاض على أمها وتوجيه طعنة تلو الأخرى نحو جسدها الهزيل الذي أنهكه عملها الشاق على النواصي وفي نواحي الشوارع، لم تعلم الأم أن حرصها على من أرضعتها عامين سيكون نتيجة لموتها، لم تتخيل أو أي أم أن تأتيها الطعنات من فلذات الأكباد.

فقد تجمد قلب البنت وتحجر وانتزعت منه الرحمة والإنسانية وكانت شريكة في مقتل أمها، من أجل شاب «أكل بعقلها حلاوة» وأوهمها أنه ضالتها نحو سعادتها وأقنعها أن أمها تحول دون ذلك ويجب التخلص منها، ولكنه كانت بداية التعاسة والألم والغضب الذي لن تفيق منه حتى تلقى ربها.

تعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء حاتم حداد مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية، إخطارا من العميد محمد غيث مأمور مركز القناطر الخيرية بالعثور على جثة بائعة خضار مقتولة داخل منزلها بقرية البرادعة دائرة المركز، وجرى إخطار اللواء فخر الدين العربى مدير أمن القليوبية، وتشكل فريق بحث جنائي، وانتقل العميد خالد المحمدي رئيس مباحث القليوبية، والمقدم محمود علام رئيس مباحث مركز القناطر، وبالفحص تبين أن المجني عليها تعيش مع ابنتيها "18 و8" سنوات في المنزل محل الواقعة، وأن ابنتها الكبرى اكتشفت الحادث وأستغاثت بالجيران الذين ابلغوا الشرطة.

وبالمعاينة تبين إصابة المجني عليها بـ 8 طعنات فى الصدر والبطن، وبدأ فريق البحث في سؤال ابنتي المجني عليها وفحص علاقتها لتحديد سبب أو ملابسات الحادث وهل لديها خلافات مع أحد من عدمه، وبإجراء التحريات والفحص تمكن رجال البحث الجنائى من كشف ملابسات الواقعة، حيث قامت نجلتها وخطيبها بارتكاب الواقعة، لرفض المجنى عليها من إتمام الزواج بينها، وقاما بالإتفاق سويا عقب خروج النجلة الأخرى للدرس، قام خطيب الأبنة الكبرى بالانقضاض عليها وطعنها عدة طعنات بتسهيل من خطيبته ابنة المجنى عليها.

اقرأ أيضا| إحالة إمبراطور المخدرات بالزيتون للمحاكمة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة