محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
محمد مختار جمعة وزير الأوقاف


وزير الأوقاف: «علينا ألا نسلم عقولنا لمروجي الشائعات والأكاذيب»

إسراء كارم

الأربعاء، 28 أبريل 2021 - 09:17 م

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الكليات الست أحاطها الشرع الحنيف بسياجات عظيمة من الحفظ والعناية، متحدثا عن اثنتين من هذه الكليات، في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير، وإعادة قراءة النص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا الحاضر.

اقرأ أيضا| «المغفرة والقبلي».. غلق مسجدين لمخالفة إجراءات كورونا بالمنوفية

وقال خلال الحلقة الخامسة عشرة من برنامج "رؤية" للفكر المستنير حول كتاب: "الكليات الست (4)" الثلاثاء 27 إبريل، والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية، وعدد من القنوات المتخصصة، إن العقل هو وسيلة فهم النص، وقضيتنا الكبرى هي مع من لا يعملون عقولهم في فهم صحيح الشرع، والقرآن الكريم اهتم بشأن العقل اهتمامًا بالغًا.

واستشهد بقوله سبحانه : {إِنَّآ أَنزَلْنَهُ قُرْءَنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، وقال سبحانه: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُۥ خَشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} أي يتأملون، يعملون عقولهم، ويقول سبحانه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، ويقول سبحانه: { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}، ويقول عز وجل: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}.

وأضاف أن العقل نعمة من أعظم نعم الله التي يجب علينا أن نحافظ عليها وأن لا نضيعها، بعض الناس يضيع عقلهم بالمخدرات والمسكرات والموبقات، ورب العزة ينهي عن ذلك فيقول: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ}، لما نزلت هذه الآية قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: «انتهينا انتهينا انتهينا يارب انتهينا».

واستكمل: «كما نحفظ عقولنا من كل مسكر أو مفتر أو مضر بها علينا أن نحفظها أيضًا من أن نسلمها لمروجي الشائعات والأباطيل والأراجيف والأكاذيب، وعلينا أن نعمل عقولنا وأن لا نتسرع في تصديق الكذبة»، ويقول الحق سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بالمَرْءِ إثمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»، أي أن يكون بوق كلام ينقل ما يسمع دون أن يحلل ودون أن يفكر فيه، ودون أن يعمل عقله في ما يسمع، فينقل دون أن يتريث أو يتثبت، سواء كان النقل قولًا، أم كتابةً، أم تشييرًا، أم مشاركةً، أم إعجابًا، فعلينا أن نعمل عقولنا، ولا نسلمها لدعاة الفتنة وبغاة الشر.

وتابع: أما الكلية الثانية في حديثنا هذا والسادسة من الكليات الست فهي كلية الحفاظ على العرض، والعرض نوعان: خاص وعام، الخاص: حفاظ الإنسان على شرف زوجه وأمه وأخته وبنته وشرف نفسه، فهذا هو المعنى الخاص في عملية العرض، أما المعنى العام فهو حفاظه على ما يسيئ إلى كرامته أو ما ينال من شرفه العام.

ولفت إلى أن الإسلام نهى عن الزنا، ولم ينه فقط عن الزنا إنما عن مجرد القرب منه، حفظًا للأعراض، وحفاظًا عليها، فقال سبحانه: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.

وتوجه إلى الله بالدعاء: «نسأل الله أن يحفظ لنا أعراضنا، وأن يحفظ لنا عقولنا، وأن يحفظ لنا أموالنا، وأن يحفظ لنا دماءنا، وأن يحفظ لنا أوطاننا، وأن يحفظ لنا ديننا، وأن يحفظ لنا مصرنا وأهلها من كل سوء ومكروه». 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة