يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

الإعلانات أو التمثيل؟!

يوسف القعيد

الخميس، 29 أبريل 2021 - 06:09 م

من الظواهر الرمضانية التى لفتت نظرى ظهور فنانين فى إعلانات تُعرض بين فقرات المادة التليفزيونية. فإن ظهور الفنان فى إعلان ليس مرفوضاً تماماً. المهم أن يتفق ما يُعلن عنه بالإعلان مع ممارساته ومواقفه وآرائه التى يعلنها كفنان.
قد أتنازل عن كلمة يتفق. فهى كلمة قانونية. ولكنى أستخدم بدلاً منها أن يكون الإعلان فى نفس المناخ الذى يمثل من خلاله هذا الفنان أو ذاك. أصل المشكلة وجوهرها أن أهل الفن الذين ظهروا فى إعلانات رمضانية لم تكن لديهم أعمال درامية يقدمونها. فهل هذا الفراغ هو الذى دفعهم للظهور فى الإعلانات؟.
وعندما نعرف أن حجم الإنتاج الدرامى فى رمضان هذا العام ضخم يضرب به المثل. تم انتاج 77 مسلسلاً. الرقم ضخم ويستوعب معظم إن لم يكن كل أهل الفن المصرى.
وأنا أركز على الفن المصرى باعتباره رأس حربة فى قوة مصر الناعمة التى يجب الحفاظ عليها واعتبارها ثروة قومية. وبالتالى ربما تؤدى لشهرة شخصية للفنان الذى يلعب الدور. ولكن فى المجمل النهائى فإن هذا ما يُمكِّن مصر من قوتها الناعمة التى لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها. بل ربما لا يفكر فى هذا.
طوال ليالى رمضان أسأل نفسى: أين ليلى علوى؟ أين محمد هنيدى؟ أين هالة صدقى؟ أين أحمد آدم؟ أين آسر ياسين؟ أين الممثل الشاب أحمد فلوكس صاحب الموهبة الساطعة؟ وقبل كل هؤلاء وبعدهم شريهان؟.
صحيح أن بعض أهل الفن الذين ظهروا فى بطولات رئيسية لمسلسلات مثل يسرا نفاجأ بها فى أحد الإعلانات الجماعية. ولكن المسألة تحتاج لوقفة من المسئولين عن إدارة الإنتاج الدرامى التليفزيونى. فبعد التراجع السينمائى غير العادى فى السنوات الأخيرة لم يبق لنا غير الدراما التليفزيونية التى ربما كانت النافذة الوحيدة لهذا الفنان أو تلك الفنانة لتأدية عمل فنى ربما على مستوى العام كله.
وذلك باعتبار أن صناعة السينما ليست بخير وتُركز كعادتها على أسماء بعينها ولا حل أمامها سوى عودة الدولة المصرية - أياً كانت الجهة - التى تمثلها للإنتاج السينمائى مرة أخرى. ثمة خطأ فى المسألة. أعتقد أن المسئولين عن العملية الإنتاجية يقعون فيه سواء وأقول منذ البداية بحسن نية.. لأن الجميع من المفترض فيهم أنهم لا يعنيهم سوى مصلحة مصر العليا التى تسبق أى اعتبار آخر.
قد يقول لى قائل: وأين قطاع الإنتاج فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى حلت مكانه الهيئة الوطنية للإعلام؟ وهو موضوع متشعب ومركب وقد يحتاج لكتابة أخرى. ولكن إلى أن يتعافى ويعود لدوره ليس أمامنا سوى شركة سينرجى التى يرأسها تامر مرسى.
من الآن لرمضان القادم يفصلنا عنه أكثر من عام. وعلينا التفكير جدياً فى هذه الطاقات المهدرة من الممثلين الذين يعدون جزءاً من رصيد مصر ومصدراً لتميزها عربياً وشرق أوسطياً وإسلامياً. فلا مبرر أن يجلس فنان واحد فى بيته مع كل هذا الإنتاج الدرامى الضخم.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة