ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

لعب الكبار

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 30 أبريل 2021 - 07:15 م

 رغم ان العالم يمر منذ العام الماضى بواحدة من أسوأ ازماته الصحية والاقتصادية منذ عقود، الا ان ذلك لم يكن موجعا بالشكل الكافى، على ما يبدو، ليشتت القوى الكبرى ولو قليلا، عن  انشغالها التقليدى بتعزيز قوتها المسلحة، ورفع إنفاقها العسكرى  خلال  2020 إلى ما يقرب  من 2 تريليون دولار، وفقا لما كشفته الإحصاءات الاخيرة.
 وبحسب الأرقام فقد  لعبت نفقات القوى العسكرية الكبرى  الثلاث (امريكا والصين وروسيا) دورًا رئيسيًا فى هذا الارتفاع . فرغم تصدرها قائمة الإصابات والوفيات على مستوى العالم على مدار العام الماضى،زادت الحكومة الأمريكية إنفاقها العسكرى من 732 مليار دولار فى  2019 إلى 778 مليار دولار فى  2020، وبالتالى احتفظت بمكانتها الأولى بين أكبر ممولى الاستعدادات للحرب. اما الحكومة الصينية فرفعت إنفاقها العسكرى إلى 252 مليار دولار، بينما رفعت الحكومة الروسية نفقاتها العسكرية إلى 61.7 مليار دولار.
 والغريب  هو تزامن هذا التصاعد فى الإنفاق العسكرى مع ارتفاع حاد فى عدد الأشخاص الذين يعيشون فى فقر حول العالم، حيث ارتفع عددهم بما يقدر بنحو131 مليونًا إلى 803 ملايين بحلول نهاية العام.
 وبغض النظر عما كان يمكن ان تفعله هذه الأموال فى تحسين اوضاع ملايين الفقراء حول العالم، تقول التقديرات على سبيل المثال ان الموارد الهائلة المستخدمة فى الحشد العسكرى فى امريكا  كان من شأنها أن تمول  الرعاية الصحية لـ 208 ملايين بالغ، أو21 مليون منحة دراسية لطلاب الجامعات، أو84 مليون وحدة سكنية عامة، أو توظيف 9.2 مليون معلم فى المدارس الابتدائية .
 ولكن، للأسف، مازال بناء  قوة عسكرية اكبر، و»اللعب»  بالاستعدادات  المتزايدة لحروب لن تحدث، مازال اكثر جاذبية لحكومات هذه الدول،  من حماية سكانها ومواطنى العالم من انتشار المرض والموت والفقر ومن لعب الدور المنوط بهم بصفتهم «الكبار» .

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة