هبة عمر
هبة عمر


وجع قلب

الطبع غلاب

أخبار اليوم

الجمعة، 30 أبريل 2021 - 07:18 م

 

تصرف بسيط احتفل به الناس خلال الأيام الماضية رغم أنه فى حقيقته أحد سمات الشخصية المصرية، كانت صاحبته سيدة ريفية بسيطة اسمها "هنية طه" انتشرت صورتها عبر وسائل التواصل الاجتماعى وهى تحمل طعام الإفطار الذى أعدته للمصابين والمسعفين فى حادث قطار طوخ، وأصبحت صورتها مع "صينية الطعام" المحمولة فوق رأسها أحد أشهر اللقطات المصاحبة للحادث فى جميع وسائل الإعلام.
الحقيقة أن مافعلته هنية هو أحد الطباع الأصيلة فى أغلب بيوت الريف المصرى، وخاصة فى شهر رمضان، فالغريب له الأولوية حين يتواجد وقت الإفطار، بسبب أى ظروف، بل إن بعض العائلات تضع نظاما معروفا باسم "الدور" لإخراج صينية طعام الإفطار يوميا بالدور من أحد بيوت العائلة تخصص لإفطار العابرين، وتجتهد السيدات فى إعدادها بشكل لائق حسب الإمكانات المالية المتاحة، ولابد أن يشارك صاحب البيت الذى خرجت منه الصينية فى إطعام الناس بنفسه وخدمتهم بحيث لاينقصهم شىء، وهو الأمر الذى يتكرر فى مناسبات أخرى، غير شهر رمضان، تقتضى وجود ضيوف من خارج هذه القرية أو تلك، ورغم تغير الظروف الاقتصادية فى أغلب الريف المصرى ظلت عادة إخراج طعام الإفطار طبعا غلابا تتسم بة بيوت أهل الريف، ويعرضهم أحيانا للسخرية مثلما حدث مع أهل الشرقية، ففى شهر رمضان عام ١٩١٧ مر أول قطار من أمام قرية أكياد بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وعقد أهالى القرية العزم على تجهيز موائد إفطار على رصيف القطار ودعوة جميع الركاب لتناول الإفطار معهم، وأصبحت الواقعة تستخدم للدلالة على الكرم والشهامة وأيضا السخرية منهما، ومع جائحة كورونا أبدعت الشهامة المصرية فى تكوين مجموعات عمل تطوعية لمساعدة المرضى وتوفير وجبات صحية كل يوم، وعايشت بنفسى نجاح إحدى هذه المجموعات فى منطقة التجمع الخامس فى سرعة توفير الوجبات المعدة خصيصا للأسر التى يمرض كل أفرادها ولايتوافر من يعد لهم الطعام، وتقسيم العمل على المتطوعين والمتطوعات بين طهى الطعام وشراء الاحتياجات و توصيل الوجبات ساخنة للمرضى، وهذه الشهامة هى طبع المصريين الغلاب مهما تبدلت الأحوال واشتدت المحن.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة