منير أديب الباحث في شئون الإرهاب الدولي
منير أديب الباحث في شئون الإرهاب الدولي


موظفى الجماعة يتلقون أوامر التخريب من قيادتهم وهدفهم عقاب الشعب وإرباك الحكومة

حوار| منير أديب الباحث في شئون الإرهاب الدولي: الإخوان تنظيم شبه عسكري

محمد جمعة

الجمعة، 30 أبريل 2021 - 07:34 م

طالب منير أديب، الباحث فى شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، بضرورة محاكمة جميع عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى بتهمة الانضمام إلى جماعة شبه عسكرية استخدمت الإرهاب ضد الدولة، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية لم تقدم للمحاكمة سوى من ثبت تورطهم فقط فى أعمال العنف والقتل، لذا مازال هناك الكثير ممن ارتكبوا عنفا وحرضوا عليه لم تتم محاكمتهم، هؤلاء مازالوا موجودين داخل المجتمع وضمن الجهاز الإدارى للدولة ويشكلون خطرا كبيرا.

وشدد منير أديب، فى حوار خاص لـ"أخبار اليوم"، على ضرورة تطهير الجهاز الإدارى للدولة بل والمجتمع من عناصر الإخوان والخلايا النائمة، لافتا إلى أنه بعد فشل الإخوان فى تحقيق أهدافهم من العمليات الإرهابية المباشرة، بسبب وحدة وتماسك الشعب، لجأوا إلى القيام بعمليات إرهابية موسعة −غير مباشرة− للانتقام من الشعب نفسه.

بداية.. ما خطورة استمرار عناصر الإخوان ضمن الجهاز الإدارى للدولة؟

− الدولة بأجهزتها الأمنية نجحت فى مواجهة تنظيم الإخوان الإرهابي، منذ عام 2013 حتى هذه اللحظة، لكنها واجهت التنظيم دون أن تقضى عليه بشكل تام، لذا مازال هناك أفراد من التنظيم سواء من الخلايا النائمة أو الخاملة أو حتى النشطة مازالوا موجودين.. مواجهة الدولة للتنظيم كانت مواجهة أمنية، بمعنى من تلوثت يده بالدماء −من الإخوان− تم تقديمه للعدالة، والقضاء هو من حدد البريء من الجانى، لذا مازال هناك آخرون ينتمون إلى التنظيم ارتكبوا عنفا أو حرضوا عليه لم يتم اكتشافهم، هؤلاء مازالوا موجودين حتى هذه اللحظة سواء فى الجهاز الإدارى للدولة أو حتى كأفراد داخل المجتمع، هؤلاء خطر على الدولة ككل وليس على الجهاز الإدارى فقط.

 كيف يتم التعامل مع هؤلاء؟

− لابد من محاكمة كل من انتمى إلى تنظيم عسكرى أو شبه عسكرى أو تنظيم مدنى استخدم العنف، وكل ذلك ينطبق على أفراد الإخوان، بمعنى أن هناك عناصر ربما لم يثبت أنهم تورطوا فى استخدام العنف ولم تتلوث يدهم بالدماء، لكن لهم علاقة بالتنظيم الذى مارس العنف، وبالتالى كل من أعلن أو يعلن ولاءه وانتماءه لهذا التنظيم، لابد أن يحاكم على فكرة الانتماء، لأن القانون المصرى يحرم ويجرم الانتماء إلى تنظيمات عسكرية أو شبه عسكرية.

وهل تنظيم الإخوان عسكرى أو شبه عسكرى؟

جماعة الإخوان الإرهابية تنظيم شبه عسكري، بدليل أنه فى الماضى كان له جناح عسكرى أسماه "النظام الخاص"، وفى الحاضر أنشأت الجماعة أذرعا عسكرية منها: حركة سواعد مصر "حسم"، ولواء الثورة، والمقاومة الشعبية، وحركة ضنك، وغيرها من الحركات، لكن لدينا مشكلة قانونية، بأننا لا نتعامل إلا مع من له علاقة بالعنف المباشر أو غير المباشر، ولا نتعامل مع من له علاقة بتنظيم يمارس العنف، لذلك أكرر أن كل من يثبت علاقته بالتنظيم لابد أن يحاكم على العلاقة، وليس على ممارسة العنف ذاته.. الدولة تأخرت فى فكرة تقديم كل من له علاقة بالإخوان إلى العدالة، لأن هذا الذى ينتمى إلى الإخوان ينتمى إلى تنظيم شبه عسكرى جرمه القانون، وهؤلاء موجودون بكثرة فى الهيكل الإدارى لأجهزة الدولة، وتسببوا فى الكثير من الكوارث. 

 هل ترى علاقة للإخوان بحوادث القطارات الأخيرة؟

− الاخوان يريدون إسقاط النظام السياسى الذى اختارته ثورة 30 يونيو، حاولوا فعل ذلك مرارا وتكرارا باستخدام العنف المباشر أو التحريض عليه وبمحاولة إرباك الدولة والحكومة وإحداث القلاقل ونشر الفوضى، وكان جزء من مخطط الإخوان بعد 30 يونيو أنهم قاموا بسد كافة بلاعات الصرف الصحى بالإسكندرية، لإغراقها وإحداث نوع من الاختناق والتمرد فى الشارع، واعترف بهذا الجرم أفراد من الإخوان أمام المحكمة، وأيضا ضرب واستهداف أبراج شبكات الكهرباء.

لذلك لا أستبعد أن هناك أفرادا من الإخوان حاولوا بصورة أو بأخرى، إحداث هذه الكوارث داخل وزارة النقل، لأنه منهج تسير عليه الجماعة منذ أن حاول سيد قطب تفجير القناطر الخيرية لإغراق القاهرة.. وأعتقد أن وزير النقل كامل الوزير يعلم ذلك بشكل واضح، ونوه إليه عندما قال إن هناك أفرادا تابعين للإخوان مازالوا موجودين فى وزارة النقل وهم مسئولون عن بعض الحوادث التى وقعت.. الجماعة الإرهابية تفعل ذلك بشكل غير مباشر حتى لا تراها الدولة ولا يحاكموا.

الأمر ليس بالجديد.. قديما حاولت الجماعة تفجير القناطر الخيرية وقريبا حاولت نسف أبراج الكهرباء.. فلماذا يصر الإخوان على العمليات الإرهابية التى تتسبب فى اضرار جسيمة لأكبر عدد من المصريين؟

− هذه هى طريقة الإخوان التى لن يتخلوا عنها، خاصة وأن الجماعة حاولت من قبل توجيه ضربات مباشرة للدولة من خلال العمليات الإرهابية واستهداف شخصيات رفيعة المستوى، وأيضا قاموا بمحاولة إرباك الدولة وإثارة احتجاجات شعبية، لكن فشلوا فى كل ذلك، بسبب وحدة وتماسك الشعب، لذا لجأوا إلى طريقة أخرى وهى الانتقام من هذا الشعب الذى يؤيد النظام، بارتكاب عمليات إرهابية بهذه الصورة التى رأيناها، وهذه الطريقة يتعامل بها الإخوان طوال الوقت ولها علاقة بمنهجهم وتفكيرهم المنحاز إلى العنف، لذلك أكرر أنه يجب محاكمة كل من له علاقة بهذا التنظيم.

 هل نحن بحاجة لتطهير الجهاز الإدارى للدولة من الخلايا النائمة؟

− الأدق، لابد من تطهير الدولة بأكملها من هذا التنظيم، لأنه عندما نقول إن الإخوان خطر، فالخطورة هنا ليست على الجهاز الإدارى للدولة فحسب وإنما على الدولة والمجتمع بأكمله.

مع ما تشهده الدولة من تقدم واستقرار.. ألم يغير هذا المشهد من نظرة الإخوان نحو الوطن؟

− تلك هى نظرة العاقل الذى يريد البناء، وليست نظرة الشخص المتطرف الذى يحمل أفكارا يسعى لفرضها على الدولة، أو يريد أن يهدم الدولة من أجل أن يبنى دولة أخرى على مقاس هذه الأفكار، هذا الشخص مهما كان ضعيفا ومهما كانت الدولة قوية سوف يستمر فى مخططه، بالإضافة إلى أن جميع أفراد الإخوان مسيرون وليسوا مخيرين، جميعهم تابعون للقيادات، والقيادات تابعون لأجهزة مخابرات دولية، لذلك لا يهم أن تتقدم الدولة أو تتأخر بالنسبة لهم.     

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة