انتصار دردير
انتصار دردير


صباح الفن

منى زكى ولعبة نيوتن

أخبار اليوم

الجمعة، 30 أبريل 2021 - 07:35 م

تغيب منى زكى طويلا، تبدو كمن يمثل على سطر ويترك سطورا، لكن ظهورها يبدد كل الغياب الذى لا تقصده، ولا تتمناه، وفى مسلسل «لعبة نيوتن» تمثل بتلقائية مبهرة، تركز على التفاصيل الصغيرة للشخصية،فى الحقيقة هى لاتمثل بل تتوحد مع شخصية هنا، وتتحدث الانجليزية بطريقتها، ولعل مشهد الولادة الصعب المثير الذى أدته ببراعة كما لو كانت تعيش لحظة الولادة بالفعل،ومشهد المحكمة ودموعها المتحجرة وهى تخشى أن تحرم من طفلها،يؤكدان تفوقها المثير بأداء صادق معبر عن مخاوفها وصدماتها.
تتحمل منى زكى العبء الأكبر من نجاح العمل، لكن ليس أداء منى فقط هو المميز، بل كافة الممثلين وفى مقدمتهم محمد فراج الذى قدم شخصية متلونة استطاع أن يتعامل مع تناقضاتها، وكذلك محمد ممدوح وسيد رجب، وعائشة بن أحمد، وحتى الوجوه الجديدة مثل آدم الشرقاوى «زي» الذى يؤدى بتلقائية وكأنه لايشعر بوجود الكاميرا، وآلاء سنان «سارة» وحتى الممثلات الأجانب فى أدوار صغيرة كالروسية والمكسيكية والصينية،وحينما تصل البراعة بكل الممثلين الى هذا الحد فلابد أن تدرك أن وراءهم مخرج يستطيع أن يضع ممثليه فى أفضل حالاتهم،ولاشك أن تامر محسن أجاد ببراعة توجيه ممثليه، فهو مؤلف القصة والمشرف على الكتابة والانتاج بمساعدة كتيبة جديدة من الموهوبين تقودهم مها الوزير، ورغم تحفظى على ورش السيناريو التى سيطرت على كتاب الدراما الجدد، فـإن سيناريو «لعبة نيوتن» جاء متماسكا وكأنه كتبه شخص بمفرده، ما يؤكد نجاحهم فى الحفاظ على روح واحدة فى الكتابة، وليس التفوق فى عناصر التمثيل والتصوير والإخراج فقط، بل أيضا فى المنتجين الجديدين «سعدى وجوهر» اللذين أتاحا تصويره بالولايات المتحدة الأمريكية، وأضفى التصوير الخارجى حيوية كبيرة على مشاهد العمل.
تامر محسن الذى فاجأنا الراحل الكبير وحيد حامد يوما باختياره لإخراج مسلسل «بدون ذكر أسماء»، وفيلم «قط وفأر» أثبت صدق الرهان عليه لتميز موهبته كمخرج ومؤلف فى أعماله الدرامية ومنها «تحت السيطرة» و»هذا المساء»، ليقدم لنا فى «لعبة نيوتن» الحلم الأمريكى بإطار يعتمد على التشويق والإثارة، واختار عنوانا اتسم بالغموض والذكاء معا،فمن يمكنه -من الجمهورالبسيط - أن يربط بين نظرية نيوتن «لكل فعل رد فعل مساو له «وبين أزمة المسلسل».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة