جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

احترسوا أيها السادة.. أسبوعان حاسمان فى مواجهة «كورونا»

جلال عارف

الجمعة، 30 أبريل 2021 - 08:10 م

خمسة أيام إجازة رسمية مع أعياد تحرير سيناء وشم النسيم وعيد القيامة وعيد العمال.. بعدها ثلاثة أو أربعة أيام من العمل «أو هكذا يفترض!» ثم العودة لإجازة لنحو خمسة أيام أخرى مع عيد الفطر المبارك.
نحو اسبوعين تسيطر عليهما أجواء الاحتفالات وبهجة الأعياد من ناحية والمخاوف من الهجمة الشرسة لفيروس كورونا من ناحية أخرى.. الموجة الثالثة من الفيروس تضرب بشدة وأرقام وزارة الصحة «التى تقتصر على المتعاملين مع مستشفياتها ومعاملها» تكشف عن زيادة كبيرة ومتواصلة فى الإصابات تثير القلق وتدعو للانتباه.
كانت هناك دعوات للمزيد من الإجراءات الاحترازية والبعض رأى أن نوعاً من الحظر الجزئى خلال اسبوعى الأعياد سيكون مفيداً جداً فى تقليل المخاطر.. الحكومة رأت أن الأفضل هو الاستقرار فى نهجها الذى يوازن بين احتياجات الوقاية وبين استمرار النشاط الاقتصادى والحياة المجتمعية لأن عبء الإغلاق فادح ولأن الأوضاع مازالت تحت السيطرة.
هذا القرار لا يعنى مطلقاً إغماض العين عن المخاطر وإنما يعنى المزيد من المسئولية على المواطنين وعلى الحكومة فى آن واحد لمواجهة هذه المخاطر ولعبور هذه المرحلة الحرجة فى مقاومة الوباء بأمان.. الكل ينبغى أن يتصرف على أساس أن هذين الاسبوعين حاسمان فى معركتنا ضد «كورونا».. والمسئولية هنا على المواطن وعلى الحكومة معاً.
بالنسبة لنا كمواطنين.. لابد من الإلتزام الكامل بإجراءات الوقاية التى تعامل معها الكثيرون فى الفترة الأخيرة بتهاون كبير أو باطمئنان أكبر من اللازم الحرص على استمرار الحياة شبه الطبيعية لا يعنى التصرف بلا ضوابط ولا يعنى أن يتراجع استخدام الكمامة والإلتزام بالابتعاد عن الزحام.. إعادة الحياة للمطاعم والمقاهى لا تعنى أن تعود الشيشة وأن تختفى كل إجراءات الوقاية الحرص من جانب الحكومة على إبقاء النشاط الاقتصادى كاملاً لابد أن يقابله التزام من الجميع بحرص أكبر على الإلتزام بإجراء الوقاية وعلى لقمة العيش، وقبل ذلك وبعده على الحياة التى يهددها هذا الفيروس الذى يزداد شراسة فى موجته الثالثة.
وعلى الجانب الآخر.. لابد ان تتشدد الحكومة فى تطبيق إجراءات الوقاية وأن تضاعف الجهد فى عملية التحصين باللقاح والتى ستستغرق فى كل الأحوال وقتاً حتى يتم توفير كل احتياجاتنا وتبدأ عمليات التصنيع المحلى للقاحات وخلال ذلك «ومع استمرار أخذ اللقاحات والتوسع فيها» ستبقى الإجراءات الاحترازية هى الأساس وسيبقى على الحكومة أن تتشدد فى تطبيق هذه الإجراءات.
لقد كان قرار إنهاء العام الدراسى فى مدارس وزارة التربية والتعليم قراراً صائباً ولا أدرى لماذا لم تصاحبه رسالة تقول إنه قرار لدرء المخاطر.. وللإقلال من فرص تجمع أطفالنا فى ظل الموجة الثالثة لكورونا.. وانه إجراء يمكن أن يتكرر فى تجمعات أخرى إذا لزم الأمر وإذا لم يلتزم الجميع بإجراءات الوقاية.
غابت مثل هذه الرسالة كما غابت - حتى الآن - رسائل عديدة ينبغى أن تصل للجميع تنبه للخطر وتحذر من عواقب مخالفة إجراءات الوقاية وفى مقدمتها الكمامة والبعد عن التجمعات.
أمامنا اسبوعان حاسمان.. تعرف أن رمضان يحب اللمة كما تنصحنا هوجة الإعلانات التليفزيونية التى تقول أيضاً إن كورونا أيضاً تحب اللمة إذا لم يكن هناك الإلتزام بكل إجراءات الوقاية!! ونريد لأعيادنا أن تظل مصدر بهجة.. ولكن مع الحفاظ على كل قواعد السلامة والحرص على حياتنا وحياة عائلاتنا من هذا الفيروس الذى يزداد شراسة وإن ظلت مفاتيح مقاومته فى أيدينا.. باللقاح إن أمكن وبالكمامة والبعد عن التجمعات فى كل الأحوال.
أمامنا اسبوعان حاسمان.. بهجة الأعياد الحقيقية ستكون حين نتجاوز المخاطر ونصد هجمة الفيروس، وننتصر للحياة.
أعياداً سعيدة للجميع.. بعيداً عن «اللمة» ومع الإلتزام الكامل بإجراءات الوقاية من «كورونا».. وكل عام وأنتم بخير ومصر فى سلام.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة