كرم جبر
كرم جبر


إنهــا مصـــــــر

الدروس المستفادة من الحروب

كرم جبر

الجمعة، 30 أبريل 2021 - 08:11 م

 مضى زمن الحرب بالورطة، ويقود الرئيس عبدالفتاح السيسى البلاد بحكمة وهدوء، فمصر لن تلوث يديها بدماء الشعوب، وتقف فى نفس الوقت الى جانب نصرة الحق دون ان تدس انفها فى صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل .
رئيس مصر يتحدث مرات عديدة عن الدروس المستفادة من الحروب، ويحقق توازنا شديدا بين مقتضيات حماية الأمن القومى المصرى من ناحية، والدفاع عن قضايا أمته العربية انطلاقا من دور مصر ومكانتها ومسئولياتها القومية، وتمضى البلاد خطوات ثابتة فى إعادة بناء قوتها الذاتية، كصمام امان للردع وحماية انجازات الدولة ومكتسباتها، فالوطن الذى لا يحميه جيش قوى يكون معرضا لكل صنوف التآمر .  
فى ذاكرة الامة مخزون استراتيجى من التجارب والخبرات، يمنحها الوعى المتوازن، فلا تقدم على قرارات مصيرية الا اذا كان ذلك يخدم مصالحها العليا وأمن وسلامة المصريين .
تجارب مصر فى الستينيات هى الدرس الاكبر، ولو عدنا بالذاكرة الى النكسة عام 1967 التى تقترب ذكراها الـ 55 نجد ان الرئيس جمال عبدالناصر لم يكن مشغولا بالحرب مع اسرائيل، بقدر تركيزه الشديد على بناء دولة قوية اقتصاديا، واثناء الاحتفال بعيد العمال فى مايو 1967 بالمحلة الكبرى، كان الرئيس مبتهجا وسعيدا وهو يستعرض نتائج الخطة الخمسية الاولى، والاستعداد لإنفاق 3200 مليون جنيه فى الخطة الثانية، واستخدم النكات على غير عادته وهو يهاجم ما اسماه" أبو دقن " الذى «يتاجر بالدين لنسف فلوس المسلمين، ويعملوا بيها انقلابات»، وكان متفائلا جدا بالمستقبل بعد ان قطعت مصر شوطا طويلا فى محاربة الفساد، والقضاء على الرأسمالية الفاسدة والإقطاع، وسأل ناصر عمال مصر : " أجيب لكم مصانع ولا لحمة؟»  وقال: " قلت مصانع انا مجبش لحمة "، ونصح الشعب بتحديد النسل لان عدد السكان كان فى ذلك الوقت 30 مليونا، وبعد سبع سنوات يزيدوا بمقدار خمسة ملايين .
لم يتطرق حديث عبدالناصر الى الحرب مع اسرائيل، وانما عن البناء والتنمية ونهضة مصر وتحسين احوال شعبها وتحقيق العدالة الإجتماعية .
ولكن بعد مرور قرابة شهر من خطابه التاريخى، كانت المصيدة قد نُصبت لمصر فدخلت حربا فى غير أوانها، وبدأت المأساة عندما قام فدائيو حزب البعث السورى بعمليات فدائية داخل المدن الإسرائيلية،وردت إسرائيل بهجوم كبير على دمشق  فوجدت مصر نفسها فى حرب دفاعا عن سوريا وشعبها وأراضيها، وتحرير فلسطين... والشرح يطول والدروس كثيرة : 
اهمها ان إسرائيل التى كانت ترتعد خوفا من مصر قبل 67 تجرأت، وتصدت لها قواتنا المسلحة الباسلة التى اعيد بناؤها فى شهور قليلة، وكبدت العدو خسائر كبيرة فى حرب الاستنزاف، ومهدت الطريق الى حرب اكتوبر المجيدة، التى محت مرارة الهزيمة والانكسار، ورفعت رءوسنا عالية فى السماء.
جيش مصر يحمى ولا يهدد، يصون ولا يبدد، للدفاع عن ارض مصر وسماءها وبحارها، ولم يكن مستهدفا لدول شقيقة او ملوثا يديه بدماء شعوبها، وهو دائما يناصر اى دولة عربية تتعرض للعدوان، دون ان يكون هو المعتدى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة