السبت، 01 مايو 2021 - 10:21 م

أكدت الحلقة العشرون من حلقات برنامج "مع الصائمين"، الذي تقدمه وكالة أنباء الشرق الأوسط أهمية التقرب إلى الله تعالى بالطاعات وبما ينفع الإنسان وغيره ليس فقط بالعبادات ولكن بكل ما يحبه الله سبحانه من أخلاق حسنة وصدقات واستقامة وبشاشة والابتعاد عما يسئ للناس والمجتمع.

اقرأ أيضا: في ثالث حلقاته.. مجدي عاشور: 2 كفاية يهدف للحد من الزيادة السكانية

وأكد الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، خلال كلمته الليلة في الحلقة العشرين من البرنامج الذي تقدمه "أ ش أ" على موقعي الوكالة على "فيسبوك" و"يوتيوب" على الروابط التي تتم إذاعتها يوميا بمناسبة شهر رمضان الكريم - أن التقرب إلى الله تعالى ليس كما يظن بعض الناس أن العبادات فقط هي أن تتقرب إلى الله بالصلاة وبالصيام وبالحج وبالزكاة .. جميل هذه شعائر وهذه أركان وفروض ، ولكن العبادات عندنا في ديننا الحنيف هي كل ما توجهت به لله وما فيه نفعا لنفسك أو لغيرك . المهم ان ينفع الإنسان نفسه وينفع الناس ، ولكن كيف أقوم بذلك .. أفعلها لله عز وجل ..إن فعلت ذلك وسعت دائرة التعبد ليس العبادات الشعائرية فقط ولكن أتقرب الى الله عز وجل بنفع الناس.

واستشهد المستشار العلمي لمفتي الجمهورية بقول الحق سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" ( آية 77 من سورة الحج ﴾ ، وهذا ما نريد ان نتكلم عنه اليوم نفع الناس يا أيها الذين امنوا .. الله عز وجل عندما أطلق الذين آمنوا وقال اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وبعد ذلك فعل الخير لعلكم تفلحون. نحن نريد أن نكون في الخيرية والخيرية كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: أتدرون من خير الناس قالوا الله ورسوله أعلم . قال خير الناس أنفعهم للناس. مسألة النفع ، إذا قمت أو استخدمت في نفع غيرك كان هذا النفع شفيع لك عند ربك.. إذاً ما هذا النفع وكيف أطبقه ..أنا أريد أن تقف معي في سيرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم . هل كان ينفع الناس . ما وجدنا أحد أنفع للناس من حضرته صلى الله عليه وسلم ، بل هو جاء لنفع الناس لأن مقامه محفوظ من حيث التقدم بين الأنبياء والمرسلين ، ومن حيث مقامه يوم الأشهاد يوم القيامة بل من حيث مقامه في الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا على ثم أسألوا الله لي الوسيلة . الوسيلة كما يبينها لنا النبي الكريم هي درجة في الجنة ليست لأحد إلا لواحد فقط . كما يقول النبي : أرجو أن أكون هذا العبد أو هذا الواحد إذاً مقامه مرفوع في أعلى الجنان صلوات الله وسلامه عليه إذاً هو جاء لنفع الناس .

وأضاف المستشار العلمي لمفتي الجمهورية : أسألك هل نفعت نفسك ونفعت غيرك . إذا نفعت نفسك تكون العبادة قاصرة ، وهي جميلة كما تفعل في العبادات ، ولكن إذا نفعت غيرك تكون العبادة متعدية . يعني أثرها الجميل يعود عليك وعلى غيرك حتى في العبادات .في العبادات التي تصليها الزكاة والصيام والصلاة ، إذا لم تنفع غيرك بها بعد نفع نفسك تكون الصلاة درجتها قليلة . من أين آتينا بهذا .. من آية الغاية من الصلاة ، يقول الحق سبحانه في القرآن الكريم " وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ" ( آية 45 من سورة العنكبوت) ، أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر .. لا تعمل الفحشاء وما تؤذي به الناس أو أحدهم ولا تعمل منكرا من القول وزورا تأذي به الآخرين ، ولننظر إلى قوله تعالى "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"( آية 103 من سورة التوبة )، اعطي الصدقة فيها ذكاء بمعنى النمو والعلو والسمو التزكية حتى في الحج.

وتابع المستشار العلمي لمفتي الجمهورية : "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ  فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ" ( آية 197 من سورة البقرة )، إياك أن تأذي غيرك ، ولكن انفعه ، لذلك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أعطانا قاعدة أقولها لكل إنسان .. قال عليه صلوات الله وسلامه : من استطاع منكم ان ينفع أخاه فليفعل ..إذاً النفع مطلوب تنفع نفسك وتنفع غيرك ، والنفع قد لا يكلفك مالا .. انظر لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ..قال حتى تعرف النفع .. قال الكلمة الطيبة صدقة.. يعني نفع .. قال صمتك وسكوتك عن الاذى وكفُك الشر عن الناس صدقة . أكثر من ذلك سيدنا النبي يقول تبسمك في وجه أخيك صدقة .. سيدنا النبي يعطيك نفع بدون تكلفة حتى تكون نافع في المجتمع في كل وقت وحين . أراءيت كيف يفيد نفع غيرك يفيدك يوم القيامة . عسى أن يكون الأمر شفيع لك يوم القيامة .

الرابط على اليوتيوب https://youtu.be/7gl6SdMevg8