ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان
ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان


بعد تصريحات ولي العهد السعودي.. هل تشهد المنطقة مصالحة بين الرياض وطهران؟

أسامة عجاج

السبت، 01 مايو 2021 - 10:24 م

لعل التوصيف الدقيق للتصريحات التى أدلى بها ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى إطار حوار موسع مع إحدى القنوات السعودية حول إيران وجماعة الحوثى والأزمة اليمنية انه اعلان "حسن نوايا" أو فتح "ثغرة محدودة" فى "جدار صلب "تم تشييده عبر حقب زمنية من علاقات سادها التوتر بين طهران والرياض منذ قيام الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩ لم تتمتع سوى بفترات بسيطة من الهدوء شهدت توترا ملحوظا فى السنوات الأخيرة وصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى عام ٢٠١٦ أو وضع العلاقات بين البلدين على مسار جديد واحتمالات متعددة وخلق فرصة قد تكون نادرة مطلوب من الطرف الآخر استثمارها بصورة جيدة

ولم ينكر الأمير محمد بن سلمان، أبدا ان هناك مشاكل وازمات مع طهران بل قام بتحديدها بصورة واضحة وطرح الحل، حيث أشار نصًا "إيران دولة جارة وكل ما نطمح إليه ان تكون لدينا علاقة طيبة"، "لدينا مصلحة فى استقرار إيران ولكن الإشكالية فى التصرفات السلبية لطهران فى برنامجها النووى وصواريخها الباليستية ودعمها لميليشيات خارجية".

ويمكن فهم هذا الموقف السعودى الجديد فى إطار مجموعة من المتغيرات شهدتها المنطقة خلال الفترة القليلة الماضية نتوقف عند بعضها:

أولًا: يبدو ان ثمة تقدما فى المفاوضات الثنائية التى تمت فى بغداد برعاية عراقية فى اول الشهر الماضى وناقشها رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى اثناء زيارته منذ أسابيع للرياض وأبو ظبى والتى تم الكشف عنها من خلال وسائل إعلام غربية وحددت وكالة رويترز ان هناك تخطيطا من البلدين يخططان لعقد مباحثات مباشرة على ان يتم التحديد وفقا للتقدم فى مفاوضات فيينا حول البرنامج النووى الإيرانى وقد أشار ايرج مسجدى المبعوث الإيرانى للعراق ترحيب بلاده لوساطة العراق لإنهاء الخلافات بين طهران والرياض ورغم نفى البلدين لمثل هذا اللقاء الا انهما رحبا بمبدأ الحوار.

ثانيا: تصريحات ولى العهد السعودى هى استكمال لموقف سعودى آخر من خلال طرح مبادرة جديدة للسلام فى الفترة الماضية تتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار فى اليمن مع تخفيف قيود شحنات الوقود المتجهة إلى ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء بإشراف الأمم المتحدة.

ثالثًا : قراءة سعودية صحيحة للمتغيرات الأخيرة فى المنطقة وأخذ زمام المبادرة بعد رصد وجود توجه جديد لدى إدارة بايدن باتجاه التعامل مع طهران وكذلك الحرب فى اليمن وجماعة الحوثى، فواشنطن لديها هدف رئيسى واستراتيجى فى هذه الفترة وهو الحرص على إنجاح المفاوضات حول البرنامج النووى وفى سبيل ذلك تخلت عن فكرة اضافة قضية التدخلات الإقليمية الإيرانية إلى اجندة مباحثات فيينا، كما رفضت مشاركة أطراف جديدة خاصة السعودية ودول خليجية أخرى فى المفاوضات تلبية لمطلب طهران التى اصرت على الحفاظ على المباحثات فى إطار مجموعة خمسة زائد واحد كما شهدت الفترة الماضية عتبا أمريكيا على تل ابيب التى صعدت مواجهتها مع إيران وطلبت من الحكومة الإسرائيلية التوقف عن ذلك لأنه يضر بقضية المفاوضات، كل ذلك دفع السعودية إلى التحرك خطوة للأمام ليست بديلة عن مباحثات فيينا ولكن بحث عن مصالحها الذاتية بما يتناسب مع أمنها القومي..

ولعلنا نتوقف عند ردود الفعل من الطرفين المعنيين فى تصريحات ولى العهد السعودى: إيران بشكل أساسى وكذلك جماعة الحوثى، اتخذ موقف طهران اتجاهين: الترحيب بالتصريحات وجاء ذلك على لسان المتحدث الرسمى باسم الخارجية الإيرانى سعيد خطبى زاده الذى اعتبر ان البلدين مهمان فى المنطقة والعالم وبإمكانهما بدء فصل جديد من التعاون والعمل المشترك لإحلال السلام والاستقرار والتنمية بالمنطقة عبر اتباع مواقف بناءة ومناهج مستندة على الحوار وقبل ذلك التصريح وبشكل عملى سعت طهران إلى ضبط التحرك الحوثى تجاه التصريحات بالاجتماع الذى استضافته مسقط العاصمة العمانية بين وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف وكبير المفاوضين فى جماعة الحوثى محمد عبدالسلام حيث اكد الوزير موقف بلاده المؤيد لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات لإنهاء الحرب المدمرة فى اليمن.. وبعد المصالحة الصعبة تراكمت المشاكل والقضايا المعلقة بين البلدين ولكنها ليست مستحيلة وقد نشهد فى حالة توافر إرادة سياسية إيرانية ثمارا عديدة لها فى مقدمتها وقف الحرب فى اليمن وتبريد ساحات عربية أخرى مثل لبنان الذى قد ينهى أزمة تشكيل الوزارة وكذلك سوريا والعراق.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة