قوات إثيوبية وإريترية تنتشر فى إقليم تيجراى عقب إحكام السيطرة عليه
قوات إثيوبية وإريترية تنتشر فى إقليم تيجراى عقب إحكام السيطرة عليه


أزمة «تيجراي» تتفاقم مع عدم انسحاب القوات الإريترية

مروي حسن حسين

السبت، 01 مايو 2021 - 11:18 م

مازالت الأزمة الإنسانية فى منطقة تيجراى التى تعصف بالصراع فى إثيوبيا تتدهور دون أى مؤشر على الانسحاب الموعود للجنود الإريتريين من المنطقة.

 

وتواصل القوات الإريترية ارتكاب الفظائع فى شمال إثيوبيا رغم تأكيدات رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد أنها ستغادر. حيث اكدت وثائق حكومية أن الجنود الإريتريين يوقفون وينهبون المساعدات الغذائية فى منطقة تيجراى التى دمرتها الحرب فى إثيوبيا، مما أثار مخاوف من الموت جوعا مع اقتراب القتال من ستة أشهر.

وكان آبى قد أرسل قوات إلى تيجراى فى نوفمبر الماضى لاعتقال قادة جبهة تحرير شعب تيجراى ونزع سلاحهم، وهو الحزب الحاكم للإقليم الذى كان يهيمن على السياسة الوطنية، وقال إن الخطوة جاءت رداً على هجمات جبهة تحرير شعب تيجراى على معسكرات الجيش، وإن القتال سينتهى سريعاً. لكن مع تواصل الحرب، يزداد قلق قادة العالم حيال ما اعتبره وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن "كارثة" إنسانية محدقة، ودور الجنود الإريتريين فى مفاقمتها.

 

وانعكست هذه المخاوف فى عدة وثائق معدة للعرض، قدمها مركز التنسيق الطارئ فى تيجراى التابع للحكومة المؤقتة التى عينها رئيس الوزراء الإثيوبى، إضافة إلى مجموعات إغاثة، وجاء فى آخر وثائق عرضت مؤخرا، أن الجنود الإريتريين أجبروا عناصر الإغاثة الذين يقدمون مساعدات غذائية على مغادرة أجزاء عدة من تيجراى، بما فيها منطقتا سامرى وغيجت، جنوب العاصمة الإقليمية ميكيلى.

 

ويتعرض آبى لضغوط من أنباء عن وقوع مذابح ونهب واعتداء جنسى من قبل القوات الإريترية. وفى الشهر الماضى، سافر إلى العاصمة الإريترية، أسمرة، وأعلن أن حليفه الزعيم الإريترى أسياس أفورقى، وافق على إعادة جنوده إلى الوطن. لكن مارك لوكوك، أكبر مسؤول إنسانى فى الأمم المتحدة، أكد لمجلس الأمن إن الأمم المتحدة وشركائها فى المجال الإنسانى لم يروا أى دليل على حدوث مثل هذا الانسحاب. وان الجنود الإريتريون، بدأو فى إخفاء هوياتهم من خلال ارتداء الزى العسكرى الإثيوبى، ويقومون بقتل المدنيين فى هجمات عشوائية، كما أن العنف الجنسى كان يستخدم كسلاح حرب فى تيجراى حيث أبلغت بعض النساء أنهن تعرضن للاغتصاب الجماعى على مدى عدة أيام.

 

وأخبر لوكوك مجلس الأمن أن ما يصل إلى 4.5 مليون من سكان تيجراى البالغ عددهم 6 ملايين كانوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية بينما يحتاج 91٪ من السكان إلى أغذية طارئة، وفقًا لتقديرات الحكومة.

وقال إنه تلقى أول تقرير عن المجاعة فى وقت سابق عندما توفى أربعة نازحين ثم 150 حالة وفاة بسبب الجوع فى أوفلا، وهى منطقة تقع جنوب ميكيلى عاصمة تيجراى.. وهذه هى المرة الخامسة التى يناقش فيها مجلس الأمن الأزمة خلف أبواب مغلقة منذ اندلاعها فى نوفمبر. ولكن باستثناء تعبيرات الإدانة والغضب، لم يكن للمجتمع الدولى تأثير يذكر على الأرض فى تيجراى حيث يقول السكان وعمال الإغاثة إن القتل والاعتداءات والمجاعة مستمرة بلا هوادة.

 

وكان آبى فاز بجائزة نوبل للسلام فى عام 2019 أساساً على خلفية تقاربه مع الرئيس الإريترى أسياس أفورقى، ما أنهى الجمود الناجم عن حرب حدودية دامية دارت بين عامى 1998 و2000. لكن حكومة أفورقى وجبهة تحرير شعب تيحراى ظلتا عدوتين لدودتين. وأنكرت أديس أبابا وأسمرة مشاركة قوات من إريتريا لعدة أشهر بعد اندلاع حرب تيجراى. وأخيراً، أقر آبى بدورها، فى أواخر الشهر الماضى، قائلاً إنها بصدد الانسحاب.

 

ونفى وزير الإعلام الإريترى يمانى جبريميسكل اتهامات عرقلة المساعدات، وأكد فى رسالة بالبريد الإلكترونى أن بلاده لم تمنع وصول المساعدات الغذائية لإثيوبيا فى وقت أشارت وثائق حكومة تيجراى إلى عرقلة المساعدات من قبل قوات خاصة من منطقة أمهرة الإثيوبية، والتى لم تخفِ نيتها ضم غربى تيجراى وجنوبيها.

وذُكر فى الوثائق أن خمس مناطق فى جنوبى تيجراى تواجه "وضعاً حرجاً للغاية، وتحتاج إلى مساعدات غذائية فورية".. وحذرت مجموعة الأزمات الدولية، فى تحليل نُشر مؤخرا، من خطر اندلاع حرب طويلة الأمد، مستشهدة بمقاومة تيجراى الراسخة جنبًا إلى جنب مع تصميم السلطات الإثيوبية والإريترية على مطاردة قادة تيجراى الهاربين. وأكد التقرير ان ذلك سيؤدى إلى تدمير تيجراى بشكل أكبر وإلحاق ضرر كبير بإثيوبيا، وان تحقيق فوز حاسم فى ساحة المعركة لكلا الجانبين هو احتمال بعيد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة