صورة توضح احتفالية المصريين القدماء بشم النسيم
صورة توضح احتفالية المصريين القدماء بشم النسيم


الأسماك المملحة والبيض والخس لتجديد الحياة والبصل لطرد الأرواح الشريرة

«شم النسيم» احتفالية مصرية عمرها 5 آلاف عام

أشرف إكرام

الأحد، 02 مايو 2021 - 07:53 م

"شم النسيم" احتفالية فرعونية، عمرها يزيد على 5 آلاف عام، ترمز لتجدد الحياة وحب المصريين القدماء للطبيعة والجمال.

"هيرودوت" المؤرخ اليونانى أكد أن المصريين سبقوا شعوب العالم فى الاحتفال بالأعياد، وعنهم أخذ اليونان هذا الاحتفال.

وحول قصة هذا العيد وأصله ومظاهره، أشار د. على أبو دشيش، خبير الآثار المصرية، وعضو  إتحاد الأثريين إلى أن الأعياد كانت تسجل بالأسماء وكانت الأعياد تجمع المصريين ليدل على مدى الترابط ولو لم تكن الحضارة المصرية عظيمة لما تم توريثها وكان المصرى القديم عاشقاً للطبيعة وللألوان فاستخدم كل شئ ليكون جميلاً.

وحول أساس هذه التسمية أوضح أنها ترجع الى الفراعنة حيث كان المصرى القديم يقسم السنة الى ثلاثة فصول وهي: "أخت" هو فصل الفيضان و"برت" هو فصل الإنبات و"شمو" هو فصل الحصاد، ومن هذه التسمية أخذت كلمة "شم" وهى تعنى فصل "شمو" أى الحصاد وتجدد الحياة واستمرار الوجود وأضيفت لها فى لغتنا العربية كلمة "النسيم" مثلما تضاف الكثير من المسميات المصرية.

ويرتبط هذا العيد المعروف بـ "شم النسيم" بتجدد الحياة، وكانت زهرة "اللوتس المُقدسة"، تؤكد مفهوم التجدد والاستمرار وإعادة الأحياء، مثل خروج تمثال الملك من زهرة اللوتس، فعندما تستنشق زهرة "اللوتس" فإنك حقاً تشعر برائحة مصر، فكانت كل مقبرة بها الزهور، والرحلات النيلية، ومناظر الصيد واللقاءات الأسرية من مظاهر الاحتفالات، وتجدد الحياة، ورمزية الأكلات، والانطلاق إلى الأرض الخضراء، والأرض الصفراء، وعلى ضفاف نهر النيل، والاستمتاع بالرقص والموسيقي، والخروج باكراً، إلى النيل، والغناء والطرب، والاستمتاع بالطبيعة واستنشاق الزهور.

وبعد غروب الشمس يوم الأحد ما قبل العيد، يُلون البيض وتُكتب عليه الاُمنيات والدعوات ويتم تعليقه فى الأشجار، ومع شروق الشمس يقومون بتكسير البيض لتحقيق الاُمنيات والدعوات، كنوع من تجدد الحياة، ويرمز البيض لبداية الخلق.. كان الاحتفال عند الفراعنة على نهر النيل، على ضفاف "حابي" رب النيل، أما عن السمك المملح أوالفسيخ "رِم"، فكان السمك عند المصرى القديم، هو أكثر شيء يتعرض للتلف، فلذلك عَمد المصرى القديم إلى تجفيفه وتمليحه، للبقاء أطول مدة كافية بعيدا عن التلف للحفاظ عليه.

وفى الصباح الباكر يخرجون أمام البيوت، ويدقون البصل على عتبات البيت، لاعتقادهم بطردها للأرواح الشريرة، وحديثاً اتضح لنا أن البصل مُغذ ومفيد، ويزيد من نسبة الأوكسجين فى الدم، وهذا تجدد واستمرار للحياة أيضاً، كما كان تعليق حِزم البصل دلالة على طرد الأرواح الشريرة أما الخس فكان رمزاً للمعبود "مين" رب الخصوبة والتناسل، الذى كان يُعبد فى أخميم بسوهاج.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة