د. ماجدة هزاع
د. ماجدة هزاع


استاذة فقه: فضل ليلة القدر عظيم ورؤيتها كرامة | حوار

نادية زين العابدين

الأحد، 02 مايو 2021 - 09:06 م

حياة الأمم والشعوب أحداث خالدة وأيام مجيدة ولقد شرفت أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأعظم الأحداث وأكمل الأيام وأتم الليالي، ومما أنعم الله على هذه الأمة ليلة عظيمة القدر ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر وهى ليلة القدر فما فضلها وأحكامها؟..فى هذا الحوار مع الدكتورة ماجدة هزاع استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر توضح ذلك.

لماذا سميت بليلة القدر؟

- لأنها ليلة الفصل والتقدير تفصل فيها الأقدار وتتنزل من اللوح المحفوظ إلى صحف الكتبة من الملائكة ففيها تقدر الأرزاق والآجال وحوادث العالم كلها فيكتب الأحياء والأموات،الناجون والهالكون، السعداء والأشقياء، والعزيز والذليل وما أراده الله فى تلك السنة ثم يدفع به إلى الملائكة لتمثله كما قال تعالي:»فيها يفرق كل أمر حكيم» وهذا هو التقدير السنوى والتقدير الخاص،أما التقدير العام فهو متقدم بخمسين ألف سنة كما صحت الأحاديث وقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن فى تلك الليلة قال عزوجل :»إنا أنزلناه فى ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر» وقال سبحانه وتعالي:» إنا أنزلناه فى ليلة مباركة إنا كنا منذرين».
- ما هو وقتها ؟

- ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنها ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين قال الإمام الشافعى كان هذا عندى والله أعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما يسأل عنه يقول له :التمسها فى ليلة كذا فيقول التمسوها فى ليلة كذا،وقد اختلف العلماء فى تحديدها وذلك على أكثر من أربعين قولا ذكرها الحافظ ابن حجر فى فتح البارى ومن هذه الأقوال ما هو مرجوح وبعضها شاذ وبعضها باطل والصحيح أنها فى أوتار العشر الأواخر من رمضان فهى متنقلة،كما فى حديث عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله يجاوز فى العشر الأواخر من رمضان ويقول: التمسوا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر وبهذا تأتلف الأحاديث ولا تختلف فهى ليست ثابتة فى ليلة محددة من كل عام بل مرة تأتى فى ليلة إحدى وعشرين ومرة ثلاث وعشرين وهكذا.

- ما هو فضلها ؟

- هى ليلة الخير، فالله ذكر منزلتها وفضل قيامها والأجر المترتب على العبادة والدعاء إذ يضاعف الله أجرها كأجر ألف سنة عبادة، قال تعالي:» ليلة القدر خير من ألف شهر» وهى ليلة السلام يبارك الله فيها الأرض بنزول الملائكة فيعم السلام والخير والرحمة فيشعر المؤمن بالطمأنينة قال تعالي:»سلام هى حتى مطلع الفجر» ووصفت بالسلام لسلامة العباد من العذاب بطاعتهم لله، وهى ليلة الغفران لمن قامها بإخلاص لله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

- لماذا أخفى الله وقتها ؟

أخفى الشارع الحكيم وقتها لئلا يتكل العباد على هذه الليلة ويتركوا العمل والعبادة سائر ليالى شهر رمضان وبذلك يحصل الاجتهاد فى ليالى الشهر حتى يدركها الانسان، فعن عبادة ابن الصامت رضى الله عنه أن النبى خرج يخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين أى تشاحنا وتشامتا فقال النبى صلى الله عليه وسلم خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها فى كذا وكذا، وورد سبب آخر فى رفع تعيينها قال أبو هريرة رضى الله عنه قال النبى صلى الله عليه وسلم :أريت ليلة القدر ثم أيقظنى بعض أهلى فنسيتها فالتمسوها فى العشر الغوابر. ويمكن الجمع بين الحديثين بأن يقال إن سبب رفعها أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعلمها فلما أيقظه بعض أهله سمع تلاحى الرجلين فاشتغل بالحجز بينها فنسيها.

- ما الدعاء المأثور فى ليلتها ؟

- إذا أكرم الله المسلم بها فعن عائشة رضى الله عنها قالت يارسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر فبم أدعو؟، قال قولي:» اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني».

- ما علاماتها ؟

- ليلة صامتة ساكنة لابرد فيها ولا حر تطلع الشمس فى صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع ويطلع القمر مثل شق جفنة لا ترى فيها بنجم أى لا ترى فيها الشهب التى ترسل على الشياطين.

- كيف يشعر المسلم بها ؟

- ليلة القدر ترى بالعيان برؤية علاماتها أو بالمنام ودلت على ذلك الأخبار الصحيحة والآثار المتواترة والشعور والإحساس الصادق،يقول الإمام بن تيمية: قد يكشفها الله لبعض الناس فى المنام أو اليقظة فيرى أنوارها أو يرى من يقول له ليلة القدر وقد يفتح الله على قلبه من المشاهد، ويستحب لمن رآها أن يكتمها لأنها كرامة والكرامات تخفى ولا تعلن حتى لا يدخله عجب وحفظا للنفس من الحسد.

- كيف يحيى المسلم هذه الليلة ؟

- بالقيام والاعتكاف وقراءة القرآن والذكر والعمل الصالح.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة