احمد محمود سيد
احمد محمود سيد


أحمد طالب «التجارة» يكتشف الداء ويعجزه ثمن الدواء

الأخبار

الإثنين، 03 مايو 2021 - 11:25 م

كتب: عبدالصبور بدر

ينفق ابتسامته على الجميع، لكنه يحتفظ بحزنه الثقيل وحده قد يظل فى حجرته ملقى على جنبه بالساعات، يتألم دون أن يشعر به أحد، حتى إذا دخلت عليه والدته طلب منها فى حياء شديد أن تساعده ليدخل الحمام.

بضمور فى العضلات، ولد أحمد محمود سيد فى قرية بريف محافظة الجيزة إلا أن الضعف الشديد فى حركة اليدين والقدمين لم يمنعه من الذهاب إلى المدرسة واستكمال تعليمه حتى وصل ــ الآن ــ الى الفرقة الثانية بكلية  التجارة جامعة القاهرة.

وبمساعدة شقيقه الأصغر (محمد) كان أحمد يستطيع أن يفعل ما يريد، كان أخوه بمثابة عكاز يستند عليه ويقويه ويمتلك دراجة بخارية تحملهما إلى أى مكان، كان الأخ والصديق والرفيق الذى لا يتركه أبدًا وينفذ رغباته قبل أن يطلبها، لكن الموت لم يسمح للقصة الجميلة أن تكتمل خطف شقيقه محمد العام الماضى وذلك يوم العيد بعد أن أنقذ اثنين من جيرانه من غرق محقق فى حمام سباحة (شعبى) بإمبابة ليلتهمه الماء وتطفو جثته أمام الجميع كبطل ضحى بنفسه من أجل الآخرين.

كان موت محمد بمثابة طعنة نافذة فى قلب شقيقه جعلت الدموع لا تجف على وجهه ليشعر بالوحدة تحيط به من كل اتجاه وتفترسه فى كل لحظة إلا أن الله لم يتركه فى تلك الحالة من اليأس وأرسل إليه الأمل وقالت له الطبيبة التى تعالجه إنه يحتاج إلى عملية جراحية وجرعات علاجية (موجودة بالخارج) وحددت له الجرعة المطلوبة، ولأن أسرته لا تمتلك ثمن العلاج، ذهب أحمد إلى إدارة الجامعة لتتكفل بالأمر لكن الجامعة قالت له: لا توجد امكانية لإحضار العلاج.

 كل ما يتمناه احمد أن يقف على قدميه ويعيش حياة طبيعية بسيطة يستطيع فيها أن يقضى حاجته دون أن يكون حملًا ثقيلًا على والدته ووالده وأن ينام بهدوء ويتقلب على جنبيه وأن يستبدل ملابسه دون أن يتعرى أمام أحد .. وأن يستكمل تعليمه ويصبح مفيدًا لأسرته ووطنه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة