الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف
أحمد شاكر : مش خايف من غضب الجمهور
الثلاثاء، 04 مايو 2021 - 12:29 م
محمد بركات
هناك بعض الأدوار التي تكون علامة فارقة فىحياة أي فنان مهما كان مساحته، مشهد واحد كفيل لترك بصمة كبير لدى المشاهد، خاصة إذا كان هذا الدور من الأدوار التي عاصرها الجمهور، وكان لها تأثير ملحوظ سواء إيجابًا أو سلبًا.. الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف عاد إلى الدراما التليفزيونية بعد غياب سنوات طويلة، من خلال مشاركته فى مسلسل «الاختيار 2»، ولفت الأنظار بتجسيده لشخصية ضابط المرور الخائن «محمد عويس» الذي اشترك مع خلية «أنصار بيت المقدس» فى اغتيال المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطنى، بعد أن قام بإمدادهم بمعلومات عن مجموعة من الضباط يعملون بجهاز الأمن الوطني.. «أخبار النجوم» ألتقت أحمد شاكر، الذي كشف سبب غيابه عن الدراما التليفزيونية، وكيف جاءت مشاركته في «الاختيار 2»، وكيف كان إستعداده لشخصية الضابط، وهل استعان ببعض الضباط من زملائه لمعرفة شخصيته، وكيف يرى تأثير المسلسل على المشاهدين.
< فى البداية.. ما سبب غيابك عن الدراما خلال الأعوام السابقة؟
< خلال الفترة الأخيرة انشغلت بأشياء كثيرة أبعدتني عن التمثيل، حيث توليت إدارة «المسرح القومي»، وقدمت موسمين من أنجح مواسم «القومي»، وبمساعدة فنانين «القومي» أستطعنا إعادة بريق هذا المسرح العظيم، لكن تلقيت نصيحة غالية جداً من الفنان الكبير رياض الخولي الذي قال لي: «أنت فنان كبير وعظيم، لكن أرى أن الإدارة ستخطفك من التمثيل، الناس تتذكر الراحل محمود ياسين الذي يعتبر من أنجح المديرين، لكن يظل الجمهور دائما متشوق لرؤيته في أعمال فنية بالتليفزيون»، شعرت وقتها أنه يجب العودة للتمثيل مرة أخرى، وأيضاً من ضمن الأسباب التي شجعتني على العودة للدراما بعد غياب سنوات طويلة، أن الدراما المصرية حققت طفرات رائعة في السنوات الأخيرة، وأصبحت تنافس الدراما العالمية، وهذا يرجع إلى «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، التي تقدم أعمال فنية متنوعة كل عام للدراما المصرية، وهذه النقله الفنية تشجع أي فنان على التمثيل.
< كيف جاء مشاركتك فى «الاختيار 2»؟
< رشحني المخرج بيتر ميمي، والعمل مع مخرج عبقري يسعد أي ممثل، ، وكنت أتمنى التعاون معه من سنوات.. وجاء التواصل بيننا بعد أن عرض عليّ دور ضابط المرور «محمد عويس»، ثم عقدنا جلسات عمل وشعرت بالخوف بعد قراءة دور «الضابط الشرير» الذي شارك في اغتيال المقدم محمد مبروك، وقلت لبيتر: «أنا غايب عن الناس بقالي سنين وعاوز أرجع بدور قريب من الناس»، لكنه أقنعني أن الجمهور يحكم على الفنان من خلال قدرات الممثل، ثم نظرت لأسم المسلسل «الاختيار 2» الذي يشير إلى أننا نقدم في هذا العمل نموذجين، نموذج اختار الصواب وآخر اختار الخطأ، نموذج اختار الوطن وآخر اختار الخيانة، وبالتأكيد يجب أن توجد أدوار الشر لمعرفة الجانب السلبي حتى نعرف قيمة التضحيات والتحديات والبطولات التي واجهوها رجال مصر في الجيش والشرطة، ليعبروا بها لبر الأمان، وتحمست جداً للعمل، وبدأت في دراسة الشخصية، وبعدها رسمنا شكل عام لشخصية «محمد عويس»، ثم بدأنا التصوير وجاءت النتيجة كما يراها الجمهور على الشاشة.
< تجسد شخصية محمد عويس ضابط المرور الذي شارك فى إغتيال المقدم محمد مبروك.. ألم تقلق من تعرضك لغضب المشاهدين مثلما حدث مع أبطال الجزء الأول.. خاصة بعد عودتك للدراما بعد غياب سنوات طويلة عن الجمهور؟
< حدوث أي جدل حول شخصية ما دليل على نجاحها، وعندما يقدم الممثل دور شر ويغضب منه المشاهدين أو يكرهه هذا دليل نجاحه وإيجادته لهذه الشخصية، فإذا قدم الممثل الدور ولم يقتنع به المشاهد، ستكون مشاعر الجمهور تجاه هذه الشخصية حيادية أو سلبية، والممثل الذي يقدم دور صعب ومركب يستطيع المشاهد تمييز وتحديد ما بذل به من مجهود كبير، أم أن هذا الدور موجود «تحصيل حاصل» فقط، فأصبح لدي المشاهد دراية وثقافة عالية، ونحن نقدم الفن بحيادية وموضوعية تامة، و»الاختيار 2» يوثق الأحداث، وفي الماضي كان يوجد جيل سجل بطولات حرب أكتوبر، وعلى رأسهم محمود ياسين، حسين فهمي، سعيد صالح، صلاح السعدني.. وغيرهم، هذا الجيل أرتبطت أسمائهم بحدث عظيم، وأرى أن التحديات التي تواجهنا خلال السنوات الماضية لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر، والأجيال الجديدة من شباب الممثلين يحفرون أسمائهم في التاريخ لمشاركتهم بأعمال فنية تعتبر وثيقة تاريخية لمصر، فمن الأفضل أن تكتب مصر تاريخها، أفضل من أن يكتبه أحد ويغالط فيه.
< كيف كان إستعدادك للشخصية؟ وهل استعنت ببعض الضباط من زملائه لمعرفه شخصيته؟
< دائما الجأ في التعامل مع كل الأدوار التي أجسدها لحالة من المعايشة والدراسة، كي يتحقق تقمص الشخصية، وبذلت مجهود كبير في أداء هذه الشخصية، وساعدني على ذلك الكتابة الرائعة للمؤلف هاني سرحان، بجانب توجيهات المخرج بيتر ميمي بشكل مبسط ورائع ليخرج أفضل ما عند الممثل، أما من حيث الإستعانة ببعض الضباط من زملاء محمد عويس، فتعاون معنا بعض الضباط الذين وفروا علينا جهد كبير من خلال تقديم بعض التوجيهات والنصائح، بجانب إمدادنا بخلفية حيادية كاملة، فلم يبخلوا بأي معلومة حتى نعرف الحقيقة بالضبط لنقدم الأحداث كما حدثت بالفعل للمشاهد دون مبالغة.
< هل أكتشفت حقائق جديدة فيما يحدث فى سيناء لم تكن تعرفها؟
< أنا مثل أي مواطن مصري تعرفت من خلال المسلسل على حقائق كثيرة كانت غائبة عن الجميع، وما يميز مسلسل «الاختيار 2» أنه يجسد هذه الأحداث ليشعر بها الناس ويعرفوا الحقيقة، وفوجئت بكم كبير من المعلومات سيشاهدها المشاهدون في الحلقات المقبلة التي تعتبر وثيقة مهمة للتاريخ.
< ماذا عن الحلقات المقبلة من العمل؟
< هناك مفاجأت كثيرة تشهدها الحلقات المقبلة، والجميع ينتظر أحداث كل حلقة يومياً، ويكفي القول أن الحلقات المقبلة ستكون مثيرة ومشوقة أكثر، والإطلاع على الخيانة الكاملة للجماعة الإرهابية، مثل الظابط محمد عويس بالإدارة العامة لمرور القاهرة، الذي اشترك مع خلية «أنصار بيت المقدس» في اغتيال المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطني بإطلاق النيران عليه بمنطقة مدينة نصر أثناء ذهابه إلى العمل.
< ماذا عن تعاونك الأول مع المخرج بيتر ميمي؟
< شرف لأي ممثل التعاون مع المخرج الرائع بيتر ميمي، فهو مخرج لديه قدرة على توصيل رسالة ومضمون العمل بشكل مبسط ودون فلسفة، وأعماله دائما تحمل عمق رائع.
< كيف لمست ردود الفعل حول العمل؟
< ردود الفعل كلها إيجابية بلا استثناء، سواء في الشارع أو عبر السوشيال ميديا، ونجاح «الاختيار 2» مختلف ومميز، فهو مسلسل يجمع أفراد الأسرة حول الشاشة لمتابعته يوميًا، وهي حالة تخطت مرحلة الجمهور المصري وأمتدت إلى البلاد العربية.
< كيف ترى تأثير المسلسل على المشاهدين؟
< التأثير واضح وفاق التوقعات، لأن الشعب المصري ذكي جداً، ويلفظ كل من خرج عن نسيج الوطن، وأعتقد أن استقباله للمسلسل كان رائع، وهذا واضح من التفاعل الكبير عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والأراء الكثيرة حول معرفة المشاهدين لأول مرة بتفاصيل أحداث عاصروها لكنهم لم يكونوا على دراية بما جرى فيها، والمسلسل ملحمي وسيبقى ضمن العلامات المؤثرة والمثيرة للنقاش.
< إلى أي مدى يؤثر الفن على إحساس وشعور الناس؟
< الفن ينقل الصورة بشكل كامل، لأنه يخاطب جميع حواس الإنسان، وأي عمل فني يؤثر في الإنسان وأفكاره، حتى وإن كان المسلسل الذي يقدم تراجيدي أو كوميدي، ومسلسل «الاختيار» يكشف أحداث حقيقة، بالإضافة إلى أن العمل يعلم الناس تاريخهم، وأعتقد أنه سيؤثر تأثيرا كبيرا، والدولة الذكية هي التي تكتب تاريخها وتتعلم من أخطاء الماضي، وتعطي كل ذى حق حقه، وتنصف الرجال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل استقرار مصر، من رجال الجيش والشرطة، وهذه الأعمال الوطنية من المهم تقديمها حتى تتعلم الأجيال الجديدة الانتماء للوطن، وأن الأمان والاستقرار الذي تعيشه فيه الدولة دفع فيه ثمن غالي جداً.
< ما المسلسلات التي تحرص على مشاهدتها؟
< بالتأكيد «الاختيار 2»، وهناك الكثير من الأعمال، خاصة مع التطور الكبير في الدراما المصرية هذا الموسم، حيث انتقلت إلى مستوى عالي جداً، وشهدت تنوع كبير بين الأعمال، خاصة من ناحية إبهار الصورة، لذلك أتابع مسلسلات «هجمة مرتدة»، «القاهرة كابول»، «لعبة نيوتن»، و«النمر».