يوسف القعيد
يوسف القعيد


يوميات الأخبار

أفضل المسلسلات.. والله أعلم

يوسف القعيد

الثلاثاء، 04 مايو 2021 - 07:20 م

كان يرسل من مكتبه بوسط البلد من يسأله عن الكتب الجديدة وخاصة الأعمال الأدبية منها كل أسبوع ليشتريها له

­المعلومة المثيرة التى قالها أحد أبطال العمل للصحف أثناء عرضه أنه مؤجل من العام الماضى، كان من المفترض أن يتم إنجازه ويعرض، ولكن ظروفه تعثرت.

المهم أنه نُفِّذ وعُرِّض هذا العام. وبعد حلقته الأولى حرصت على مشاهدته رغم أوقات عرضه التى لا تناسب ظروفى. فأنا لا أحب السهر. والاستثناء الوحيد فى حياتى هو شهر رمضان.

مع هذا كانت أوقات عروضه قاسية أحياناً. ولكن بعد مشاهدة الحلقات الأولى وفى زحام رمضان الرهيب حيث أُنتج هذا العام حوالى 77 مسلسلاً من المفترض أن تعرض خلال شهر رمضان. فتخيل نسبة الزحام غير العادى التى يمكن أن يمر بها من يصر على مشاهدتها جميعاً. وأنا لا أصدق من يقول لى إنه شاهدها جميعاً. إذن لابد من الاختيار.

هناك مؤثرات تحكم هذا الاختيار خاصة ما يُكتب فى الصحف وما يقوله المشاهدون لبعضهم البعض. لكنى أعترف أننى لم أقرأ إطراء للعمل ولا هجوماً عليه قبل أن أقرر مشاهدته حتى الحلقة الأخيرة بشكل منتظم.

المسلسل عنوانه: لعبة نيوتن. تأليف وإخراج: تامر محسن. شاركه فى التأليف مجموعة من الشباب يطلقون عليهم تعبير: ورشة.

إن كلمة ورشة لغوياً تعنى المكان الذى يتم فيه إصلاح السيارات إن تعطلت. ولا أعرف من الذى استخدمها أول مرة. فهى لا تصلح لوصف الإبداع البشرى على الإطلاق.

قام ببطولته: محمد ممدوح، محمد فراج، عائشة بنت أحمد، وكان يجب علىَّ أن أبدأ الذين جسدوا العمل تمثيلاً وأداء بسيد رجب الذى كان أداؤه مذهلاً.

وأنا ضعيف أمام سيد رجب لأسباب كثيرة. قد لا أتبينها ولا أعرفها، ولكن لدىَّ إحساس أنه بدأ مشواره الفنى متأخراً. لكنه فى هذا العمل يؤكد من جديد أنه يأخذ عمله بأكبر قدر من الجدية والمثابرة والتأنى والقدرة النادرة على العطاء.

ربما كان موضوع المسلسل هو السبب الذى شدنى لمتابعته. ألا وهو: الحلم الأمريكى. فكم من الأعمال الأدبية والفنية والفكرية دارت حول تجليات هذا الحلم وتأثيره فى الناس وقدرته على شدهم لما يعرض عليهم من أعمال. حتى الآن مازلت أذكر مذكرات الدكتور زكى نجيب محمود - وهو من هو - عن أيامه فى أمريكا. وغيره كثيرون سواء من اليوميات أو المذكرات أو الأعمال الأدبية والفنية التى تدور حول هذا الموضوع.

فاتنى أن أبدأ بالممثلين.

فالكل يبدأ بهم عادة. ولكنى متأخراً أقول إنه قامت ببطولة هذا العمل من أهل الفن الفنانة: منى زكى.

فهى وزوجها فى المسلسل يمسكان بحلم الهجرة إلى أرض الميعاد، إلى أمريكا. ويتفتق الذهن البشرى عن حيلة قد تُمكنهما من الحصول على الجنسية الأمريكية. ألا وهى أن تسافر البطلة وهى حامل وأن تلد على الأرض الأمريكية.

الطفل الذى يأتى للعالم هناك يحصل على الجنسية الأمريكية بموجب قوانين البلاد. وبالتالى يعطيها لوالدته ووالده. فتنتقل أمورهم من حال إلى حال. هكذا يتصورون ويعتقدون ويبدون لديهم قدر من التضحية النادرة من أجل الحصول على هذا الحلم.

ويكفى أن تجلس مع مجموعة من الشباب الذين تخرجوا من جامعاتنا وقضوا فترات التجنيد، ثم بدأوا البحث عن دروب المستقبل.

وهذه الدروب عند التفكير فيها تتقلص إلى درب واحد وهو الهجرة إلى الخارج لتبدأ الحياة دورتها من جديد خارج البلاد. وهكذا تكون مصر قد تكفلت بنشأته وتربيته وتعليمه وتأهيله لكى تتسلمه أمريكا «على الجاهز».

وكأن كل مصرى مهاجر يعنى أن بلده دفعت لأمريكا كل ما أنفقته عليه. فمن يذهب إلى هناك وما إن يحصل على الجنسية لا يعود إلى بلاده أبداً. وإن جاء فهو زائر لا أكثر ولا أقل. يقضى فترة ليعود من جديد إلى هناك.

المؤلف هو المخرج. وقد حرصت على متابعة العمل وأعترف من تلقاء نفسى أننى صممت على مشاهدة العمل لسبب فى نفسى.

فعلاوة على حكاية الهجرة لأمريكا فهناك سبب آخر لا يقل عنه أهمية هو فكرة الورشة الإبداعية. فنحن نجد أن ثمة أسماء لشباب وشابات شكلوا هذه الورشة لتنتج النص الذى أعترف أنه كان جيداً.

ولأول مرة أنجح فى الفصل ما بين الشكل والمضمون. فأنا لا أرى أن السفر للخارج يعنى أن المصرى عثر على أرض أفضل من بلاده. صحيح أن لدينا مشاكل وهموما وأننا نبنى بلدنا من أول وجديد. ولكن لا شيء فى الدنيا يُعوَّض عن نسمة هواء تحت سماء البلاد، أو قبضة تراب من أرض الوطن. ولكن كل جيل له قيمه وعاداته وتقاليده التى يتربى عليها ويتمسك بها ويحرص عليها.

ولكل جيل أسبابه. والبطل والبطلة لم تكن فى حياتهما مشاكل جوهرية ولا هموم أساسية تدفعهما إلى التعامل مع الهجرة كحل وحيد.

كانت لديهما مفردات حياة فى مصر قد تُمكِنهما من الاستمرار. ولكن لكل إنسان اختياراته وخياراته. وأنا قبل مشاهدة هذا العمل كنت أتصور أن جيل الستينيات الذى أنتمى إليه هو الجيل الذى أمسك به حلم الهجرة سواء إلى الخارج أو بالتحديد إلى أمريكا. ربما بسبب الحملات المكثفة التى كنا نراها ضد كل ما هو أمريكى.

وأيضاً بسبب وقوف أمريكا الدائم والمستمر والمتواصل مع العدو الإسرائيلى. وتدعيمه فى مشروعه ضد حلم الدولة الفلسطينية.

أكتب عن عمل لم تُعرض منه سوى 15 حلقة فقط أى حوالى نصف عدد حلقاته، والباقى مازال فى علم الغيب. ولكن أى عمل فنى يحمل فى طياته ما يمكن أن تؤول إليه أحداثه وما تصير إليه أقدار أبطاله.

أوكازيون إجازات

ابتداء من يوم الخميس الماضى الموافق 29 أبريل حتى الإثنين التالى الذى يوافق الثالث من مايو لدينا عدد من الأعياد التى نحصل على إجازات فيها. لدينا أعياد تحرير سيناء، وعيد العمال، عيد القيامة المجيد، وشم النسيم.

كانت هناك فكرة أن يُرحَّل يوم شم النسيم إلى الخميس التالى. ولكن بعض الحساسيات دفعت إلى العدول عن ذلك وهكذا اجتمعت أيام الإجازات لما يوشك أن يقترب من الأسبوع.

وهكذا كان الأربعاء الماضى آخر أيام العمل قبل هجمة الإجازات. ونحن شعب يحب الإجازات مهما كان الأثر الناتج عن كثرتها أو تكرارها.

ولأننى لم يسبق لىَّ الحياة خارج مصر أبداً على مدى حياتى كلها. فلا أعرف هل يحدث هذا عندنا فقط؟ أم أن الأمر يخصنا وحدنا؟ وكيف تتدبر الناس مصالحها وأحوالها فى أيام الإجازات الكثيرة هذه؟.

أعرف أن الإنسان العادى قد يفرح للإجازة. على الأقل قد تعفيه من تعب المواصلات وإرهاقها والوقت الذى يضيع فيها. ولكنى أعتقد أن الذهاب للعمل قد يكون أفضل من وهم السعادة والراحة فى أيام الإجازات. لا أحب أن أبدو أمام القارئ كمن لم يجد فى العيب ورداً فقال له يا أحمر الخدين. وإذا كان من يعملون يفرحون بالإجازات فهنيئاً لهم.

نور الشريف:

لو امتد به العمر لكان قد بلغ الخامسة والسبعين من عمره فى أيامنا هذه. إنه المرحوم نور الشريف «28/4/1946 - 16/8/2015».

الذى مازال حاضراً بيننا بأعماله الفنية المهمة التى تركها. قال لى الحاج محمد مدبولى الذى يرحمه الله رحمة واسعة إن الفنان نور الشريف كان يرسل من مكتبه بوسط البلد من يسأله عن الكتب الجديدة وخاصة الأعمال الأدبية منها كل أسبوع ليشتريها له.

وبعد أن تعرفت عليه من أجل مشروع تحويل إحدى رواياتى لفيلم سينمائى وتعثر المشروع بسبب موقف الرقابة، وزرته فى بيته فى المهندسين، فوجئت بمكتبة عامرة مهمة تقف وراء موهبته الكبيرة واختياراته المتفردة، مما جعل منه حالة تختلف عن كثير من أقرانه ومجايليه.

قام بدور المعلم عبد الغفور البرعى فى مسلسل: لن أعيش فى جلباب أبى، كتبه: مصطفى محرم، الذى رحل عن عالمنا مؤخراً.

كأن كل دورنا فى الحياة أصبح تذكر الراحلين. حتى وإن كان فى ذلك إهمال لمن بقوا على قيد الحياة.

وأرجو ألا يغضبوا من كلامى. لو تذكرنا فيلم: العار. وكان بطله: نور الشريف، لعب دور كمال، الذى جمعته مع الفنانة: نورا، فى بطولة فيلم لا يمكن أن ينسى أبداً.

بل ربما كان من الصرخات المبكرة جداً التى حاولت أن تنبهنا لخطورة الانفتاح الاقتصادى. وما جره علينا من ويلات.

قابلته فى ليلة سينمائية بالسويس، وتعرفنا على بعضنا البعض. مع أننى كنت أعرفه جيداً قبل أن ألقاه. ثم هل يمكن أن أكتب هذا الكلام فى ذكرى ميلاده ولا أمر على دور كمال عبد الجواد فى ثلاثية بين القصرين؟. فقد ظهر فى الجزء الثانى من العمل: قصر الشوق. ولعب دور تعاملنا معه جميعاً باعتباره يرمز لنجيب محفوظ نفسه. وكان نور واعياً لهذا لأن الفارق الضخم بين فنان يقرأ وفنان يكتفى بالاعتماد على موهبته فقط.

عدوان إسرائيلى جديد

حملت إلىَّ الأخبار عما يفعله العدو الإسرائيلى عندما قام بهجوم حاد واسع النطاق على قطاع غزة المحتل. وكانت إسرائيل قد أعلنت أنها رصدت إطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة. وأن القبة الحديدية أسقطت اثنين منها. فيما سقط الثالث داخل حدود القطاع.

رد عليهم فوراً الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، قائلاً إن القدس خط أحمر، ولن يُقبل المساس بها. وأشاد بصمود أهل المدينة فى وجه المخططات الإسرائيلية التى تهدف للسيطرة عليها. وأكد أنه لن يقبل بإجراء الانتخابات العامة دون حضور القدس وأهلها. ترشيحاً ودعاية وانتخابات حسب الاتفاقات الموقعة.

وشدد أبو مازن على ضرورة التحرك العاجل لعقد مؤتمر دولى للسلام بمشاركة جميع الأطراف الدولية. لإنقاذ ما تبقى من العملية السياسية التى تتعرض لتدمير ممنهج من قبل الحكومة الإسرائيلية. وهى الحكومة التى لم تتخل عن أوهام الضم والتوسع للأرض الفلسطينية. وكالعادة حمَّلت إسرائيل حركة حماس مسئولية ما يجرى فى القطاع.

قالوا:

أحيانا لا تريد الشعوب سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون لأوهامهم أن تتبدد.

فريدرك نيتشا

هناك قوانين لحماية حرية الصحافة، لكن لا يوجد ما يستحق حماية الشعوب من الصحافة.

 مارك توين

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة