إلهام فاروق شبانة منطقة وعظ دمياط
إلهام فاروق شبانة منطقة وعظ دمياط


بقلم واعظة

الصوم الذى يريده الله

الأخبار

الثلاثاء، 04 مايو 2021 - 07:32 م

يظن البعض أنهم متى أمسكوا عن الطعام والشراب والجماع فى رمضان فإنهم بذلك قد صاموا وأدوا ما فرض الله عليهم، ولكن الحقيقة هم بذلك قد أدوا ظاهر الصوم دون أن يصلوا إلى معناه الحقيقي، ولم يصلوا إلى السر الذى شُرّع من أجله.
فإذا تدبرنا فى آيات القرآن الكريم وجدنا أن الله - عز وجل- قد بدأ آية الصوم بقوله تعالى: «يا أيها الذين ءامنوا..»
وختمها بقوله تعالى: «لعلكم تتقون» وفيما بين البداية والنهاية؛ الأمر بالصوم.
فنادى الله -عز وجل- علينا أولًا ووصفنا بالإيمان وهو أعظم وصف، وفى آخر الآيات ذَكر التقوى، وفى أوسطها أَمر بالصوم.
وهذا يدل دلالة واضحة على أن الصوم الذى يريده الله ليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب فحسب، إنما هو إمساكٌ عن كل ما ينافى الإيمان والتقوى.
والتقوى كما قال الإمام على كرّم الله وجهه هي:»الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل «.
وقد كان الصحابة والتابعين نموذجًا يحتذى به فى التقوى، والخوف من الله ومراقبته فى السر والعلن، حتى ولو كان أحدهم يعلم أنه من أهل الجنة، وقد بشره النبى صلى الله عليه وسلم بها؛ كأبى بكر الصديق _رضى الله عنه_، فإنه من العشرة المبشرين بالجنة، وصاحب رسول الله فى الغار، ووالد السيدة عائشة أحب نساء النبى إلى قلبه ورغم ذلك كله، فقد روى أنه كان يمشى يومًا فوجد طيرًا على شجرة فجلس على ركبتيه، وأخذ يبكى ويقول ياليتنى كهذا الطير، يطير على الشجر، ويأكل الثمر، ولا يحاسب يوم القيامة.. فرمضان فرصة نريد أن نغتنمها بتعويد النفس على التقوى فكما نصبر على الجوع والعطش، نصبر على المعصية، ونبذل الجهد، ونُشمِّر، ونجتهد فى البعد عن الشهوات والشبهات والمهلكات.
خلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التُقى
وكن كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرنَّ صغيرة إن الجبال من الحصى
فإذا فعلنا ذلك نكون قد حققنا المعنى الحقيقى من الصيام، واستحققنا وعد الله لنا بالعتق من النيران وفزنا بالجنة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة