الشيخ حسن القويسنى
الشيخ حسن القويسنى


القويسني.. شيخ الأزهر الكفيف الذي أضاء العالم الإسلامي بحسن أخلاقه

الأخبار

الثلاثاء، 04 مايو 2021 - 08:55 م

كتب: د.حسام شاكر

تولى الشيخ حسن القويسنى مشيخة الأزهر وكان كفيف البصر وكان رحمه الله متصوفاً، عزيزَ النفس، أحبَّ محمد علي باشا أن يُنْعِمَ عليه بشيء من الدنيا فأبت نفسه ذلك.

وقد بالغ طلابه فى حبه حتى رفعوا شأنه فوق الشيخ حسن العطار فقالوا: ولئن مضى حسن العلوم إلى ربه فقد جاء حسن وأحسن من حسن.

وكان رحمه الله تعتريه بعض النفحات الصوفية فيستغرق فى الانقطاع عن الناس فيتصرف وينطق بما لا يسيغه غيره، وكان إذا جاء وقت درسه أفاق وقرأ درسه، ولم يزل على حاله إلى أن توفى سنة 1838م، وكان جليل القدر فقد حدث بينه وبين الشيخ محمد الأمير ما يدل على سموِّ أخلاقهم، وهى قصة أوردها الشيخ عبد المجيد اللبان ونقلها على ما أذكر الشيخ محمد سليمان فى كتابه من أخلاق العلماء فقال: كانت هناك جفوة بين الشيخ الإمام القويسنى والشيخ الأمير، وبلغت الجفوة الحاكم، وكان الشيخ الأمير عنده فسأله عن الجفوة وأخبَرَه أن الشيخ القويسنى حدَّثه عنها، فقال الشيخ الأمير: ليس بيننا إلا الخير، وما أظن الشيخ القويسنى حدَّثك بشيء من هذا، وأثنى على الشيخ القويسنى ثناءً جَمّاً، ولما انصرف من عند الحاكم ذهب إلى دار الشيخ القويسنى وحدثه بما قاله الحاكم وما أجابه به، فقال له الإمام: صدقت فى ظَنِّك، ما قلتُ للحاكم شيئاً، فقال الشيخ الأمير: هكذا أهل العلم يسوون ما بينهم فى خاصتهم، وأما مظهرهم فيجب أن يكون قدوة فى التآلف والخير، وحفظًا لكرامة العلم، وزال بهذا ما بينهما من جفاء بسبب هذه الأخلاق الكريمة.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة