مسجد «آلتي برمق» .. أسرار «الشيخ ذو الأصابع الستة»
مسجد «آلتي برمق» .. أسرار «الشيخ ذو الأصابع الستة»


المساجد التاريخية | «آلتي برمق» بالدرب الأحمر .. وأسرار «الشيخ ذو الأصابع الستة»

شيرين الكردي

الأربعاء، 05 مايو 2021 - 07:38 ص

يعد مسجد« آلتي برمق» ، مسجد أثري يحمل رقم (126) بسجلات الآثار الإسلامية، ويقع بشارع الغندور المتفرع من سوق السلاح بمنطقة الدرب الأحمر جنوب القاهرة، وقد تم إنشاؤه عام (1123هـ/ 1719)، على يد الأمير ركن الدين بيبرس الدوادار، ومن هنا أخذت المدرسة المرتبطة بالمسجد اسم المدرسة الدوادارية، كما يروي لنا الباحث  حسين دقيل المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية.


أما المسجد فسُمي بهذا الاسم (آلتي برمق)؛ لأنه دُفن تحت محرابه محمد بن محمد الأسكوبي المعروف بآلتي برمق، ذلك في عام 1033هـ. حيث كُتب على أعلى المحراب وباللغة التركية ما يفيد بأن آلتي برمق مدفون تحته.  

اقرأ أيضا| مساجد تاريخية | «خير بك» مسجد لا تقام فيه الصلاة!

وآلتي برمق؛ هو لقب أطلق على الشيخ محمد؛ وهو يتألف من كلمتين في اللغة التركية: الأولى "آلتي" وتعنى "الرقم ستة (6)" بالعربية، وكلمة "برمق" التركية وتعنى "أصابع" بالعربية، ومن ثم يعنى اللقب "ذو الأصابع الستة"، وربما كان بإحدى يدي آلتي برمق ستة أصابع؛ ولذا أطلق عليه هذا اللقب.

والشيخ آلتي برمق من أهالي مدينة أسكوب البوسنية، وهي سكوبلي في البوسنة حاليا. كان الشيخ آلتي برمق يجيد اللغتين العربيّة والتركية، وتَبحّر في العلوم العقلية والدينية، وصنف في كثير من علوم الدين والفقه الإسلامي لعل أهمها كتابه عن سيرة الرسول صلي الله عليه وسلم والذي يعرف باسم (سيرنبي) وكان حنفي المذهب ومعاصريه شبهوه بالإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان.

 وكان الشيخ آلتي برمق قد انتقل إلى القسطنطينية وتولى الوعظ بمسجد السلطان محمد، وألف العديد من الكتب في علوم الدين. طلبت الملكة صفية في جهة مسجدها أن يقوم بالوعظ والخطابة فيه الشيخ محمد بن محمد آلتي برمق وذكرت: "أن أنوار مصابيح علمه ظاهرة، ومشارق شموس فضله باهرة"، وعلى إثر ذلك جاء آلتي برمق إلى القاهرة وقضى معظم حياته فيها حيث عاش بها أكثر من أربعين سنة حتى وفاته سنة (1033هـ/ 1627م).

والمسجد مستطيل الشكل أبعاده 12.92م×14م، واجهته الرئيسية توجد في الضلع الشمالي منه، وفي نهايتها الغربية يوجد المدخل الرئيسي للمسجد، ويكتنف كتلة المدخل مكسلتان (جَلْسَتَان) من الحجر لجلوس الحارس، والمدخل عميق يُتوجه عقد مدائني خال من الزخارف والمقرنصات. وهو من المساجد المعلقة حيث يصعد إليه بمجموعة من الدرجات يبلغ عددها ستة، وبني تحته مجموعة من الحوانيت للصرف من ريعها عليه وإقامة الشعائر به.

ولا يوجد للمسجد صحن، وتتكون مساحة الصلاة من ثلاثة أروقة الأوسط أوسعها، وسقف الرواقين الجانبيين يتكون من أربع أقبية متقاطعة، والرواق الأوسط يغطيه سقف من الخشب ما عدا المساحة التي تتقدم المحراب فتغطيها قبوة مدببة. 
ومحراب المسجد يتوسط صدر الرواق الأوسط؛ وعلى يسار المحراب باب يؤدى إلى القبة الضريحيّة خلف المحراب.

 والمحراب مجوف تتوجه طاقية بعقد مدبب، وهو مكسو مع الجدار الممتد على جانبيه ببلاطات الخزف الملون من صناعة مدينة إزنيك بالأناضول، ويكتنف المحراب عمودان من الرخام لهما تيجان كأسية الشكل. يحيط بجدران المسجد فوق مستوى الكسوة الخزفية إزار من الخشب مقسم إلى مناطق مستطيلة تحتوي على كتابات باللغة التركية يصعب قراءتها حاليا لطمس معظمها وربما تحتوي على تاريخ إنشاء المسجد.

أما المئذنة فتوجد في الطرف الشرقي من الواجهة الرئيسة، وهي منخفضة غير شاهقة تتكون من طابقين فوق قاعدة مربعة، يبدأ الطابقان من سطح المسجد الأول مثمن والثاني مستدير أسطواني تعلوه قمة مدببة على شكل مسلة على الطراز العثماني، أما القبة الضريحيّة فتوجد خلف المحراب وهي مربعة طول ضلعها 5 أمتار وبها محراب مجوف. وهناك سبيل يوجد في الطرف الشمالي للواجهة الشمالية الشرقية وهو مستطيل به شباك من مصبعات نحاس يطل على الشارع الرئيسي.


 
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة