د. محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث الشريف وعلومه فى جامعة الأزهر
د. محمد إبراهيم العشماوى أستاذ الحديث الشريف وعلومه فى جامعة الأزهر


خواطر عشماوية

الأمن الفكري

الأخبار

الأربعاء، 05 مايو 2021 - 05:51 م

ربما يظن البعض أن سطوة الجماعات الإسلامية قد ذهبت إلى غير رجعة، والحق أن أفكار هذه الجماعات لا زالت تسكن عقول الشباب، وتسيطر عليها، عرفت ذلك من خلال محاوراتى الكثيرة معهم، وأزعم أن الكثير منهم مسكين، مخدوع، مغرر به، وحينما تحاوره بالعقل والحكمة والأدلة والبراهين؛ فإنه يستجيب للنصيحة، ويقلع عن اعتناق هذه الأفكار، أو على الأقل يقف على الحياد منها.
ولكن هذا لا يتم إلا بصورة فردية، منى أو من غيري، والأمر أعظم من أن يعالج بصورة فردية، بل لا بد من جهود مؤسسية جبارة، لاستنقاذ الشباب من بقايا الأفكار المتطرفة التى حشت رؤوسهم بها الجماعات الإسلامية على مدى عقود من الزمان، كما أن الشباب غالبا ما يفقدون الثقة فى العلماء الرسميين، والحل أن تستعين الدولة بالعلماء والمفكرين المسلمين، من غير الرسميين، ممن يثق الشباب بهم، ويأتمنونهم على دينهم، ليجروا حوارت مفتوحة معهم، يجيبون فيها عن أسئلتهم واستفساراتهم، وما يشغل أذهانهم من قضايا وأفكار، بكل وضوح وشفافية، وتقوم وسائل الإعلام والتواصل بنقل هذه الحوارات على نطاق واسع؛ لتكون أعمق أثرا، على غرار برنامج (ندوة للرأي)، الذى كان له بالغ الأثر فى تحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة!
فهذا وحده هو الطريق الآمن إلى الأمن الفكرى للشباب، وإلا فنحن عرضة لمفاجآت ربما لا تسر إلا أعداء الوطن.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة