الأربعاء، 05 مايو 2021 - 06:00 م

روي البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد العناية بليلة القدر عظيم الطلب لها، حتى أنه إذا دخل الثلث الأخير من رمضان شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله، وهذا من كمال عنايته بها وشدة اهتمامه بطاعة ربه فيها.

ومنذ ذلك الحين والناس تحتفل بليلة القدر بالاجتهاد والتعبد وقضائها في الصلاة والصيام والإخلاص لوجه الله وحده، وظلت هذه العادات تتغير وتختلف باختلاف الأزمنة والدول.

في الاقليم الجنوبي يحتفل كل الناس بليلة القدر يوم 27 رمضان، وهم يعتقدون اعتقادًا جازمًا بأنها في هذه الليلة بالذات رغم عدم وجود أي نص يثبت ذلك، وهم يحيونها بقراءة القرآن وإضاءة المساجد والسهر حتى الصباح.

وقد شاعت عادات بين الأهالي تصف ليلة القدر بظهور كرة مستديرة في السماء ينبعث منها ضوء ساطع يغشى الأعين ويذهل العقول ولا يراه أو ينتبه إليه إلا من كتبت له السعادة، فمن دعا أي دعاء استجيب له لأن باب السماء مفتوح.

وكان في أماكن معينة من الريف يحتفلون بهذه الليلة بطريقة أخرى، فكانوا يعتبرون ليلة القدر أحد المواسم ويحيونها بطهي اللحم وطبخ الأرز.

أما في الاقليم الشمالي فأنهم يحتفلون بليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان ولا يحددون يومًا بالذات واحتفالاتهم مقصورة على زيادة الصلاة والمبالغة في التعبد خلال هذه الأيام.

أما اليمن لها عادات غريبة في الاحتفال بليلة القدر بحسب ما نشرته جريدة "الجمهورية" عام 1959، فيبدأ الاحتفال بليلة القدر في اليمن من يوم 11 رمضان ويستمر الاحتفال في كل ليلة من الليالي الوترية 11، 13 ، 15 وهكذا حتى يوم 29.

وفي كل ليلة من هذه الليالي تقيم المساجد ليلة قرآنية بصفة دورية أي تتبادل المساجد هذه الليالي، كل مسجد يقيم احتفال "ختم" كما يسمى في اليمن فتبدأ بتلاوة القرآن الكريم من بعد صلاة العشاء مباشرة وتختتم القراءة قبل صلاة الفجر، والمسجد الذي يأتي عليه الدور يقوم إمامه بدعوة أئمة المساجد الأخرى ليجلسون ويتضرعون إلى الله بالدعوات.

ويقول علماء الدين في اليمن إن السبب في إقامة الاحتفالات الدينية طيلة هذه المدة هو انتظار قدوم ليلة القدر لأن القرآن لم يحدد ليلة معينة، ونحن نحتفل بلية القدر لأنها ليلة مباركة نزل فيها القرآن، وقد عظمها القرآن الكريم وقال فيها " لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ".

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم