إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى


أما قبل

«الفلاحين».. وبراندات مضروبة!

الأخبار

الأربعاء، 05 مايو 2021 - 06:19 م

كان من الطبيعى أن تكون هذه السطور فى ظل الظروف الراهنة هى عن أزمة التحكيم فى الدورى والتصادم الحاصل بين الأهلى والزمالك واتحاد الكرة وما يمكن أن يحدث قبل وأثناء وربما بعد لقاء القمة الاثنين المقبل فى هذا الموسم المهدد والمضغوط بقسوة وما يتساقط خلال مبارياته من لاعبين وأفكار ومدربين، لولا أن ظاهرة هذا الفريق الصغير تلح بنتائجها وأرقامها وأفرادها وأفكارها على الذهن بإلحاح!
غزل المحلة الذى يقدم، فى هذا الموسم الأول له بالدورى الكروى الممتاز بعد طول غياب، مستويات مدهشة ونتائج مبهرة جعلته جديرا بلقب قاهر الكبار وظاهرة تستحق التوقف والتحية والتعرف..
لم يكتف فريق الفلاحين بالفوز على الزمالك وصيف الموسم الماضى وبعرض قوى يليق بهتاف الفلاحين اهمه، وذلك بعد التعادل مع بيراميدز ثالث الثلاثة الكبار بالمسابقة، لكنه وصل لحد التفوق على البطل وإحراج الأهلى والفوز عليه وكأن ملعب المحلة بات مقبرة الغزاة!
كنت أطالع تصريحات المدرب المحلاوى الكفء خالد عيد وهو يتحدث عن ظروف فريق بناه بعرق وجهد وطموح الفلاحين، حين تداخل معى تصريح جوارديولا وهو يرد على اتهام صحفى له بأن تأهل فريقه مانشستر سيتى لنهائى دورى أبطال أوروبا جاء فقط بفعل المال. ورد المدرب بأنه ليس بالمال وحده تتحقق الانتصارات، ووجدنا بين كلام وظروف جوارديولا وطموحات ومعاناة خالد عيد ما يستحق التوقف!
موقع ترانسفير ماركتنج يقول إن إجمالى القيمة السوقية لفريق غزل المحلة، كله على بعضه، تبلغ فقط مليونا و٣٠٠ ألف دولار وهو رقم لا يساوى ربع رمضان صبحى ولا حتى ورك فرجانى ساسى!
بأقل الإمكانات تمكن خالد عيد ومسئولو غزل المحلة بناء هذا الفريق باكتشاف عدد كبير من لاعبين مغمورين تم الدفع بهم بجرأة وثقة ورغبة فى استعادة أمجاد المحلاوية..
غزل المحلة أحد الأندية الأبطال بالدورى والذى رفع درع البطولة فى الموسم ١٩٧٣/٧٢ بلغ ووصل لنهائى بطولة إافريقيا أبطال الدورى عام ٧٤ ولنصف النهائى فى البطولة التالية وظهر فى نهائى كأس مصر ست مرات دون أن يحقق اللقب، هذه الأمجاد التى حققها فريق أبناء العين: عبد الرحيم خليل وعماشة وعبد الدايم وعبد الستار على وعمر عبد الله وأيضا السياجى وغيرهم من أبناء هذا الجيل الذهبى الذين أسسوا لمدرسة كروية ذات طابع خاص وسمات مميزة تظهر فى اللعب الحماسى السريع والضغط الدائم والجريء على أى منافس والتحلى بأعلى درجات الروح فى الأداء.. وتلك هى كلمة سر الفلاحين.
نعم الروح العالية كفيلة بتضييق الفوارق بين اللاعبين فهى تختصر الفجوة بين ملايين الدولارات وملاليم الجنيهات وهى رسالة واضحة وصريحة للكبار الذين خسروا المواجهة مع أبناء خالد عيد: من قال إن الغالى ثمنه فيه، ألا يمكن أن تكون براندات مضروبة (!!) وأسعار لاعبين ارتفعت بفعل عوامل أخرى ليس من بينها الكفاءة والموهبة بالضرورة.. لكن الدنيا حظوظ!
تحية للجهاز الفنى بالمحلة بقيادة خالد عيد الذى لم يكابر بعد الفوز على الأهلى واعترف بأن ضيفه كان يستحق ضربة جزاء للاعبه محمد هانى لكنه طالب لفريقه بضربة أخرى، وتحية للكابتن عمر عبد الله النجم الذهبى المشرف على الكرة ولكل مسئولى هذا النادى العريق واللاعبين الفلاحين الكادحين المكافحين الذين كشفوا الكثير من البراندات المضروبة.. ونجوم بير السلم!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة