‬‬آداب السفرة
‬‬آداب السفرة


‬آداب

‬السفرة

أخبار الأدب

الخميس، 06 مايو 2021 - 01:18 م

 

نص ‬تراثى ‬محقق ‬تأليف:‬ الشيخ ‬ركن ‬الدين ‬السمنانى

‬يكشف هذا النص التراثى للشيخ ركن ‬الدين ‬السمنانى ‬فى ‬مؤلفه ‬«‬آداب ‬السفرة»‬، ‬عن  ‬تاريخ ‬مجهول عن ‬آداب ‬السفرة ‬منذ «‬مصر ‬الفرعونية » ، ‬وعلى ‬مدى ‬التاريخ ‬فى ‬العصر ‬الوسيط ‬وحتى العصور الإسلامية.
نحن أمام نص فريد كشفه وحققه لنا الأستاذ الدكتور شعبان ربيع  طرطور، ونُشر فى سلسلة «التراث الحضارى» التى تصدر عن هيئة الكتاب برئاسة تحرير الكاتبة سلوى بكر، النص ‬يمثل ‬درساً ‬فى ‬قواعد ‬وأصول ‬تناول ‬الطعام، ‬أو ‬ما ‬نسميه اليوم ‬«‬إتيكيت»‬ ‬الطعام، ‬الذى يتم تلقينه لكل من يلتحق بالعمل فى السلك الدبلوماسى، كما تعلمه الأسر العريقة لأبنائها .
نحن أمام نص بديع، ما أحوجنا إليه فى هذه الأيام حيث تكثر الولائم، التى يجب ونحن ننظمها أو ندعى إليها، ألا يغيب عنا ‬أن ‬نتبع ‬آداب ‬الطعام، ‬وقواعد ‬الأدب ‬والذوق ‬عند ‬الأكل.
هذا النص التراثى يؤكد لنا بالدليل القاطع أن الحضارة لم تكن يومًا ضربة حظ، ولكن مظاهر الحضارة تُطال كل مناحى الحياة حتى آداب الطعام واعداد موائده.

يقول د. ‬شعبان ‬ربيع ‬طرطور أستاذ ‬مساعد ‬بآداب ‬سوهاج فى مقدمة كتابه:
دعانى ‬إلى ‬ترجمة ‬رسالة ‬آداب ‬السفرة ‬للسمنانى ‬ودراستها ‬أسباب، ‬منها:‬
أن ‬الأكل ‬كان ‬سبباً ‬من ‬أسباب ‬هبوط ‬آدم ‬من ‬الجنة، ‬حيث ‬يقول ‬الحق ‬سبحانه ‬وتعالى ‬فى ‬محكم ‬آياته:‬

«‬وَيَا ‬آدَمُ ‬اسْكُنْ ‬أَنتَ ‬وَزَوْجُكَ ‬الْجَنَّةَ ‬فَكُلَا ‬مِنْ ‬حَيْثُ ‬شِئْتُمَا ‬وَلَا ‬تَقْرَبَا ‬هَذِهِ ‬الشَّجَرَةَ ‬فَتَكُونَا ‬مِنَ ‬الظَّالِمِينَ ‬فَوَسْوَسَ ‬لَهُمَا ‬الشَّيْطَانُ ‬لِيُبْدِيَ ‬لَهُمَا ‬مَا ‬وُورِيَ ‬عَنْهُمَا ‬مِن ‬سَوْآتِهِمَا ‬وَقَالَ ‬مَا ‬نَهَاكُمَا ‬رَبُّكُمَا ‬عَنْ ‬هَذِهِ ‬الشَّجَرَةِ ‬إِلَّا ‬أَن ‬تَكُونَا ‬مَلَكَيْنِ ‬أَوْ ‬تَكُونَا ‬مِنَ ‬الْخَالِدِينَ ‬وَقَاسَمَهُمَا ‬إِنِّى ‬لَكُمَا ‬لَمِنَ ‬النَّاصِحِينَ ‬فَدَلَّاهُمَا ‬بِغُرُورٍ  ‬فَلَمَّا ‬ذَاقَا ‬الشَّجَرَةَ ‬بَدَتْ ‬لَهُمَا ‬سَوْآتُهُمَا ‬وَطَفِقَا ‬يَخْصِفَانِ ‬عَلَيْهِمَا ‬مِن ‬وَرَقِ ‬الْجَنَّةِ  ‬وَنَادَاهُمَا ‬رَبُّهُمَا ‬أَلَمْ ‬أَنْهَكُمَا ‬عَن ‬تِلْكُمَا ‬الشَّجَرَةِ ‬وَأَقُل ‬لَّكُمَا ‬إِنَّ ‬الشَّيْطَانَ ‬لَكُمَا ‬عَدُوٌّ ‬مُّبِين «‬قَالَا ‬رَبَّنَا ‬ظَلَمْنَا ‬أَنفُسَنَا ‬وَإِن ‬لَّمْ ‬تَغْفِرْ ‬لَنَا ‬وَتَرْحَمْنَا ‬لَنَكُونَنَّ ‬مِنَ ‬الْخَاسِرِينَ ‬قَالَ ‬اهْبِطُوا ‬بَعْضُكُمْ ‬لِبَعْضٍ ‬عَدُوٌّ  ‬وَلَكُمْ ‬فِى ‬الْأَرْضِ ‬مُسْتَقَرٌّ ‬وَمَتَاعٌ ‬إِلَى ‬حِينٍ ‬قَالَ ‬فِيهَا ‬تَحْيَوْنَ ‬وَفِيهَا ‬تَمُوتُونَ ‬وَمِنْهَا ‬تُخْرَجُونَ ‬يَا ‬بَنِى ‬آدَمَ ‬قَدْ ‬أَنزَلْنَا ‬عَلَيْكُمْ ‬لِبَاسًا ‬يُوَارِى ‬سَوْآتِكُمْ ‬وَرِيشًا ‬وَلِبَاسُ ‬التَّقْوَى ‬ذَلِكَ ‬خَيْرٌ ‬ذَلِكَ ‬مِنْ ‬آيَاتِ ‬اللَّهِ ‬لَعَلَّهُمْ ‬يَذَّكَّرُونَ ‬يَا ‬بَنِى ‬آدَمَ ‬لَا ‬يَفْتِنَنَّكُمُ ‬الشَّيْطَانُ ‬كَمَا ‬أَخْرَجَ ‬أَبَوَيْكُم ‬مِّنَ ‬الْجَنَّةِ»‬.
كما ‬أنه ‬سبب ‬من ‬أسباب ‬دخول ‬الجنة، ‬فيقول ‬الله ‬تبارك ‬وتعالى ‬فى ‬كتابه ‬العزيز: ‬«‬إِنَّ ‬الْأَبْرَارَ ‬يَشْرَبُونَ ‬مِنْ ‬كَأْسٍ ‬كَانَ ‬مِزَاجُهَا ‬كَافُورًا عَيْنًا ‬يَشْرَبُ ‬بِهَا ‬عِبَادُ ‬اللَّهِ ‬يُفَجِّرُونَهَا ‬تَفْجِيرًا ‬يُوفُونَ ‬بِالنَّذْرِ ‬وَيَخَافُونَ ‬يَوْمًا ‬كَانَ ‬شَرُّهُ ‬مُسْتَطِيرًا  ‬وَيُطْعِمُونَ ‬الطَّعَامَ ‬عَلَى ‬حُبِّهِ ‬مِسْكِينًا ‬وَيَتِيمًا ‬وَأَسِيرًا ‬إِنَّمَا ‬نُطْعِمُكُمْ ‬لِوَجْهِ ‬اللَّهِ ‬لَا ‬نُرِيدُ ‬مِنْكُمْ ‬جَزَاءً ‬وَلَا ‬شُكُورًا»‬
وسبب ‬من ‬أسباب ‬دخول ‬النار، ‬وذلك ‬فى ‬قوله، ‬عز ‬من ‬قائل:‬
«‬مَا ‬سَلَكَكُمْ ‬فِى ‬سَقَرَ ‬قَالُوا ‬لَمْ ‬نَكُ ‬مِنَ ‬الْمُصَلِّينَ  ‬وَلَمْ ‬نَكُ ‬نُطْعِمُ ‬الْمِسْكِين»‬.‬
كما ‬أن ‬السمنانى ‬المتوفى ‬٧٣٦‬ ‬هـ ‬هو ‬أول مَن ‬خص ‬رسالة ‬كاملة - ‬بالرغم ‬من ‬صغر ‬حجمها - ‬بآداب ‬الأكل ‬والشرب، ‬وسماها ‬«‬آداب ‬السفرة»‬.‬
حيث ‬إن ‬كل مَن ‬سبقوه ‬قد ‬عالجوا ‬هذا ‬الموضوع ‬ضمن ‬موضوعات ‬أخرى ‬فى ‬الأخلاق.‬
لهذا ‬آثرت ‬أن ‬أقوم ‬بترجمة ‬الرسالة ‬ودراستها ‬دراسة ‬مقارنة ‬مع ‬مثيلاتها ‬بالعربية ‬وموازنة ‬مع ‬قريناتها ‬بالفارسية.‬
مؤلف ‬الرسالة هو ‬الشيخ ‬أبوالمكارم ‬ركن ‬الدين ‬علاء ‬الدولة ‬والدين. ‬أحمد ‬بن ‬ملك ‬شرف ‬الدين ‬محمد ‬بن ‬أحمد ‬البيابانكى ‬السمنانى ‬السندى، ‬ولد ‬فى ‬شهر ‬ذى ‬الحجة ‬سنة ‬٦٥٩‬هـ ‬«‬سبتمبر ‬١٢٦٠‬م»‬ ‬وتوفى ‬فى ‬ليلة ‬الجمعة ‬٢١‬ ‬من ‬شهر ‬رجب ‬سنة ‬٧٣٦‬ ‬هـ ‬«٢٦‬ ‬من ‬يناير ‬سنة ‬١٣٣٦‬م»‬‬
اتفقت ‬المعاجم ‬العربية ‬على ‬أن ‬السفرة ‬طعام ‬يُتخذ ‬للمسافر ‬وبه ‬سميت ‬سفرة ‬الجلد. ‬وفى ‬حديث ‬زيد ‬بن ‬حارثة، ‬قال: ‬«‬ذبحنا ‬شاة ‬فجعلناها ‬سفرتنا ‬أو ‬فى ‬سفرتنا»‬.‬
كما ‬أن ‬السفرة ‬طعام ‬يتخذه ‬المسافر، ‬وأكثر ‬ما ‬يحمل ‬فى ‬جلد ‬مستدير، ‬فنقل ‬اسم ‬الطعام ‬إليه. ‬وفى ‬حديث ‬عائشة: «‬صنعنا ‬لرسول ‬الله ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬ولأبى ‬بكر ‬سفرة ‬فى ‬جراب» ‬أى ‬طعامًا ‬لما ‬هاجر ‬هو ‬وأبوبكر ‬رضى ‬الله ‬عنه.‬
كما ‬أن ‬السفرة ‬التى ‬يؤكل ‬عليها ‬سميت ‬لأنها ‬تنبسط ‬إذا ‬أُكل ‬عليها.‬
قسم ‬السمنانى ‬رسالته ‬إلى ‬ست ‬وسبعين ‬نصيحة ‬مختصرة ‬لكنها ‬مفيدة، ‬وهى ‬فى ‬آداب ‬الأكل ‬والشرب ‬على ‬طريقة ‬الصوفية ‬ويمكننا ‬أن ‬نقسمها ‬ثلاثة ‬أقسام:  ‬قبل ‬الأكل، ‬أثناء ‬الأكل، ‬بعد ‬الأكل.‬
فقبل ‬الأكل ‬يجب ‬الوضوء ‬أثناء ‬إعداد ‬الطعام، ‬والاهتمام ‬بأن ‬يكون ‬للضيوف ‬نصيب ‬منه. ‬كما ‬يجب ‬أن ‬يكون ‬مصدر ‬هذا ‬الأكل ‬حلالًا ‬طيبًا، ‬ولا ‬يكون ‬فيه ‬شبهة.‬
أما ‬أثناء ‬الأكل، ‬فهو ‬الحرص ‬على ‬أن ‬يكون ‬فوق ‬السفرة ‬على ‬الأرض، ‬والبدء ‬والانتهاء ‬بالملح، ‬والأكل ‬من ‬الأمام ‬وعدم ‬النظر ‬فى ‬لقمة ‬الآخرين، ‬ومضغ ‬الطعام ‬جيدًا ‬فى ‬الجانب ‬الأيمن ‬من ‬الفم، ‬والتسمية ‬والحمدلة، ‬ومعاتبة ‬النفس ‬أثناء ‬الأكل ‬حتى ‬تنكسر ‬شراهتها، ‬والجلوس ‬على ‬الركبتين، ‬رافعًا ‬الركبة ‬اليمنى، ‬ ‬والتظاهر ‬بالأكل ‬مادام ‬الأصدقاء ‬يأكلون، ‬ولا ‬يشرب ‬أثناء ‬الأكل ‬إلا ‬إذا ‬اضطر ‬إلى ‬ذلك، ‬فليتناول ‬قدح ‬الماء ‬بالأصابع ‬النظيفة ‬حتى ‬لا ‬يلوثه، ‬ولا ‬يجور ‬على ‬أصدقائه ‬فى ‬الأكل.‬
أما ‬بعد ‬الانتهاء ‬من ‬الطعام، ‬فيجب ‬جمع ‬فتات ‬الخبز ‬أولًا، ‬ثم ‬تُطوى ‬السفرة، ‬ويوزع ‬الخلال ‬لتنظيف ما ‬بين ‬الأسنان ‬ثم ‬غسل ‬الأيدى ‬بالماء ‬والصابون، ‬وعدم ‬المضمضة ‬والبصق ‬فى ‬الطست ‬أمام ‬الناس، ‬بل ‬فى ‬غفلة ‬عنهم، ‬ثم ‬تجفيف ‬اليدين ‬بالمنشفة، ‬ثم ‬يقوم ‬الخادم ‬بطى ‬السفرة، ‬ورفعها ‬من ‬أمام ‬صاحبها، ‬ثم ‬يأتى ‬دور ‬الساقى ‬الذى ‬يدور ‬بالقدح ‬ثلاث ‬دورات، ‬ويجب ‬على ‬الشارب ‬أن ‬يرتشف ‬ثلاث ‬رشفات ‬ثم ‬يقول: ‬الحمد ‬لله، ‬وعدم ‬إعادة ‬ما ‬ارتشفه ‬ثانية ‬إلى ‬القدح، ‬وبعد ‬الانتهاء ‬من ‬الأكل ‬والشرب ‬يجب ‬التوجه ‬إلى ‬المتوضأ ‬لقضاء ‬الحاجة.‬


توجد من النص ‬نسخة ‬خطية ‬مخطوطة ‬بقلم ‬تعليق، ‬تمت ‬كتابتها ‬سنة ‬٨٩٥‬هـ. ‬ضمن ‬مجموعة ‬من ‬ورقة ‬٢٩‬ - ‬٣١‬. ‬ومسطرتها ‬١٦‬ ‬سطرًا، ‬ومحفوظة ‬بدار ‬الكتب ‬المصرية ‬تحت ‬رقم ‬٢٥٤‬ ‬مجاميع ‬طلعت.‬
كما ‬أننى ‬قمت ‬بتقويم ‬النص ‬وتصحيح ‬بعض ‬كلماته ‬حتى ‬يستقيم ‬المعنى، ‬ويبدو ‬أن ‬الأخطاء ‬التى ‬وقعت ‬فى ‬النسخة ‬الخطية ‬كانت ‬بفعل ‬الناسخ.‬. 
نص ‬النسخة ‬الخطية
بسم ‬الله ‬الرحمن ‬الرحيم
الحمد ‬والثناء ‬للملك ‬الذى ‬أوجد ‬الخلق ‬منه ‬كنه ‬العدم ‬إلى ‬ميدان ‬الوجود، ‬ولحكمة ‬بالغة ‬جعل ‬أشرف ‬الخلائق ‬تسجد ‬لخلق ‬آدم، ‬والسلام ‬بلا ‬منتهى ‬على ‬رسوله ‬محمد ‬المصطفى ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬الذى ‬خلق ‬الكونين ‬بسبب ‬محبته، ‬وفضله ‬بالأدب ‬والخلق.‬
أما ‬بعد..‬
فلما ‬كان ‬الحق ‬تعالى ‬قد ‬جعل ‬البنية ‬البشرية ‬محتاجة ‬إلى ‬اللقمة ‬التى ‬بها ‬قوام ‬أودها. ‬فقد ‬وجب ‬تبيان ‬الآداب ‬التى ‬يتشرف ‬إن ‬شاء ‬الله ‬تعالى ‬كل ‬مَن ‬ينهض ‬بالمحافظة ‬عليها ‬بنبع ‬ماء ‬الحياة ‬الذى ‬يثمر ‬حياة ‬حائز ‬هذه ‬الآداب.‬
فاعلم ‬أن:‬
أول ‬أدب ‬من ‬الآداب ‬هو ‬الحصول ‬على ‬اللقمة ‬الحلال.‬
الثانى: ‬الورع ‬عن ‬الشبهة.‬
الثالث: ‬إذا ‬وقع ‬بالضرورة ‬فى ‬شبهة ‬بحيث ‬تزداد ‬رغبة ‬النفس ‬فيها، ‬فليقلع ‬عنها.‬
الرابع: ‬أن ‬يجتهد ‬للغاية ‬فى ‬تطهير ‬اللقمة.‬
الخامس: ‬ألا ‬يأكل ‬أكثر ‬من ‬الحاجة، ‬وأن ‬يراعى ‬التوسط، ‬فلا ‬يأكل ‬قدرا ‬قليلا ‬للغاية ‬بحيث ‬يشرد ‬خاطره.  ‬ولا ‬يفرط ‬فى ‬الأكل ‬حتى ‬لا ‬يصاب ‬بالتخمة ‬فيتكاسل ‬عن ‬الطاعة.‬
السادس: ‬ألا ‬يأكل ‬منفردا ‬بقدر ‬ما ‬يستطيع.
السابع: ‬إذا ‬أصاب ‬شعيرا ‬فلا ‬يضيع ‬العمر ‬فى ‬طلب ‬القمح.
الثامن: ‬أن ‬يكون ‬على ‬وضوء ‬أثناء ‬الطهى.‬
التاسع: ‬أن ‬يكون ‬ذاكرا ‬لله.‬
العاشر: ‬يقول: ‬بسم ‬الله ‬الرحمن ‬الرحيم ‬حينما ‬يغرف ‬من ‬القدر  ‬فى ‬الصحفة.‬
الحادى ‬عشر: ‬يقول ‬هذا ‬الدعاء: ‬«‬اللهم ‬من ‬عندك ‬البركة ‬بارك ‬لنا ‬فيه»‬.‬
الثانى ‬عشر: ‬يطلب ‬من ‬الحق ‬تعالى ‬أن ‬يجعل ‬من ‬هذا ‬الطعام ‬رزقا ‬لخاصة ‬عباده.‬
الثالث ‬عشر: ‬يطوى ‬أكمام ‬ثوبه.‬
الرابع ‬عشر: ‬يجعل ‬السفرة ‬تحت ‬القدم ‬اليسرى. ‬والملاحة ‬إلى ‬اليسار ‬والصحفة ‬إلى ‬اليمين.‬
الخامس ‬عشر: ‬حين ‬يمد ‬المائدة ‬يبدأ ‬وضع ‬الخبز ‬أمام ‬سيد ‬القوم -  ‬ق ‬٢٩‬ ‬ظ.‬
السادس ‬عشر: ‬حينما ‬يضع ‬الصحفة ‬ينادى ‬للطعام.‬
السابع ‬عشر: ‬حينما ‬يجلس ‬الرفاق ‬إلى ‬السفرة، ‬فليقل ‬«‬آمين»‬ ‬يعنى ‬يطلب ‬الدعاء ‬من ‬سيد ‬القوم.‬
الثامن ‬عشر: ‬يدعو ‬سيد ‬القوم ‬بهذا ‬الدعاء: ‬«‬اللهم ‬طيب ‬أرزاقنا ‬وحسن ‬أخلاقنا، ‬وبارك ‬لنا ‬فيما ‬رزقتنا وارزقنا ‬خيرا ‬منه»‬.‬
ويقول ‬أصحابه ‬«‬آمين»‬. ‬ثم ‬يملون ‬أيديهم ‬إلى ‬الطعام.‬
التاسع ‬عشر: ‬يغمسون ‬أصابعهم ‬أولا ‬فى ‬الملح ‬ويتذوقونه.‬
العشرون: ‬يجب ‬على ‬كل ‬شخص ‬أن ‬يأكل ‬من ‬أمامه.‬
الحادى ‬والعشرون: ‬يجب ‬ألا ‬ينظر ‬فى ‬لقمة ‬الآخرين.‬
الثانى ‬والعشرون: ‬يضع ‬الطعام ‬فى ‬الجانب ‬الأيمن ‬من ‬الفم.‬
الثالث ‬والعشرون: ‬يمضغ ‬جيدا.‬
الرابع ‬والعشرون: ‬لا ‬يمد ‬يده ‬إلى ‬لقمة ‬أخرى ‬طالما ‬لم ‬يبتلع ‬تلك ‬اللقمة.‬
الخامس ‬والعشرون: ‬يمضغ ‬ببطء ‬حتى ‬لا ‬يسبب ‬حرجًا ‬لشخص ‬ليس ‬له ‬أسنان.‬
السادس ‬والعشرون: ‬لو ‬يستطيع ‬أن ‬يقول ‬«‬بسم ‬الله»‬ ‬فى ‬ابتداء ‬كل ‬لقمة. ‬و«الحمد ‬لله»‬ ‬فى ‬آخرها، ‬فليفعل ‬وإلا ‬فليذكر ‬الله، ‬ومن ‬الأفضل ‬التسمية ‬والحمد.‬
السابع ‬والعشرون: ‬ألا ‬يلتقط ‬ما ‬انزلق.‬
الثامن ‬والعشرون: ‬لا ‬يلقم ‬الأصدقاء.‬
التاسع ‬والعشرون: ‬يأكل ‬بثلاثة ‬أصابع. ‬ويجعل ‬الإصبعين ‬مثل ‬العدد ‬ثلاث ‬وعشرين.‬
الثلاثون: ‬يبعد ‬رأسه ‬عن ‬الصحفة.‬
الحادى ‬والثلاثون: ‬يجمع ‬لحيته ‬بيده ‬اليسرى ‬حتى ‬لا ‬تلوث ‬من ‬الطعام.‬
الثانى ‬والثلاثون: ‬يعاتب ‬نفسه ‬أثناء ‬الأكل ‬قائلا ‬لها: ‬«‬بسبب ‬صحبتك ‬السيئة ‬ستكون ‬هذه ‬اللقمة ‬الوضيعة ‬وسأقبلها ‬بمشقة»‬، ‬وذلك ‬حتى ‬تنكسر ‬شراهتها.‬
الثالث ‬والثلاثون: ‬يقطع ‬الخبز ‬بكلتا ‬يديه.‬
الرابع ‬والثلاثون: ‬لا ‬يقطع ‬أكثر ‬مما ‬يأكل.‬
الخامس ‬والثلاثون: ‬لا ‬يأكل ‬متكئا ‬ولا ‬مضطجعا، ‬ولا ‬متربعا، ‬بل ‬يجب ‬عليه ‬أن ‬يجلس ‬على ‬ركبتيه ‬رافعا ‬ركبته ‬اليمنى.‬
السادس ‬والثلاثون: ‬يتحاشى ‬العبث ‬بأنفسه ‬وبقدميه ‬أثناء ‬الطعام.‬
السابع ‬والثلاثون: ‬يعطى ‬الخادم ‬لقمة ‬دسمة ‬ولذيذة.‬
الثامن ‬والثلاثون: ‬لا ‬يلعق ‬أصابعه ‬أثناء ‬الأكل، ‬بل ‬بعد ‬الانتهاء ‬منه، ‬ثم ‬ينظفها ‬بمنشفة ‬المائدة.‬
التاسع ‬والثلاثون: ‬يقطع ‬اللحم ‬بيديه.‬
الأربعون: ‬يحتاط ‬حتى ‬لا ‬يتناثر ‬شىء ‬من ‬الطعام ‬على ‬الفرش.‬
الحادى ‬والأربعون: ‬مادام ‬الأصدقاء ‬يأكلون ‬فليحرك ‬يده ‬متظاهرا ‬بالاستمرار ‬فى ‬الأكل.‬
الثانى ‬والأربعون: ‬ألا ‬يشرب ‬ماء ‬أثناء ‬الأكل، ‬فأن ‬اضطر ‬فليتناوله ‬بالأصابع ‬التى ‬لم ‬تتلوث ‬بالطعام ‬وليشرب.‬
الثالث ‬والأربعون: ‬لا ‬يدخل ‬الأصابع ‬فى ‬فمه ‬عقب ‬اللقمة.‬
الرابع ‬والأربعون: ‬إذا ‬تبقى ‬شىء ‬من ‬الطعام، ‬ولم ‬يكن ‬للآخرين ‬رغبة ‬فيه ‬فلينظف ‬الإناء ‬لعقا. ‬وإذا ‬كان ‬طعاما ‬يرغبه ‬الآخرون، ‬فليتركه ‬حينا ‬حتى ‬يكفوا ‬عنه ‬أيضا.‬
الخامس ‬والأربعون: ‬يكون ‬الابتداء ‬والاختتام ‬أولا ‬وأخيرا ‬بالملح  ‬وإذا ‬تساقط ‬شىء ‬من ‬الطعام ‬على ‬السفرة، ‬فلينظفها ‬بخرقة ‬من ‬الكرباس.‬
السادس ‬والأربعون: ‬إذا أراد ‬رفع ‬السفرة ‬فليجمع ‬فتات ‬الخبز ‬أولًا ‬ثم ‬يُطوى ‬السفرة ‬بعد ‬ذلك.‬
السابع ‬والأربعون: ‬بعد ‬رفع ‬السفرة، ‬يدعو ‬سيد ‬القوم، ‬وإذا ‬لم ‬يكن ‬سيد ‬القوم ‬حاضرًا، ‬فليقل ‬الخادم:‬
«‬اللهم ‬اغفر ‬لصاحب ‬هذا ‬الطعام ‬ولآكليه ‬ولمَن ‬سعى ‬فيه ‬ولجميع ‬المؤمنين ‬والمؤمنات ‬والحمد ‬لله ‬أولًا ‬وآخرًا»
الثامن ‬والأربعون: ‬يوزع ‬الخلال.‬
التاسع ‬والأربعون: ‬يقول ‬آخذها ‬«‬بشرك ‬الله ‬بالجنة»‬.‬
الخمسون: ‬يأخذ ‬الخلال ‬بالأصبع ‬الأوسط ‬ويأخذها ‬هكذا ‬أيضًا ‬المعطى ‬والآخذ.‬
الحادى ‬والخمسون: ‬لا ‬يأكل ‬ما ‬يخرجه ‬من ‬بين ‬أسنانه، ‬بل ‬يلتقطه ‬بمنديله.‬
الثانى ‬والخمسون: ‬يغسل ‬يديه ‬بعد ‬الخلال.‬
الثالث ‬والخمسون: ‬فى ‬وقت ‬غسل ‬الأيدى ‬وتناول ‬الطعام ‬تطوى ‬الأكمام.‬
الرابع ‬والخمسون: ‬يضع ‬الطست ‬أمام ‬سيد ‬القوم ‬ويمسك ‬الإبريق ‬باليد ‬اليسرى ‬والغسالة ‬بكف ‬اليد ‬اليمنى ‬ويصب ‬الماء ‬ببطء. ‬فإذا ‬كان ‬سيضع ‬الغسالة ‬والصابونة ‬على ‬كف ‬يد ‬الخادم ‬فلينظفها ‬بالماء.‬
الخامس ‬والخمسون: ‬لا ‬يبالغ ‬كثيرا ‬عند ‬غسل ‬اليدين، ‬فإذا ‬نظفتا، ‬فليكف.‬
السادس ‬والخمسون: ‬إذا ‬أراد ‬أن ‬يبصق ‬الماء ‬من ‬الفم ‬فى ‬الطست، ‬فليخف ‬ذلك ‬عن ‬عيون ‬الأصدقاء ‬يعنى ‬يمد ‬يديه ‬أمامه ‬ليستراه.‬
السابع ‬والخمسون: ‬يلقى ‬بالماء ‬الذى ‬تمضمض ‬به ‬فى ‬الطست ‬حتى ‬لا ‬يتناثر ‬من ‬الطست ‬ويلوث ‬الثياب.‬
الثامن ‬والخمسون: ‬يجفف ‬يديه ‬بمنديله، ‬وإذا ‬كان ‬الخادم ‬يحمله ‬على ‬كتفه، ‬فليشر ‬إليه، ‬ويأخذه ‬وينظف ‬به.‬
التاسع ‬والخمسون: ‬يدعو ‬للخادم ‬قائلًا: ‬«‬طهرك ‬الله ‬من ‬الذنوب ‬والعيوب»‬.‬
الستون: ‬يمسك ‬الخادم ‬أطراف ‬السفرة ‬بهدوء، ‬ويطويها ‬أمام ‬صاحبها.‬
الحادى ‬والستون: ‬يحضر ‬الساقى ‬الماء ‬ويبدأ ‬بسيد ‬القوم.‬
الثانى ‬والستون: ‬يضع ‬القدح ‬على ‬راحة ‬يده ‬اليمنى، ‬ويتكئ ‬بيده ‬اليسرى ‬خلف ‬ظهره ‬ويضع ‬ابهام ‬قدمه ‬اليمنى ‬فوق ‬طرف ‬ابهام ‬قدمه ‬اليسرى، ‬حتى ‬لا ‬يشاكل ‬الركوع.‬
الثالث ‬والستون: ‬يقترب ‬من ‬الشخص ‬الذى ‬يطلب ‬منه ‬الماء ‬حتى ‬يستطيع ‬أن ‬يأخذ ‬منه ‬الكوز.‬
الرابع ‬والستون: ‬ألا ‬يتعجل ‬فى ‬السعى ‬بالماء بل ‬يسعى ‬بتأن ‬وتؤدة.‬
الخامس ‬والستون: ‬يدور ‬بالقدح ‬ثلاث ‬دورات.‬
السادس ‬والستون: ‬الماء ‬الذى ‬يتساقط ‬من ‬قاع ‬القدح ‬يتلقاه ‬بكف ‬يده.‬
السابع ‬والستون: ‬ينظف ‬أسفل ‬القدح.‬
الثامن ‬والستون: ‬حينما ‬يأخذ ‬القدح ‬يقول ‬«‬بسم ‬الله»‬.‬
التاسع ‬والستون: ‬يجعل ‬يد ‬القدح ‬ناحية ‬طالب ‬الماء.‬
السبعون: ‬يتنفس ‬فى ‬الشراب ‬ثلاثا.‬
الواحد ‬والسبعون: ‬بعد ‬أن ‬يشرب ‬الماء ‬يقول ‬«‬الحمد ‬لله»‬.‬
الثانى ‬والسبعون: ‬لا ‬يعيد ‬ما ‬ارتشفه ‬ثانية ‬إلى ‬القدح.‬
الثالث ‬والسبعون: ‬لا ‬يغمس ‬أطراف ‬أصابعه ‬فى ‬الكوز.‬
الرابع ‬والسبعون: ‬يقول ‬«‬سقاك ‬الله ‬من ‬شراب ‬الجنة»‬ ‬حينما ‬يعيد ‬القدح ‬إلى ‬يد ‬الساقى.‬
الخامس ‬والسبعون: ‬يرسل ‬أكمامه.‬
السادس ‬والسبعون: ‬يتجنب ‬تناول ‬الطعام ‬الساخن ‬الذى ‬يحرق ‬فمه.‬
السابع ‬والسبعون: ‬ألا ‬يجور ‬على ‬شريكه ‬فى ‬الطعام.‬
الثامن ‬والسبعون: ‬بعد ‬الانتهاء ‬من ‬تناول ‬الطعام ‬فى ‬كل ‬آن ‬يجب ‬فيه ‬الذهاب ‬إلى ‬المتوضأ ‬لقضاء ‬الحاجة ‬يدخل ‬هناك ‬بقدمه ‬اليسرى.‬
والسلام ‬على ‬من ‬اتبع ‬الهدى.‬
آداب ‬الأكل ‬فى ‬كتابات ‬الفلاسفة:‬
يقول المؤلف د. شعبان طرطور: أثرت ‬الآداب ‬المصرية ‬القديمة ‬فى ‬الأمم ‬التى ‬حولهم ‬إما ‬من ‬طريق ‬مباشر ‬كتأثر ‬العبرانيين ‬واليونانيين ‬بالمصريين، ‬أو ‬غير ‬مباشر ‬كتأثر ‬الآداب ‬الأخرى ‬بالعبرية ‬المتأثرة ‬بالمصرية، ‬أو ‬تأثر ‬الرومانيين ‬باليونانيين ‬المتأثرين ‬بالمصريين، ‬أو ‬تأثر ‬العرب ‬باليونانيين ‬الذين ‬تأثروا ‬بالمصريين ‬مباشرة.‬
ونبدأ ‬بعرض ‬الرسائل ‬والمؤلفات ‬التى ‬تعرضت ‬لموضوع ‬آداب ‬الأكل ‬منذ ‬المصريين ‬القدماء ‬وحتى ‬عصر ‬السمنانى. ‬
نصائح ‬قاقمنه ‬فى آداب ‬الأكل ‬والشرب:‬
إذا ‬جلست ‬لتأكل ‬مع ‬ناس ‬كثيرين ‬فتعفف ‬عما ‬تشتهيه ‬من ‬الطعام، ‬فإن ‬مخالفة ‬النفس ‬له ‬وقت ‬وجيز. ‬فى ‬السكر ‬والشراهة ‬فضيحة ‬فإن ‬كوب ‬ماء ‬تطفىء ‬الظمأ، ‬ومضغة ‬قاوون ‬تكفى ‬النفس.‬
الطيب ‬يحل ‬محل ‬الطيب. ‬وقد ‬يغنى ‬القليل ‬عن ‬الكثير. ‬الشره ‬هو ‬الذى ‬يتسلط ‬عليه ‬بطنه ‬ويطيل ‬له ‬الوقت ‬الذى ‬لا ‬يحترس ‬فيه ‬فالبطن ‬هو ‬الذى ‬يسوقه ‬إلى ‬بيوت ‬الناس. ‬إذا ‬جلست ‬مع ‬شره ‬فاحذر ‬أن ‬تأكل ‬مثله.‬
يدعو ‬قاقمنه ‬فى ‬رسالته ‬إلى ‬التعفف ‬والتأدب ‬فى ‬الأكل ‬إذا ‬كان ‬الإنسان ‬يأكل ‬مع ‬أناس ‬كثيرين. ‬كما ‬يدعو ‬إلى ‬عدم ‬الإسراف ‬فى ‬الشراب ‬أو ‬الطعام، ‬وينبذ ‬السكر ‬والشراهة.‬
نصائح ‬بتاح ‬حتب
وهى ‬رسالة ‬طويلة ‬فى ‬الأخلاق ‬نقتطف ‬منها ‬ما ‬يختص ‬بآداب ‬الأكل:‬
«‬..... ‬إذا ‬أكلت ‬مع ‬ناس ‬جالسين ‬عند ‬أمير ‬وكانوا ‬أكبر ‬منك ‬فخذ ‬كما ‬يعطونك ‬باحترام ‬وتواضع. ‬وانظر ‬للذى ‬أمامك ‬من ‬غير ‬حملقة ‬أو ‬دوام ‬نظر ‬إليه، ‬لأن ‬الإنسان ‬يكون ‬مذمومًا ‬إن ‬لم ‬يتجنب ‬هذه ‬الخصال......‬»‬
وإذا ‬نظرنا ‬إلى ‬النصيحة ‬الأولى ‬عند ‬«‬بتاح ‬حتب»‬ ‬التى ‬يقول ‬فيها: ‬إذا ‬أكلت ‬مع ‬ناس ‬جالسين.
نجدها ‬تشبه ‬النصيحة ‬رقم ‬٣٧‬ ‬فى ‬رسالة ‬السمنانى ‬التى ‬تقول:‬
يعطى ‬الخادم ‬طعامًا ‬دسمًا ‬وشهيًا.‬
أما ‬النصيحة ‬الثانية ‬لدى ‬بتاح ‬حتب، ‬فتشبه ‬النصيحة ‬رقم ‬٢١‬ ‬فى ‬رسالة ‬آداب ‬السفرة ‬التى ‬يقول ‬فيها ‬صاحبها:‬
يجب ‬ألا ‬ينظر ‬فى ‬لقمة ‬الآخرين.‬
كتاب ‬بريسن ‬فى ‬تدبير ‬الرجل ‬لمنزله:‬
أنقل ‬هنا ‬بعض ‬الفقرات ا‬لتى ‬خصها ‬«‬بريسن»‬ ‬بتأديب ‬الصبيان ‬بآداب ‬الطعام، ‬حيث ‬يقول:‬
«‬..... ‬وينبغى ‬أن ‬يفهم ‬الصبى ‬أنَّ ‬الطعام ‬إنما ‬يُحتاج ‬إليه ‬كما ‬يُحتاج ‬إلى ‬الدواء، ‬فكما ‬أنه ‬ليس ‬يُقصد ‬الدواء ‬إلى ‬أن ‬يكون ‬لذيذًا ‬أو ‬كثيرًا ‬وإنَّما ‬يُقْصَد ‬إلى ‬منفعته، ‬فكذلك ‬ليس ‬القصد ‬من ‬الطعام ‬إلى ‬لذَّته، ‬ولا ‬كثرته ‬وإنَّما ‬القصد ‬إلى ‬مقدار ‬منفعته.‬
وينبغى ‬أن ‬يعود ‬الصبى ‬ألا ‬يبادر ‬إليه ‬حتى ‬يوضع ‬ولا ‬ينظر ‬إليه ‬نظرة ‬الشره - ‬والا ‬يُحتال ‬فى ‬تصغير ‬قدر ‬الطعام ‬فى ‬عينيه، ‬وإن ‬ظهر ‬منه ‬شىء ‬من ‬الشره ‬يعير ‬به، ‬ويبين ‬له ‬قبحه، ‬ويعلم ‬أن ‬الشره ‬من ‬طريقة ‬الخنزير، ‬وإذا ‬جلس ‬على ‬الطعام ‬مع ‬مَن ‬هو ‬أكبر ‬منه، ‬فلا ‬يمد ‬يده ‬إلى ‬الطعام ‬قبله ‬إلى ‬أن ‬يُؤمر ‬بذلك، ‬ولا ‬يأكل ‬إلا ‬من ‬بين ‬يديه، ‬ولا ‬يكثر ‬من ‬مد ‬يده ‬مرة ‬إلى ‬شىء ‬ومرة ‬إلى ‬آخر، ‬لكن ‬يقتصر ‬فى ‬أكثر ‬أكله ‬على ‬شىء ‬واحد، ‬ولا ‬يرغب ‬فى ‬كثرة ‬الألوان، ‬ولا ‬يسرع ‬فى ‬الأكل، ‬ولا ‬يعظم ‬اللقمة، ‬ولا ‬يلطخ ‬يديه ‬ولا ‬فمه ‬ولا ‬ثيابه، ‬ولا ‬يكون ‬آخر ‬مَن ‬يرفع ‬يده ‬من ‬الطعام، ‬ولا ‬ينظر ‬إلى ‬مَن ‬يأكل ‬معه، ‬ولاسيما إن ‬كان ‬غريبًا.‬
ويعود ا‬لصبى ‬القناعة ‬بأحسن ‬الطعام ‬والاقتصار ‬على ‬الخبز ‬بلا ‬أدم، ‬فإن ‬هذه ‬العادة ‬تعينه ‬على ‬العفة ‬ولطف ‬النفس.‬
وبالنسبة ‬للشراب ‬يقول: ‬«‬ويعود ‬الصبى ‬ألا ‬يشرب ‬الماء ‬على ‬غذائه»‬.‬
وإذا ‬قارنا ‬هذه ‬الرسالة ‬برسالتى ‬«‬قاقمنه»‬ ‬و«بتاح ‬حتب»‬ ‬نجد ‬أن ‬«‬بريسن»‬ ‬قد ‬تأثر ‬بقاقمنه ‬فى ‬قوله:‬
«‬لا ‬ينظر ‬إليه ‬نظرة ‬الشره»‬.‬
حيث ‬قال ‬«‬قاقمنه»‬: ‬«‬فى ‬السكر ‬والشراهة ‬فضيحة»‬.‬
«‬وإذا ‬جلست ‬مع ‬شره ‬فاحذر ‬أن ‬تأكل ‬مثله»‬.‬
وتأثر ‬«‬بريسن»‬ ‬بنصائح ‬«‬بتاح»‬ ‬الذى ‬قال:‬
«‬انظر ‬للذى ‬أمامك ‬من ‬غير ‬حملقة ‬أو ‬دوام ‬نظر ‬لأن ‬الإنسان ‬يكون ‬مذموما ‬إن ‬لم ‬يتجنب ‬هذه ‬الخصال»‬.‬
فيقول ‬بريسن: ‬«‬ولا ‬ينظر ‬إلى ‬من ‬يأكل ‬معه ‬ولاسيما ‬إن ‬كان ‬غريبا»‬.‬
كما ‬أننا ‬نجد ‬بريسن ‬قد ‬تأثر ‬بقاقمنه ‬الذى ‬يقول:‬
«‬إن ‬كوب ‬ماء ‬تطفئ ‬الظمأ، ‬ومضغة ‬قاوون ‬تكفى ‬النفس، ‬الطيب ‬يحل ‬محل ‬الطيب. ‬وقد ‬يغنى ‬القول ‬عن ‬الكثير»‬.‬
فيقول ‬بريسن:‬
«‬ويعود ‬الصبى ‬القناعة ‬بأحسن ‬الطعام، ‬والاقتصار ‬على ‬الخبز ‬بلا ‬أدم، ‬فإن ‬هذه ‬العادة ‬تعينه ‬على ‬العفة ‬ولطف ‬النفس»‬.‬
أما ‬عن ‬تأثير ‬نصائح ‬قاقمنه ‬وبتاح ‬حوتب ‬وبريسن ‬فى ‬رسالة ‬السمنانى ‬فقد ‬جاء ‬ذلك ‬عن ‬طريق ‬الترجمات ‬التى ‬حدثت ‬فقد ‬ضمن ‬ابن ‬مسكويه - ‬كتابه ‬تهذيب ‬الأخلاق ‬أكثر ‬رسالة ‬بريسن.‬
كتاب ‬الأدب ‬الوجيز ‬للولد ‬الصغير ‬لابن ‬المقفع
فقد ‬الأصل ‬العربى ‬لهذا ‬الكتاب، ‬ولم ‬يصل ‬إلينا ‬إلا ‬من ‬خلال ‬الترجمة ‬الفارسية ‬التى ‬قام ‬بها ‬نصير ‬الدين ‬الطوسى ‬وأورد ‬هنا ‬النص ‬الخاص ‬بالطعام، ‬وهو ‬النص ‬الفارسى، ‬مع ‬ترجمته ‬إلى ‬العربية:


يا ‬بنى: ‬إذا ‬كنت ‬حاضرا ‬أمام ‬مائدة، ‬فلا ‬تلق ‬النظر ‬إلى ‬الموضع ‬الذى ‬يحضرون ‬منه ‬الطعام، ‬ولا ‬تتلفت ‬إلى ‬ناحيته، ‬وتمسك ‬بعنان ‬التمالك ‬فى ‬ذلك ‬المقام، ‬وتحكم ‬فى ‬نفسك، ‬ولا ‬تكن ‬أول ‬البادئين ‬بالأكل، ‬فلا ‬يجب ‬أن ‬تكون ‬أسبق ‬أو ‬آخر ‬من ‬يتجه ‬للخبز ‬والادام، ‬فيتهمك ‬واحد ‬منهم ‬بشراهة ‬النفس ‬وشدة ‬الحرص، ‬وتصير ‬موصوفا ‬ومعروفا ‬بسورة ‬الشهوة.‬
ومن ‬ثم ‬تجنب ‬فى ‬مثل ‬هذه ‬المواضع ‬والمواطن ‬أمثال ‬هذه ‬العادات ‬ووصمتها ‬التى ‬ذكرتها، ‬ويلزم ‬الاعتصام ‬بالتصبر ‬والتثبت ‬والتأنى ‬فإن ‬كل ‬من ‬لا ‬يقنع ‬بالقليل ‬لا ‬ينتفع ‬بالكثير.‬
تهذيب ‬الأخلاق ‬وتطهير ‬الأعراق ‬لابن ‬مسكويه ‬من ‬كبار ‬المؤرخين
آداب ‬المطاعم:‬
والذى ‬ينبغى ‬أن ‬يبدأ ‬به ‬فى ‬تقويمها، ‬آداب ‬المطاعم: ‬فيفهم ‬أولا ‬أنها ‬إنما ‬تراد ‬للصحة، ‬لا ‬للذة، ‬وأن ‬الأغذية ‬كلها ‬إنما ‬خلقت ‬وأعدت ‬لنا ‬لتصح ‬بها ‬أبداننا، ‬وتصير ‬مادة ‬حياتنا، ‬فهى تجرى ‬مجرى ‬الأدوية ‬ليتداوى ‬بها ‬الجوع ‬والألم ‬الحادث ‬منه.‬
فكما ‬أن ‬الدواء ‬لا ‬يرام ‬للذة، ‬ولا ‬يستكثر ‬فيه ‬للشهوة ‬فكذلك ‬الأطعمة ‬لا ‬ينبغى ‬أن ‬يتناول ‬منها ‬إلا ‬ما ‬يحفظ ‬صحة ‬البدن، ‬ويدفع ‬ألم ‬الجوع، ‬ويمنع ‬من ‬المرض، ‬فيحقر ‬عنده ‬قدر ‬الطعام ‬الذى ‬يستعظمه ‬أهل ‬الشره، ‬ويقبح ‬عنده ‬صورة ‬من ‬شره ‬إليه، ‬وينال ‬منه ‬فوق ‬حاجة ‬بدنه، ‬أو ‬ما ‬لا ‬يوافقه ‬حتى ‬يقتصر ‬لون ‬واحد، ‬ولا ‬يرغب ‬فى ‬الألوان ‬الكثيرة، ‬وإذا ‬جلس ‬مع ‬غيره ‬لا ‬يبادر ‬إلى ‬الطعام، ‬ولا ‬يديم ‬النظر ‬إلى ‬ألوانه ‬ولا ‬يحدق ‬إليه ‬شديدا، ‬ويقتصر ‬على ‬ما ‬يليه، ‬ولا ‬يسرع ‬فى ‬الأكل، ‬ولا ‬يوالى ‬بين ‬اللقم ‬بسرعة، ‬ولا ‬يعظم ‬اللقمة ‬ولا يبتلعها ‬حتى ‬يجيد ‬مضغها، ‬ولا ‬يلطخ ‬يده ‬ولا ‬ثوبه ‬ولا ‬يلحظ ‬من ‬يواكله، ‬ولا ‬يتبع ‬بنظره ‬مواقع ‬يده ‬من ‬الطعام ‬ويعود ‬أن ‬يؤثر ‬غيره ‬مما ‬يليه ‬إن ‬كان ‬أفضل ‬ما ‬عنده، ‬ثم ‬يضبط ‬شهوته ‬حتى ‬يقتصر ‬على ‬أدنى ‬الطعام ‬وأدونه، ‬ويأكل ‬الخبز ‬القفار ‬الذى ‬لا ‬أدم ‬معه ‬فى ‬بعض ‬الأوقات. ‬وهذه ‬الآداب ‬وإن ‬كانت ‬جميلة ‬بالفقراء ‬فهى ‬بالأغنياء ‬أفضل ‬وأجمل.‬
وينبغى ‬أن ‬يستوفى ‬غذاءه ‬بالعشى، ‬فإن ‬استوفاه ‬بالنهار ‬كسل ‬واحتاج ‬إلى ‬النوم ‬وتبلد ‬فهمه ‬مع ‬ذلك.‬
وإن ‬منع ‬اللحم ‬فى ‬أكثر ‬أوقاته ‬كان ‬أنفع ‬له ‬وقعا ‬فى ‬الحركة ‬واليقظة، ‬وقلة ‬البلادة، ‬وبعثه ‬على ‬النشاط ‬والخفة.‬
وأما ‬الحلواء ‬والفاكهة ‬فينبغى ‬أن ‬يمتنع ‬منها ‬البتة ‬إن ‬أمكن، ‬وإلا ‬فليتناول ‬أقل ‬ما ‬يمكن، ‬فإنها ‬تستحيل ‬بدنه، ‬فتكثر ‬انحلاله، ‬وتعوده ‬فى ‬ذلك ‬على ‬الشره، ‬ومحبة ‬الاستكثار ‬من ‬المآكل.‬
ويعود ‬ألا ‬يشرب ‬فى ‬خلال ‬طعامه ‬الماء.‬
فأما ‬النبيذ ‬وأصناف ‬الأشربة ‬المسكرة ‬فإياه ‬وإياها، ‬فإنها ‬تضره ‬فى ‬بدنه ‬ونفسه ‬وتحمله ‬على ‬سرعة ‬الغضب ‬والتهور ‬والإقدام ‬على ‬القبائح ‬وسائر ‬الخلال ‬المذمومة.‬
أخلاق ‬ناصرى ‬لنصير ‬الدين ‬الطوسى
المقالة ‬الثانية: ‬الفصل ‬الرابع ‬فى ‬سياسة ‬الأولاد ‬وتدبير ‬أمورهم ـ ‬آداب ‬تناول ‬الطعام

يجب ‬أن ‬يغسل ‬أولا ‬يده ‬وفمه ‬وأنفه، ‬وعند ‬ذلك ‬يحضر ‬إلى ‬المائدة. ‬وحينما ‬يجلس ‬إليها ‬لا ‬يبادر ‬إلى ‬تناول ‬الطعام ‬إلا ‬إذا ‬بدأ ‬رب ‬البيت. ‬وألا ‬يلوث ‬يديه ‬وثوبه، ‬وألا ‬يأكل ‬بأكثر ‬من ‬ثلاث ‬أصابع. ‬وألا ‬يفغر ‬فاه ‬بشدة، ‬وألا ‬يأخذ ‬لقمة ‬كبيرة، ‬وألا ‬يزدردها ‬سريعا، ‬ولا يلوكها ‬كثيرا ‬فى ‬فمه، ‬بل يلتزم ‬الاعتدال. ‬وألا ‬يلعق ‬أصابعه. ‬وألا ‬يطيل ‬النظر ‬فى ‬ألوان ‬الطعام. ‬ولا ‬يشمه ‬ولا ‬يتخير ‬منه.‬
وإذا ‬كان ‬الطعام ‬الشهى ‬قليلا، ‬فلا ‬يظهر ‬الولع ‬به، ‬ويؤثر ‬الآخرين ‬به. ‬وألا ‬يلوث ‬أصابعه ‬بالدسم، ‬ولا ‬يبلل ‬الخبز ‬والملح، ‬ولا ‬ينظر ‬إلى ‬الشخص ‬الذى ‬يشاركه ‬الطعام ‬وألا ‬ينظر ‬فى ‬لقمته، ‬وأن ‬يأكل ‬من ‬أمامه، ‬ولا ‬يلفظ ‬ما ‬حمله ‬إلى ‬فمه ‬من ‬قبيل ‬العظم ‬وغيره ‬على ‬الخبز ‬والمائدة. ‬وإن ‬كانت ‬باللقمة ‬عظمة ‬أو ‬شعرة ‬فليلقها ‬من ‬فمه ‬بحيث ‬لا ‬يشعر ‬به ‬أحد ‬ما. ‬ويجب ‬ألا ‬يرتكب ‬ما ‬يكرهه ‬من ‬الآخرين. ‬وأن ‬يحفظ ‬الطعام ‬أمامه ‬على ‬النحو ‬الذى ‬لا ‬ينفر ‬منه ‬أحداً ‬لو ‬أراد ‬تناول ‬بقية ‬الطعام. ‬وألا ‬يلقى ‬بشىء ‬من ‬فمه ‬أو ‬لقمته ‬فى ‬الكأس ‬أو ‬على ‬الخبز ‬وألا ‬يكف ‬عن ‬الطعام ‬قبل ‬الآخرين ‬بمدة ‬طويلة. ‬بل ‬إذا ‬ما ‬شبع ‬عليه ‬أن ‬يبطئ ‬فى ‬الأكل ‬حتى ‬يفرغ ‬الآخرون ‬أيضا. ‬وإذا ‬ما ‬كفت ‬تلك ‬الجماعة ‬عن ‬الأكل ‬فليكف ‬هو ‬أيضا ‬وإن ‬كان ‬جائعا، ‬إلا ‬إذا ‬كان ‬فى ‬بيته ‬أو ‬فى ‬مكانه ‬ليس ‬فيه ‬غرباء. ‬وإن ‬احتاج ‬أثناء ‬الطعام ‬إلى ‬ماء ‬فعليه ‬ألا ‬يشرب ‬بعجلة ‬واضطراب ‬ولا ‬يصدر ‬صوتا ‬من ‬الفم ‬والحلق. ‬وعندما ‬ينظف ‬ما ‬بين ‬أسنانه ‬يجب ‬عليه ‬أن ‬ينتحى ‬جانبا. ‬وأن ‬يبتلع ‬ما ‬ينزعه ‬باللسان ‬من ‬بين ‬الأسنان. ‬وأما ‬ما ‬يخرجه ‬بعود ‬الخلال، ‬فليلق ‬به ‬فى ‬مكان ‬لا ‬ينفر ‬منه ‬الناس. ‬وإن ‬كان ‬وسط ‬جماعة ‬فليكف ‬عن ‬تنظيف ‬أسنانه ‬بالخلال.‬
وحينما ‬يغسل ‬يديه، ‬فليبذل ‬أقصى ‬جهده ‬فى ‬تنظيف ‬أصابعه ‬وأصول ‬أظافره. ‬وأن ‬يفعل ‬مثل ذلك ‬فى ‬تنظيف ‬الشفتين ‬والفم ‬والأسنان. ‬ولا ‬يتغرغر، ‬ولا ‬يبصق ‬فى ‬الطست، ‬وحينما ‬يبصق ‬الماء ‬من ‬فمه ‬فليستره ‬بيديه، ‬ولا ‬يسبق ‬الآخرين ‬فى ‬غسل ‬اليدين. ‬وإن ‬كانوا ‬يغسلون ‬أيديهم ‬قبل ‬الطعام ‬فيجوز ‬للمضيف ‬أن ‬يسبق ‬الآخرين ‬فى ‬غسل ‬يديه.‬
منتخبات ‬أخلاق ‬ناصرى ‬أو ‬تزكية ‬الأرواح ‬عن ‬موانع ‬الفلاح، ‬لم ‬يعلم ‬مؤلفه:‬
«‬وأما ‬آداب ‬العام»‬

لا ‬يبادر ‬إليه ‬إلا ‬أن ‬يكون ‬نظيفا، ‬ويأكل ‬بثلاث ‬أصابع، ‬ولا ‬يلطخ ‬ثيابه، ‬وليصغر ‬اللقمة، ‬وليأكل ‬مما ‬يليه، ‬وليمتنع ‬عن ‬تكبير ‬اللقمة ‬وسرعة ‬الالتهام، ‬وتواتر ‬الالتقام، ‬وتطويل ‬المضغ، ‬ولعق ‬الأصابع، ‬والتشوف ‬إلى ‬أخلاف ‬المطاعم، ‬والميل ‬إلى ‬الألذ، ‬والنظر ‬إلى ‬الحريف، ‬وخصوصا ‬إلى ‬اللقمة، ‬واشتمام ‬الطعام ‬وانتقائه، ‬وليحذر ‬مما ‬ينفر ‬الطباع. ‬فإن ‬وجد ‬فيما ‬يمضغ ‬حصاء ‬أو ‬عظما ‬أخرجه ‬بغفلة ‬من ‬الحاضرين، ‬وكذا ‬كل ‬ما ‬حس ‬الفم ‬ولعابه ‬يجب ‬اخفاؤه ‬عن ‬نظرهم، ‬وألا ‬يكف ‬عن ‬الطعام ‬قبلهم ‬وإذا ‬شبع ‬وامتلأ ‬تعلل ‬باليسير، ‬ويعاونهم ‬فى ‬الثرد ‬وأمثاله، ‬وبلع ‬اللمظات ‬المجلية ‬باللسان، ‬ويطرح ‬المعلقة ‬باللسان ‬بالخلال ‬إلى ‬حيث ‬لا ‬ينتقد ‬منها. ‬وإذا ‬كان ‬فى ‬جمع ‬فليترك ‬الخلال. ‬وإذا ‬انتهوا ‬إلى ‬الغسل ‬لا ‬يسابق ‬القوم ‬إلا ‬إذا ‬كان ‬ضيفا. ‬وليبالغ ‬فى ‬تنظيف ‬الأصابع ‬وأصول ‬الأظفار ‬والفم ‬وحواليه، ‬ولا ‬يتغرغر، ‬ولا ‬يلقى ‬البزاق ‬فى ‬الطست. ‬وإذا ‬شرب ‬الماء ‬فلا ‬يعب، ‬بل ‬يتجرع ‬وليحذر ‬من ‬تصويت ‬الحنك ‬والخلق‬.‬
آداب ‬الأكل ‬فى ‬كتابات ‬الصوفية:‬
اهتم ‬الصوفية ‬بالكتابة ‬عن ‬آداب ‬الأكل ‬خلال ‬مؤلفاتهم ‬وتميزت ‬مؤلفاتهم - ‬ما ‬عدا ‬السمنانى - ‬بايراد ‬آيات ‬قرآنية ‬كريمة ‬وأحاديث ‬نبوية ‬شريفة ‬فى ‬هذا ‬الصدد.‬
ومن ‬أهم ‬من ‬عالج ‬هذا ‬الموضوع: ‬أبوطالب ‬المكى - ‬المارودى - ‬الغزالى - ‬السهروردى - ‬السمنانى  - ‬ابن ‬قيم ‬الجوزية.‬
قوت ‬القلوب ‬لأبى ‬طالب ‬المكى
«‬الفصل ‬الأربعون ‬فيه ‬كتابات ‬الأطعمة، ‬وذكر ‬ما ‬يجمع ‬الأكل ‬من ‬السنن ‬والآداب ‬وما ‬يشتمل ‬على ‬الطعام ‬من ‬الكراهة ‬والاستحباب»‬.‬
لقد ‬عالج ‬أبوطالب ‬المكى ‬موضوع ‬الأطعمة ‬بإفاضة ‬وإسهاب ‬شديدين ‬يصعب ‬معهما ‬ايراد ‬الفصل ‬كاملا ‬فى ‬هذا ‬المجال ‬مما ‬يضطرنى ‬إلى ‬تلخيصه.‬
يبدأ ‬أبوطالب ‬المكى ‬حديثه ‬بذكر ‬آيات ‬قرآنية ‬كريمة ‬وأحاديث ‬نبوية ‬شريفة ‬عن ‬الطعام، ‬ثم ‬يقول ‬إن ‬الطعام ‬والأكل ‬يشتمل ‬على ‬مائة ‬وسبعين ‬خصلة ‬ما ‬بين ‬فرض ‬وسنة ‬وأدب ‬وفضيلة ‬واستحباب ‬وكراهية ‬ومروءة ‬وفتوة ‬من ‬طريق ‬السلف ‬وصنائع ‬العرب.‬
أن ‬يكون ‬المأكول ‬حلالا، ‬غسل ‬اليد ‬فى ‬أوله ‬للاستحباب ‬وفى ‬آخره ‬للنظافة. ‬التسمية ‬فى ‬أوله ‬والحمد ‬فى ‬آخره، ‬الأكل ‬باليمين. ‬يبتدئ ‬بالملح ‬ويختم ‬به. ‬ ‬ألا ‬يذم ‬مأكولا ‬ولا ‬يعيبه. ‬القناعة ‬بالمأكول. ‬أن ‬تكثر ‬الأيدى ‬على ‬الطعام ‬تصغير ‬اللقمة. ‬تجويد ‬المضغ. ‬أ‬لا ‬ينظر ‬فى ‬وجوه ‬الآكلين. ‬لا ‬يتفقد ‬مأكلهم. ‬أن ‬يقعد ‬على ‬رجله ‬اليسرى ‬، ‬وينصب ‬اليمنى، ‬ولا ‬يأكل ‬متكئا ‬ولا ‬مضطجعا، ‬لا ‬يكون ‬أول ‬من ‬يتبدئ ‬بالأكل ‬حتى ‬يسبق ‬صاحب ‬المنزل ‬والأكبر ‬فالأكبر. ‬أ‬لا ‬يكون ‬إماما ‬يقتدى ‬به ‬أو ‬يكون ‬القوم ‬منقبضين ‬فيبسطهم ‬بالابتداء. ‬لا ‬يجمع ‬بين ‬التمر ‬والنوى ‬فى ‬طبق، ‬ويستحب ‬أن ‬يأكل ‬من ‬التمر ‬وترا. ‬أن ‬يفطر ‬على ‬رطب ‬إن ‬وجده ‬وإلا ‬فتمر، ‬فإن ‬لم ‬يجد ‬فعلى ‬الماء. ‬أن ‬يأكل ‬بعد ‬الجوع، ‬ويرفع ‬يديه ‬قبل ‬الامتلاء. ‬يأكل ‬مما ‬يليه، ‬يأكل ‬بثلاث ‬أصابع ‬إلا ‬الثريد ‬فليأكل ‬بأصابعه ‬كلها. ‬لا ‬يأكل ‬من ‬ذروة ‬القصعة، ‬ولا ‬من ‬وسط ‬الطعام.‬
الشرب ‬فى ‬تضاعيف ‬الأكل ‬مستحب ‬من ‬جهة ‬الطب ‬ما ‬لم ‬يبتدئه، ‬أو ‬يكثر ‬منه، ‬يلعق ‬أصابعه ‬قبل ‬أن ‬يمسحها ‬بالخرقة. ‬يأكل ‬ما ‬سقط ‬من ‬فتات ‬الطعام. ‬ليقل ‬فى ‬أول ‬لقمة ‬بسم ‬الله ‬وفى ‬الثانية ‬بسم ‬الله ‬الرحمن ‬وفى ‬الثالثة ‬بسم ‬الله ‬الرحمن ‬الرحيم. ‬يشرب ‬من ‬الكوز ‬فى ‬ثلاثة ‬أنفاس ‬متقطعة. ‬يقرأ ‬بعد ‬فراغه ‬من ‬الطعام‬‬ «‬قل ‬هو ‬الله ‬أحد»‬ ‬و«لإيلاف ‬قريش»‬. ‬تقديم ‬الفاكهة ‬قبل ‬الطعام ‬أوفق، ‬وفى ‬كتاب ‬الله ‬عز ‬وجل ‬ترتيب ‬ذلك ‬من ‬قوله ‬سبحانه ‬وتعالى: ‬«‬وفاكهة ‬مما ‬يتخيرون ‬ولحم ‬طير ‬مما ‬يشتهون»‬. ‬لا ‬يرفع ‬يديه ‬قبل ‬إخوانه ‬إذا ‬كانوا ‬يحتشمون ‬أو ‬يحتاجون ‬إلى ‬بسط، ‬فإن ‬كان ‬قليل ‬الأكل ‬تربص ‬حتى ‬يضعوا ‬أيديهم، ‬فيأكلوا ‬صدرا ‬من ‬الطعام ‬ثم ‬يقعد ‬بعدهم ‬ليستوى ‬أكله ‬مع ‬أكلهم. ‬لا ‬يتكلف ‬لاخوانه ‬من ‬المأكول ‬ما ‬يثقل ‬عليه ‬ثمنه ‬أو ‬يأخذه ‬بدين ‬أو ‬يكسبه ‬بمشقة ‬أو ‬من ‬شبهة، ‬ولا ‬يدخر ‬عنهم ‬ما ‬بحضرته، ‬ويستأثر ‬بشىء ‬دونهم ‬ولا ‬يضر ‬بعياله. ‬ومن ‬السنة ‬أن ‬يخرج ‬الرجل ‬مع ‬ضيفه ‬إذا ‬انصرف ‬إلى ‬باب ‬الدار. ‬الخلال ‬بعد ‬الأكل ‬حسن ‬فلا ‬يبين ‬عنه. ‬لا ‬بأس ‬من ‬غسل ‬اليد ‬فى ‬الطست‬ وليس ‬من ‬الأدب ‬التنخم ‬فيه. ‬لا ‬يزدرد ‬ما ‬أخرج ‬الخلال ‬من ‬أسنانه ‬وما ‬لاكه ‬بأسنانه ‬«‬بلسانه»‬ ‬فلا ‬بأس ‬أن ‬يزدرد. ‬يتمضمض ‬بعد ‬الخلال.‬
«‬ذكر ‬غسل ‬اليد»‬ ‬من ‬غسل ‬يده ‬بأشنان ‬ابتدأ ‬بغسل ‬أصابعه ‬الثلاث ‬أولا، ‬ثم ‬جعل ‬الاشنان ‬فى ‬راحته. ‬ثم ‬أمرَّه ‬على ‬شفتيه ‬جسا، ‬وأنعم ‬غسل ‬فيه ‬بأصبعيه، ‬وظاهر ‬أسنانه ‬وباطنه ‬وحنكه ‬ولسانه، ‬ثم ‬غسل ‬أصابعه ‬من ‬ذلك ‬بالماء، ‬ثم ‬دلك ‬ببقية ‬الأشنان ‬اليابس ‬أصابعه ‬ظهرا ‬وبطنا، ‬ثم ‬لم ‬يدخل ‬الاشنان ‬ثانيا ‬إلى ‬فيه ‬لئلا ‬يعود ‬بالغمر ‬إليه ‬من ‬يديه، ‬وهذا ‬يكفيه ‬من تثنية ‬الغسل، ‬ومن ‬غسل ‬يد ‬إخوانه ‬بعد ‬أكلهم ‬من ‬طعامه ‬فمن ‬الأدب ‬أن ‬يصب ‬على ‬أيديهم ‬بالماء ‬العذب.‬
عوارف ‬المعارف ‬للسهروردى
يقول ‬السهروردى ـ ‬نظرا ‬لطول ‬هذا ‬الباب، ‬فنورده ‬ملخصا.‬
«‬فمن ‬ذلك ‬أن ‬يبتدئ ‬بالملح ‬ويختم ‬به. ‬ويستحب ‬الاجتماع ‬على ‬الطعام، ‬وهو ‬سنة ‬الصوفية ‬فى ‬الربط ‬وغيرها. ‬ومن ‬عادة ‬الصوفية ‬الأكل ‬على ‬السفرة ‬وهو ‬سنة ‬رسول ‬الله ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬ويصغر ‬اللقمة. ‬ويجود ‬الأكل ‬بالمضغ ‬بنظر ‬بين ‬يديه، ‬ولا ‬يطالع ‬وجوه ‬الآكلين ‬ويقعد ‬على ‬رجله ‬اليسرى، ‬وينصب ‬اليمنى، ويجلس ‬جلسة ‬المتواضع ‬غير ‬متكئ ‬ولا ‬متعزز ‬ولا ‬يبتدئ ‬بالطعام ‬حتى ‬يبدأ ‬المقدم ‬أو ‬الشيخ. ‬وان ‬كان  ‬المأكول ‬تمرا ‬أو ‬ما ‬له ‬عجم ‬ولا ‬يجمع ‬بين ‬ذلك ‬ما ‬يرمى، ‬ولا ‬يأكل ‬من ‬ذروة ‬الثريد، ‬لا ‬يصمت ‬على ‬الطعام ‬فهو ‬من ‬سيرة ‬الأعاجم ‬ولا ‬يقطع ‬اللحم ‬والخبز ‬بالسكين ‬ففيه ‬نهى. ‬ولا ‬يكف ‬يده ‬عن ‬الطعام ‬حتى ‬يفرغ ‬الجمع، ‬ألا ‬يأكل ‬إلا ‬بعد ‬الجوع ‬ويمسك ‬عن ‬الطعام ‬قبل ‬الشبع. ‬ومن ‬عادة ‬الصوفية ‬أن ‬يلقم ‬الخادم ‬إذا ‬لم ‬يجلس ‬مع ‬القوم. ‬إذا ‬فرغ ‬من ‬الطعام ‬يحمد ‬الله، ‬ويتخلل ‬ويغسل ‬يديه، ‬ويستحب ‬مسح ‬العين ‬ببلل ‬اليد. ‬وفى ‬غسل ‬اليد ‬يأخذ ‬الأشنان ‬باليمين. ‬وفى ‬الخلال ‬لا ‬يزدرد ‬ما ‬يخرج ‬بالخلال ‬من ‬الأسنان، ‬وأما ‬ما ‬يلوكه ‬باللسان ‬فلا ‬بأس ‬به، ‬وإن ‬كان ‬الطعام ‬حلالا ‬فليقل:‬
«‬الحمد ‬لله ‬الذى ‬بنعمته ‬تتم ‬الصالحات ‬وتنزل ‬البركات، ‬اللهم ‬صل ‬على ‬محمد ‬وعلى ‬آل ‬محمد، ‬اللهم ‬أطعمنا ‬طيبا ‬واستعملنا ‬صالحا»‬.‬
وإن ‬كان ‬فيه ‬شبهة ‬يقول:‬
«‬الحمد ‬لله ‬على ‬كل ‬حال، ‬اللهم ‬صل ‬على ‬محمد، ‬ولا ‬تجعله ‬عونا ‬على ‬معصيتك»‬.‬
زاد ‬المعاد ‬فى ‬هدى ‬خير ‬العباد
لابن ‬قيم ‬الجوزية
يقول: ‬فأما ‬المطعم ‬والمشرب ‬فلم ‬يكن ‬من ‬عادته ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬حبس ‬النفس ‬على ‬نوع ‬واحد ‬من ‬الأغذية ‬لا ‬يتعداه ‬إلى ‬ما ‬سواه، ‬فإن ‬ذلك ‬يضر ‬بالطبيعة ‬جدا.‬
وخلاصة ‬القول ‬أن ‬النبى ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬لم ‬يكن ‬من ‬عادته ‬حبس ‬النفس ‬على ‬نوع ‬واحد ‬من ‬الأغذية. ‬وكان ‬يأدم ‬الخبز ‬تارة ‬باللحم، ‬ويقول ‬هو ‬سيد ‬طعام ‬أهل ‬الدنيا ‬والآخرة. ‬وتارة ‬بالبطيخ، ‬وتارة ‬بالتمر، ‬وكان ‬يأكل ‬فاكهة ‬بلده ‬عند ‬مجيئها.‬
كما ‬كان ‬النبى ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬لا ‬يأكل ‬متكئا، ‬وإنما ‬كان ‬يجلس ‬كما ‬يجلس ‬العبد، ‬ويأكل ‬كما ‬يأكل ‬العبد ‬كما ‬كان ‬يأكل ‬بأصابعه ‬الثلاث. ‬ومن ‬تدبر ‬أغذيته ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬ما ‬كان ‬يأكل ‬وحده. ‬لم ‬يجمع ‬قط ‬بين ‬لبن ‬وسمك، ‬ولا ‬بين ‬لبن ‬وحامض ‬ولا ‬بين ‬غذاءين ‬حارين، ‬ولا ‬باردين، ‬ولا ‬مرخيين ‬ولا ‬مستحيلين ‬إلى ‬خلط ‬واحد، ‬ولا ‬بين ‬مختلفين ‬كقابض ‬ومسهل، ‬وسريع ‬الهضم ‬وبطيئه، ‬ولا ‬بين ‬لبن ‬وبيض، ‬ولا ‬بين ‬لحم ‬ولبن. ‬ولم ‬يكن ‬يأكل ‬طعاما ‬فى ‬وقت ‬شدة ‬حرارته، ‬ولا ‬طبيخا ‬بائتا ‬يسخن ‬له ‬الغد، ‬ولا ‬شيئا ‬من ‬الأطعمة ‬العفنة ‬والمالحة ‬كالكوامخ ‬والمخللات ‬والملوحات. ‬وكل ‬هذه ‬الأنواع ‬حار ‬مولد ‬لأنواع ‬من ‬الخروج ‬عن ‬الصحة ‬والاعتدال.‬
وأما ‬هديه ‬فى ‬الشراب، ‬كان ‬يشرب ‬العسل ‬الممزوج ‬بالماء ‬البارد. ‬وكان ‬من ‬هديه ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬يتنفس ‬فى ‬الشراب ‬ثلاثا، ‬ويقول: ‬إنه ‬أروى ‬وأمرأ ‬وأبرأ. 
ويختتم د. شعبان ربيع طرطور دراسته القيمة بقوله: لكل ما سبق نرى أن أول ‬من ‬كتب ‬رسائل ‬فى ‬الأخلاق ‬هم ‬المصريون ‬القدماء، ‬ولما ‬جاء ‬اليونانيون ‬أخذوا ‬عنهم، ‬ولم ‬يذكر ‬واحد ‬منهم ‬ذلك. ‬ولما ‬جاء ‬العرب ‬نقلوا ‬مؤلفات ‬اليونانيين ‬فى ‬الأخلاق ‬إلى ‬اللغة ‬العربية، ‬ثم ‬نقلت ‬هذه ‬الترجمات ‬العربية ‬إلى ‬اللغة ‬الفارسية. ‬وقد ‬كانت ‬هذه ‬المؤلفات ‬من ‬مصادر ‬السمنانى ‬إلى ‬جوار ‬القرآن ‬الكريم ‬والأحاديث ‬النبوية ‬الشريفة.‬
كما ‬تبين ‬لنا ‬أن ‬رسالة ‬السمنانى ‬رغم ‬صغر ‬حجمها ‬ووجازة ‬لفظها ‬تعتبر ‬أهم ‬وأفيد ‬ما ‬كتب ‬فى ‬مجال ‬آداب ‬الأكل ‬والشرب.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة