الخميس، 06 مايو 2021 - 03:17 م

سيظل الشهر العظيم.. شهر رمضان بطقوسه وروحانياته ملهمًا وجاذبًا للفنانين التشكيليين، ذكريات وعادات وأجواء كثيرة نرتبط بها خلاله، شعائر ومظاهر نعيشها منذ طفولتنا ونستعيدها كل عام على مدار ثلاثين ليلية هى الأقرب إلى قلوبناجميعًا، صلاة التراويح والمسحراتى ومدفع الإفطار اضرب، والفانوس وبائع الفول وعمل الكنافة والزينة الورقية وزحام الأطفال وأصواتها التى تملأ الجنبات، تجمع الأسر والعائلات على موائد الإفطار مع آذان المغرب.. لحظات أحببناها وأحبها وعبر عنها الفنان التشكيلى بريشته وسجلها فى كثير من الأعمال على مر الأزمنة.

لوحة الصلاة

المستشرقون والرحالة الأجانب الذين زاروا مصر وتأثروا بمظاهر احتفالاتها فى الأعياد والمواسم، وقد جاء على رأس هذه الاحتفالات مظاهر قدوم وليالي شهر رمضان، رسموا لوحات عديدة عن طقوس هذا الشهر، جسدوا عدة مشاهد من الحارة الشعبية والأماكن الأثرية فى مصر، رسموا المآذن تتلألأ والبيوت والبائعين تتزين، الفتاة فى الأحياء الشعبية تهتم وتتنقل هنا وهناك من أجل الاستعداد وتجهيزات رمضان، اهتموا بتجسيد وزحام الحارة المصرية وتجمع المصلين لآداء الفريضة والتراويح فى خشوع تام بالمساجد ولقاءهم بعدها للتسامر والحديث.. الفنان محمود سعيد ابن الأسكندرية وأحد أهم الفنانين التشكيليين المصريين وأكثرهم أصالة، وأول فنان تشكيلى يحصل على جائزة الدولة التقديرية للفنون..

عشق سعيد الحياة المصرية وسجل منها العديد والعديد فى لوحاته .. رسم لوحته الشهيرة "الصلاة" عام 1934، متأثرًا بخشوع المصليين وملابسهم وهم يرتودن الجلباب ويقفون منتظمين فى صفوف متقاربة، رسم الأجواء داخل المسجد وروحانياته، الأعمدة وطرازها المعمارى واصطفافها فى ثبات مثلها مثل المصليين، اهتم بتوزيع الإضاءة من مصدرها الطبيعى وهو يخترق نافذة المسجد ليضع شعاعه على جنباته وأركانه والمصليين فى لقطة بديعة..

جسد سعيد بريشته فى هذه اللوحة روحانيات رمضان ببراعة، وبالفعل تعد هذه اللوحة التى مر على رسمها 87 عامًا من أهم وأقوى الأعمال الفنية المصرية التى عبرت عن أحد مظاهر هذا الشهر الكريم.

شاهد أيضا :- موعد آذان المغرب.. اليوم الرابع والعشرون من رمضان