د. محمد إبراهيم العشماوى
د. محمد إبراهيم العشماوى


خواطر عشماوية

النظرة المقاصدية لفريضة الزكاة

الأخبار

الخميس، 06 مايو 2021 - 05:54 م

نرى طوفان الإعلانات التى تحث الأغنياء على أداء زكاة أموالهم فى مشروعات البر المختلفة، فتتدفق عليها الأموال من كل جانب، ومع هذا فمشكلة الفقر ما زالت قائمة، رغم كثرة الجهات العاملة فيها، والسبب غفلة الأغنياء عن النظرة المقاصدية لفريضة الزكاة، وأنهم لا يؤدونها على الوجه الذى يحقق الحكمة التشريعية منها، فلو أن الحكمة من تشريع الزكاة هى مجرد إطعام الفقير أو كسوته؛ لما كان للزكاة معنى، ولبقى الفقير فقيرا، ينتظر اللقمة والكسوة من الغنى كل عام، وهو ما تتنزه عنه حكمة شريعة الإسلام!
ولكن المقصود منها إغناء الفقراء، وإخراجهم من دائرة العيلة إلى دائرة الغنى، ومن دائرة الاستهلاك إلى دائرة الإنتاج، وبهذا يمكن لفريضة الزكاة أن تقضى على مشكلة الفقر.
إننى أتصور لو كان سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه موجودا بيننا اليوم أو سيدنا على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه لأنشآ بأموال الزكاة للفقراء مشروعات استثمارية صغيرة تدر عليهم دخلا ثابتا، وتغنيهم عن الحاجة، فتشطب أسماؤهم من ديوان الفقراء المستحقين للزكاة، وربما تثبت فى ديوان الأغنياء الذين تجب عليهم الزكاة!
لقد كنت كتبت من قبل مشروعا، سميته: (فريضة الزكاة والأداء الأمثل)، وقدمته لأحد نواب البرلمان؛ ليقدمه كمقترح برلماني، ولكن الحظ لم يسعده،وكان هذا المشروع يدور حول الأداء الأمثل لفريضة الزكاة، ويقضى بأن تتوحد جميع جهات التحصيل؛ لضبط جهات الصرف، وفق قاعدة بيانات موحدة، تشرف عليها الدولة فيما يمكن تسميته بـ (المجلس الأعلى للزكاة)، أو (بنك الزكاة)، وتنوع أوعية الصرف وفق فئات أو شرائح معينة، وكان يمكن لهذا المشروع أن يشغل آلاف العاطلين عن العمل، وأن يقضى على مشكلة الفقر والبطالة، أو على الأقل يخفف من حدتها، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، وعسى أن يأتى هذا اليوم الذى يتحقق فيه هذا الحلم، ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة