حاتم زكريا
حاتم زكريا


فى المليان

مشاعر غاضبة وسد النهضة.. والخير للجميع التعنت الإثيوبى اعتداء على مصر والسودان !

الأخبار

الخميس، 06 مايو 2021 - 05:56 م

 تتملكنى مشاعر وأحاسيس غاضبة وأنا أتحدث عن مشكلة سد النهضة بين مصر والسودان من ناحية وإثيوبيا من ناحية أخرى ويوسفنى أن نكون كمصريين لدينا بعض المشاعر الطيبة تجاه إخوتنا فى أثيوبيا رغم تعنتهم الواضح والمستمر فى التعامل مع قضية ملء وتشغيل السد من جانب واحد باعتباره مشروعا إثيوبيا، فى ظل تعارض هذا التفكير مع كافة القوانين والأعراف الدولية فيما يتعلق بقوانين الأنهار وحقوق الدول المتشاطئة معها، فضلا عن تاريخ مصر مع نهر النيل منذ مئات السنين.. ويكفى ما قاله الرئيس السيسى أكثر من مرة « أنه إذا كان السد يمثل لهم قضية تنمية ونحن لسنا ضدها فإن مياه النيل تمثل لنا قضية وجود «. ومع تقديرى الكبير لوزير الخارجية المصرى سامح شكرى وجهوده المتواصلة وزياراته لعدد من الدول الأفريقية والأوروبية فى الفترة الأخيرة وعرض موقف مصر من قضية سد النهضة بصورة متكاملة وواضحة، فإننى لا أستطيع أن أخفى إعجابى الشديد بوزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدى، وخاصة فيما ذكرته بوصفها تعنت إثيوبيا ورفضها لمطالب السودان ومصر بشأن عدم ملء وتشغيل سد النهضة إلا باتفاق ملزم بأنه يدخل فى خانة المعتدى الذى يستنفد الوقت لإنزال الضرر بالآخرين. جاء هذا الوصف فى إطار بيان أصدرته الخارجية السودانية يوم الأحد الماضى عقب لقاء مريم الصادق المهدى بالرئيس الأوغندى يورى موسفينى فى عنتيبى.. وأعلنت مريم الصادق المهدى من كينشاسا عقب لقائها يوم الإثنين الماضى بالرئيس فيليكس تشيسيكيدى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس الاتحاد الأفريقى فى دورته الحالية أن الرئيس تشيسيكيدى سيقوم - كما أبلغها - بجولة تشمل الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا بخصوص مسألة سد النهضة.. وأبلغ الرئيس الكونغولى وزير الخارجية السودانية بوجود تنسيق بينه بوصفه رئيس الاتحاد الأفريقى والأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأمريكى إلى القرن الأفريقى بغية إيجاد حل لموضوع سد النهضة.. وأكدت مريم الصادق خلال اللقاء ثقة السودان فى قدرة الرئيس تشيسيكيدى على قيادة الاتحاد الأفريقى فى الدورة الحالية والتعامل بجدية ومسئولية مع ملف سد النهضة وإستضافته للمفاوضات..
ولا شك أن مصر وهى تعتمد سياسة ثابتة بعد ثورة 30 يونيو 2013 هدفها البناء والتعمير تبذل جهداً خارقاً فى محاولة ترويض أبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى الحالى للدخول فى مفاوضات جادة تعطى كافة الأطراف حقوقهم العادلة دون جور وظلم، وهو الأمر الذى دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى القول « إن حقوق مصر المائية خط أحمر «.. وهو ما يعنى أن إصرار أبى أحمد على إضاعة الحقوق المصرية والسودانية يمثل خطا أحمر بالنسبة لنا لن نستطيع أن نفرط فيه.. ونبذل قصارى محاولاتنا لتجنب أى صدام عسكرى لأن هدفنا فى البداية والنهاية هو البناء والتعمير.. ولعلنا نتذكر كلمات الزعيم الخالد جمال عبد الناصر للرؤساء والملوك الأفارقة فى اجتماع منظمة الوحدة الإفريقية بقاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة الدول العربية بالقاهرة فى 18 يوليو 1964 عندما قال : « نحن جميعاً فى نفس القارب نواجه التحدى الحقيقى لمطالب الحرية والحياة «.. وعلينا أيضا أن نستعيد ذاكرة الأحداث وتتذكر المشهد المسرحى الخطير الذى وضع فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد أمام الجميع بعد توقيع اتفاقية المبادئ وهو الأمر الذى يعلنه الرئيس السيسى فى كل اجتماع أو مناسبة وهو أنه من حق إثيوبيا أن تقيم سدا لتوليد الكهرباء ونحن لا نعترض على ذلك، ولكن يجب أن يكون هناك اتفاق ملزم لمواعيد تشعيل وملء السد بمشاركة الأطراف الثلاثة.. وقال الرئيس السيسى لأبى أحمد قل : « والله.. والله.. أنا لن أضر مصر بأى ضرر « وكرر هذا « الحلفان « أكثر من مرة.. ونطق الرجل الكلمات « باللغة العربية المكسرة «.. قلنا وماله.. المهم يلتزم بالحلفان.. وطلع لا بيلتزم بحاجة.. ولا حاجة.. ولا أريد الخوض فى أى حاجة أخرى.. لأننا لا نقبل المهاترات رغم أن كل حاجة ظهرت أمام العالم !!
ولم يفقد الرئيس السيسى الأمل فى أن يتمكن من إصلاح أحوال السيد أبى أحمد الذى ضحك على العالم وحصل على جائزة نوبل للسلام بعد أن نجح فى التصالح مع إريتريا والتى استغلها فيما بعد فى تعذيب مواطنيه فى تيجراى !..
والمهم إننا قلنا مزيد من الصبر وكان التدخل الأمريكى وطلب إجراء مفاوضات بالولايات المتحدة الأمريكية تشارك فيها مصر والسودان وإثيوبيا بإشراف صندوق النقد الدولى ووزير الخزانة الأمريكى.. ولم يبق على توثيق الاتفاق سوى توقيع ممثل أثيوبيا الذى هرب وتحجج.. وضاعت الاتفاقية !!
وهكذا عشنا فى مأساة إلى أن جاء الملء الأول لسد النهضة وكان من نتيجته أوضاع كارثية بالسودان الشقيق.. فكانت نقطة تحول مهمة فى أن يكون السودان أكثر إصرارا على أن يكون الملء الثانى لسد النهضة لا يتم إلا باتفاق الأطراف الثلاثة باتفاقية ملزمة وفقاً للقواعد الدولية المتعارف عليها..
أضف إلى ذلك احتلال قوات إثيوبية لأراضى سودانية تمكن الجيش السودانى فيما بعد من استرداد معظمها ووضع قوات بها لتأمينها !!
وقبل هذا وذاك نزوح الآف الإثيوبيين المهاجرين هربا من نار الحرب فى تيجراى وتوفير الإعاشة الكاملة لهم فى بلد أنهكته الحروب والأوبئة !!
هذا هو السودان الذى يملك نصف سلة غذاء العالم يحاول أبى أحمد أن يعمق جراحه ويزيد من سوء أحواله المعيشية والبيئية.. وهذا هو شعب مصر الذى تنبه إلى أساليب أبى أحمد الملتوية الذى لا يبقى على أقرب الناس إليه !!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة