الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام


«الإفتاء» توضح حكم عبارات التهنئة في الأعياد

كرم من الله السيد

الجمعة، 07 مايو 2021 - 01:18 م

أكد الدكتور شوقي علام أن الدعاء بدوام الخير هذا العام والأعوام القابلة، وكذلك مقولة «عيدكم مبارك»، فهي خبر في اللفظ، ودعاء في المعنى؛ أي : «جعل الله عيدَكم مباركًا».

كل عام وأنتم بخير.. كلمة تقال في أيام الأعياد والمواسم، تعارف الناس أن يُهنِّئ بعضُهم بها بعضًا، وهي جملة خبرية لفظًا، إنشائية معنى.

والتهنئة في أصلها : هي الدعاء لمن أصابه خير، وإظهار السعادة لأجله.

وقال العلامة الأمير الصنعاني في «التنوير شرح الجامع الصغير» «5/ 370، ط.. مكتبة دار السلام»: «هنأته»، أي : دعوت الله له أن يهنيه ما أولاه، وأظهرت السرور بما ناله.

والدعاء عبادة مأمور بها على كل حال؛ قال تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» «غافر: 60»، وقال سبحانه: «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً» «الأعراف: 55»، وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» أخرجه ابن ماجه في «السنن»، وأحمد وأبو داود الطيالسي في «مسنديهما»، والبخاري في«الأدب المفرد»، والطبراني في «المعجم الكبير»، وصححه الحاكم في «المستدرك».

ورغَّب الشرع الشريف في خصوص دعاء المسلم لأخيه، وبيَّن أنه مستجاب؛ فعن عبد الله بن يزيد قال: حدثني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: «إِنَّ دُعَاءَ الْأَخِ لِأَخِيهِ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُسْتَجَابُ" أخرجه الإمام أحمد في «الزهد»، والبيهقي في «شعب الإيمان»، والبخاري في «الأدب المفرد»، وابن المبارك في «الجهاد»، والدولابي في «الكنى والأسماء».

وبناءً على ذلك: فإنه يستحب للمسلم تهنئة أخيه في كل ما يصيبه من الخير سواء كان ذلك في الأعياد العامة أم كان في المناسبات الخاصة، ويجوز له ذلك بكل لفظ يحمل معنى الأماني الطيبة والدعوات الصالحة مما اعتاد عليه الناس بينهم، ومن ذلك قولهم: «عيدكم مبارك»، أو «كل عام وأنتم بخير»، بل يستحب التهنئة بهما؛ لما فيهما من الدعاء بالخير، والتبشير به، وأما نفي جواز ذلك أو القول ببدعيته لمشابهته لقول الكفار: فهو كلام باطل؛ إذ المنهي عنه في مشابهة الكفار هو مشابهتهم في عقائدهم الكفرية أو عاداتهم التي ورد النهي عنها في شرعنا، أما ما لم يرد عنه نهي في شرعنا من عاداتهم أو أقوالهم الحسنة فلا يشمله النهي عن التشبه بهم، بل هو مما يندب فعله.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة