هشام عطية
هشام عطية


قلب مفتوح

بتهزر.. بتهزر!

أخبار اليوم

الجمعة، 07 مايو 2021 - 06:07 م

 لسنا فى حاجة للتأكيد على بديهيات راسخة منذ بدء الخليقة، أنه لا فضل للأغنياء فى أنهم وجدوا أنفسهم أغنياء، ولا ذنب للفقراء أنهم وجدوا أنفسهم فقراء، فى النهاية هى مقادير تجريها السماء على كل البشر من الميلاد وحتى الممات.
الثراء فى أى مجتمع طالما جاء بطرق شرعية ليس "سبة" من حق الأثرياء ان يتمتعوا بما أنعم الله عليهم، الفقر أيضا ليس تهمة تدين من قدر الله عليه رزقه. ولكن الجريمة التى ترتكب فى حق المجتمع  أن تحول جرعة شديدة الاستفزاز من الإعلانات التلفزيونية الرمضانية هذا التفاوت فى الدخول والذى يمكن أن يكون طبيعيا  فى أى مجتمع إلى بارود  طبقى يسكن الصدور يثير الاحقاد والضغائن بين أثرياء المجتمع وفقرائه يمكن اذا اشتعل فتيله - لاقدر الله - أن يكتوى الجميع بنيرانه.
سيل من الإعلانات عن سلع استفزازية منتجعات وقصور وفيلات تتجاوز أسعارها ارقاما خيالية تذاع لشعب يعيش حوالى ٣٠% من مواطنيه تحت خط الفقر حسب احصاءات رسمية. بينما يدبر "المستورين" من باقى سكانه احتياجاته الضرورية بعد عناء شديد.
والأكثر استفزازاً فى المقابل سيول اعلانات التبرعات للجمعيات الخيرية والمستشفيات أبطالها من الفنانين والاثرياء الذين يعيشون فى هذه المنتجعات شديدة الفخامة يطالبون الفقراء والمستورين باستقطاع جزء من دخولهم لهذه المؤسسات الخيرية التى توفر لقمة لبطن جائع وهدمة تستر جسد عار وجرعة دواء لمريض لا يجد ثمنها!.
خطورة التباهى بالحياة فى هذه المجتمعات المترفة وانماط الاستهلاك الاستفزازية لفئة من المواطنين بينما السواد الأغلب يعانى من شظف العيش يمكن ان يخلق تصدعات وشروخ اجتماعية كارثية وان يثير تطرف الطبقية فى النفوس ويسهل للمتربصين باستقرار هذا البلد وتماسكه وان ينفثوا السموم والتشرذم والاحتقان وان ينفخوا فى نيران الفرقة ليثيروا الاحتراب بين أبناء هذا الوطن.
بعيدا عن الطبقية والانشقاقات التى يمكن أن تشعلها هذه الإعلانات الاستفزازية فإن خفة دم المصريين على السوشيال ميديا دائماً حاضرة فقاموا بعمل اعلانات موازية على طريقة اعلان بتهزر بتهزر تسخر من واقعهم ومن هذه الإعلانات المستفزة والتى أرى أن ضررها أكثر من نفعها وانها لا تحقق أى فائدة حتى لأصحابها من المعلنين لأنها تعرض فى التوقيت الخطأ وعلى الجمهور الغلط.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة