الجمعة، 07 مايو 2021 - 06:20 م

المسلسل الملحمى «الاختيار» بجزءيه الأول الذى عرض فى رمضان الماضى وجسد بطولات وتضحيات رجال القوات المسلحة المصرية فى مواجهة الإرهاب والفكرالمتطرف متخذا من حكاية البطل الشهيد «أحمد منسى» نموذجا لهذه التضحيات التى قدمها الرجال وفى نفس الوقت قدم الصورة الحقيقية لما يحدث فى سيناء والمؤامرة عليها لاقتطاعها من جسد الوطن، والجزء الثانى من «الإختيار» هذا العام والذى يتناول بطولات وتضحيات رجال الشرطة المصرية فى مواجهة إرهاب جماعة الاخوان الإرهابية وأذرعها المسلحة المختلفة والمتنوعة، مركزا على جهود رجال الشرطة فى مواجهة هؤلاء الخونة والمتطرفين، لا شك أنه ليس مجرد عمل درامى فقط بل بمثابة ملحمة وطنية توثيقية توضح وتبرز الوجه القبيح للجماعات والتنظيمات المتطرفة والارهابية الذين اتخذوا من الدين ستارا لأفعالهم، وتآمروا وخانوا الوطن وحاولوا هدم اركانه من خلال جرائمهم البشعة من قتل واغتيال وتفجيرات ترفضها كل الشرائع السماوية وغيرها، وفى نفس الوقت تجسد الملحمة الوطنية بطولات لرجال عاهدوا الله واقسموا أن يحموا الوطن بكل السبل حتى ولو بأرواحهم، ويرصد «الاختيار» بجزءيه الأول والثانى احداثا واقعية عشناها جميعا من عام 2013 ويوثقها بالصوت والصورة، لتكون وثيقة تاريخية للأجيال القادمة، وهذه الأحداث ستكون مجرد صفحات فى كتب التاريخ يحفظها،ولكن ما نخشاه المذكرات الشخصية أو الشهادات التى يدلى بها أشخاص يزيفون الوقائع والاحداث لهوى فى أنفسهم، أومصالح لدول أخرى يرتبطون بها، ومن هنا تأتى أهمية التوثيق الدرامى الذى يحدث وأعتقد أنه سيستمر، وكلنا نعرف أهمية تأثير الدراما فى معركة الوعى ومواجهة التزييف الذى يمكن أن يحدث، فتعرض الدراما للأجيال القادمة الحقيقة الكاملة التى تخرس الالسنة وتواجه التزييف اذا  حدث، فلو كانت السينما وثقت جرائم الإخوان بعد ثورة يوليو 1952 توثيقا حقيقيا، ما كان الشعب المصرى تعاطف معهم فى 2012 .  
«الإختيار» مشروع توثيقى وطنى لفترة من أهم الفترات فى تاريخ مصر المعاصر، لتعرفه وتحفظه الأجيال ليعرفوا أن هذه التنظيمات وتجار الدين هم خونة الأوطان الذين يجب ألا نثق فيهم مرة أخرى مهما مرت السنوات وتغيرت الظروف، فالخيانة فى دمهم.. وإعادة عرض هذه الاعمال بين الحين والآخر يجعل الأجيال المتعاقبة على معرفة ودراية بما حدث.. فكرهم دائما بـ»الاختيار» لانه يوثق جرائمهم «علشان» تنكد عليهم دائما .