محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


كل سبت

المارد الصينى يتسلل

محمد عبدالوهاب

الجمعة، 07 مايو 2021 - 07:02 م

رغم انه يربك العالم كله وينثر الخوف والهلع فى كل مكان يبقى فيروس كورونا هو الرقم الصعب فى كل المعادلات الاقتصادية بل والاجتماعية فى العالم لافرق بين غنى وفقير متقدم ونام الجميع خائفين بل خلق الفيروس المرعب نوعا جديدا من الصراعات بين الدول نحو القيادة والنفوذ وظهرت على السطح مع كورونا حرب باردة جديدة بجذور قديمة -بين امريكا والصين.
حقيقة ان  كورونا ليست هى محور الصراع بين واشنطن وبكين كما ادعى الرئيس السابق ترامب بل هى ذريعة تتخذها امريكا لكبح جماح المارد الصينى الذى يصعد بسرعة كبيرة نحو منافسة شرسة مع واشنطن على النفوذ بالعالم فالصعود الصينى طبيعى وقائم على ابعاد اقتصادية وفوائض مالية قياسية تجاوزت 4تريليونات دولار حتى ان بكين هى اكبر مستثمر فى اذون الخزانة الامريكية بقرابة تريليونى دولار وصعود الصين السريع يوازيه تراجع أمريكى وللحق الصين ليست محصنة من أمراض داخلية تخصها قد تكون أشد فتكا بل الأخطر من الازمات الامريكية اهمها ثغرات عقدها الاجتماعى حيث لا تزال الطبقة الوسطى فى حدود مائتى مليون بينما قرابة مليار هم من الطبقة العاملة الفقيرة.
البعض يتحدث عن صعود الصين وقدرتها على القيام بالدور الذى انفردت به امريكا منذ نهاية الحرب الباردة مع السوفييت فى تسعينيات القرن الماضى إلا أن بكين غير مؤهلة على قيادة العالم بديلا لواشنطن او حتى منافستها وازاحتها من عرش العالم حاليا.
ورغم حرص بكين على الترويج لدورها باعتبارها فاعلًا تنمويا إلا أن رغبتها فى الحفاظ على مصالحها الاقتصادية فى المستقبل سوف تدفعها تدريجيا للتخلى عن دورها السياسى المتحفظ فى كثير من الملفات الإقليمية والدولية من أجل التأثير على الأوضاع السياسية فى العالم وهو ما سيجعلها تدخل فى منافسة مع واشنطن عاجلا او آجلا.
الصين تصعد وتراهن على الزمن لان امريكا لم تظهر فجأة فقد انغلقت على نفسها عقوداً شيدت نظامها السياسى وحققت طفرة اقتصادية وأسست جيشاً قوياً وازاحت بريطانيا وفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية اما المارد الصينى فيتسلل ببطءٍ ويحتاج وقتا ليكون قوة عالمية ثانية والمشاركة فى قيادة العالم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة