الجمعة، 07 مايو 2021 - 07:24 م

مصر والسودان يتغيران للأفضل.. وتدخل العلاقات بينهما لمرحلة جديدة من النضج.. أهم ما يميزها هو التركيز على المستقبل والانفتاح على العالم بعيون وقلوب مفتوحة.
نعم.. لا تنحصر الروابط والعلاقات وآفاق التعاون بين البلدين على ملف واحد مهما كان مهما وجادا وخطيرا.. بل علينا حرث الأرض لزرع جديد فى هذه العلاقات تكون فيه القاهرة جسرا لانفتاح السودان على البحر المتوسط  وأوروبا.. مثلما تمثل الخرطوم معبرا لمصر نحو عمقها الأفريقى.
وفى تقديرى أن أكثر ما تحتاجه العلاقات المصرية السودانية الآن (مع كل الاهتمام بالأبعاد الأخرى) هو الملف الزراعى من خلال مشروع عربى ضخم يضم السعودية والإمارات، ويمكن أن يتوسع مستقبلا ليضم دولتى جنوب السودان والكونغو الديمقراطية.
فقد قفزت أسعار الغذاء العالمى لمـسـتـويـات غـير مسبوقة منذ ٧ سنوات، كما تؤكد مـنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» وقالت  إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت للشهر الحادى عـشر عـلى التوالى، وأن ١٥٥ مليون شخص من ٥٥ دولة فى العالم يعانون من انعدام حاد فى الأمن الغذائى بزيادة ٢٠ مليون شخص عن العام السابق!!
والحمد لله أن مصر أحدثت ثورة زراعية على أرضها خلال الأعوام الستة الماضية باستخدام التكنولوچيا، وأقامت مئات الآلاف من الصوب الزراعية فى صحاريها الممتدة غطت جزءا كبيرا من فجوة الغذاء.
وبالمقابل اذا كان الشعب السودانى يعانى فى جزء من مشاكله من أزمة غذاء وارتفاع أسعاره نتيجة لأخطاء فترة حكم البشير.. فلنا أن نتصور كيف يمكن للمشروعات الزراعية المشتركة أن تحقق لنا عوائد ضخمة من التصدير بعد تغطية احتياجات السوق المحلى!
أتصور أن القطاع الخاص والبنوك بالاشتراك مع المعاهد العلمية والجامعات يمكن أن يقودوا هذا العمل النافع المهم، بشرط وجود ضمانات حكومية.. وسنحصد سريعا بإذن الله.