التمر المغلى فى اللبن مظهر احتفال النوبيين فى العيد
التمر المغلى فى اللبن مظهر احتفال النوبيين فى العيد


مظاهر العيد بالمحافظات .. لايـوقفـهــا وبــــاء

نقش «الحناء» للنساء والتمر المغلي في اللبن طقوس نوبية في العيد

مصطفي وحيش

الجمعة، 07 مايو 2021 - 08:30 م

للعيد فرحة وبهجة تختلف من جيل لآخر طبقا للفئة العمرية وعادات وتقاليد القرية أو القبيلة ونجد أن مظاهر الاحتفال بالعيد فى محافظة أسوان تختلف عن باقى المحافظات لتميزها بالتعدد القبلى، بالاضافة إلى كثرة المقيمين بها من كل محافظات مصرالتى اتخذوها موطنا لهم، فنجد القبائل العربية والنوبية والعبابدة والبشارية بالاضافة الى الأسوانيين.


وتختلف مظاهر العيد بينهم اختلافا طفيفا بسبب انصهارهم فى بوتقة واحدة هى محافظة أسوان ويظل جوهرها واحدا، تجمع بينهم عادات أساسية متشابهة فى المعيشة ووجبات الطعام.


فى الثلث الأخير من شهر رمضان تبدأ الأسر فى التسوق لشراء ملابس العيد للأطفال، كما تبدأ السيدات والفتيات فى إعداد مخبوزات العيد من بسكويت وكعك وغريبة بالاضافة الى خبز «المنين أو القرص» التى تقدم كرحمة على الأموات عند زيارة المقابر بعد صلاة العيد مباشرة.


كما تحرص السيدات على القيام بأعمال تنظيف وتجميل البيت بدقة شديدة تصل الى درجة غسيل السجاد والستائر وفك الشبابيك وغسلها ونجد الاختلاف بين القبائل فى بعض التفاصيل الصغيرة.

حيث تبدأ سيدات وفتيات أهل النوبة الاحتفال بعيد الفطر بالتفنن فى رسم نقوش الحناء على أيديهم وأرجلهم، وأيضا الرجال.


وتقول «كريمة عبده حسن - الشهيرة بكريمة بكار»: «من بين الطقوس المرتبطة بالنوبة أو النوبيات تحديداً رسم الحنة مع أواخر أيام رمضان استعداداً للعيد، فالمرأة المتزوجة تقوم برسم القدم والأيدى، أما غير المتزوجة فترسم يدها فقط، أما بالنسبة للعادات المعروفة فى كل مكان مثل تعليق الزينات، فأحياناً تتواجد ولكنها زينات ذات أشكال نوبية كذلك تناول البلح على الإفطار ولكن معروف أن النوبيين فى أى مكان لا يعترفون إلا بالبلح الأسوانى بمختلف أنواعه.


وقال محمد ربيع مظاهر الاحتفال بالعيد فى النوبة تقوم فى الأساس على صلة الرحم التى لا تنقطع، وتستقبل النوبة العيد أولا بحرص النساء على زيارة السيدات اللاتى فقدن عزيزا لديهن وهو نوع من المواساة المجتمعية والشد من الأذر والتخفيف من حزن أهالى المتوفين فى أول عيد يمر عليهم بدونهم، بينما يتوجه الرجال إلى المقابر لزيارة الموتى ثم يعودون لأداء صلاة العيد وتبادل الفاكهة والتمر المغلى فى اللبن، وأضاف أن النوبيين حريصون على تبادل الزيارات صباح يوم العيد وتستهل العائلات أول يوم بزيارة العوائل وكبار السن وتستمر حتى الظهر ليتوجه الجميع بعده إلى المضايف لتناول الغداء الجماعى.

 
ويقول شعبان رشاد قبل العيد بأيام يحرص الرجال على شراء الأسماك وحفظها استعدادا لإعداد وجبة غذاء أول أيام العيد التى تتكون من صوانى السمك بالصلصة وتسمى «السخينة» وعيش السناسن.


وتقول أمل محمد دهب ربة منزل ليلة العيد لا نعرف النوم فيخرج الرجال فى المساء إلى الخيام لمنح الفرصة للسيدات لاستكمال تنظيف المنزل ووضع اللمسات الجمالية الأخيرة وإعداد عجينة الطعمية بالسمسم التى يحرص أهل النوبة على تناولها فى الفطار، يعقبها تناول مشروب القرفة بالسمسم، فيما تحرص النساء على زيارة آخر منزل لديه فقيد «متوفى».


أما قبائل العبابدة والبشارية التى تنتشر فى بقاع كثيرة من المحافظة مثل قرية الغابة بمدينة دراو وخور أبو سبيرة شمال مدينة أسوان ووادى العلاقى وشرق مدينة أسوان وسهول ووديان الصحراء الشرقية فتبدأ مراسم الاحتفال بالعيد لديهم من الثلث الأخير من شهر رمضان.


ويقول عوض هدل أحد عواقل قبائل العبابدة والبشارية ان الثلث الأخير من الشهر الكريم يشهد تبادل الدعوات بين شيوخ وعواقل القبائل لتناول وجبتى الافطار والسحور ويتخللهما عمل لجان المصالحات بين القبائل ليأتى العيد بصفحة جديدة بيضاء لا يشوبها أى خلافات بين القبائل ولا تخلو هذه الجلسات من حفلات السمر والغناء بعد إتمام الصلح.


وفى صباح العيد تكون صلاة العيد للرجال فقط و يتوجه شيوخ الأشراف من قرية بلانة الى ساحات الصلاة بالبوادى لإمامة المصلين فى صلاة العيد وبعد الانتهاء من الصلاة تتكفل أقرب قبيلة للبادية التى شهدت صلاة العيد بواجب الضيافة للمصلين وتقدم وجبة الإفطار التى تتكون من لبن الإبل أو النعاج أو اللبن الرايب والفطير والقرص مع لحم وفتة من خبز السناسن كل حسب مقدرته.


فيما تقوم النساء بزيارة مقابر القبيلة القريبة منها وبعدها يتبادل نساء القبيلة الزيارة وتبادل الهدايا التى لا تخرج عن اللبن والفطير والقرص والسكر وسمن الماعز وفى المساء يتبادل الرجال زيارة خيام القبائل للتهنئة بالعيد ويقدم للضيوف مشروب «الجبنة» القهوة العربى وتقام حفلات السمر والغناء والرقص بالسيوف وفى باقى ليالى العيد تقام حفلات السمر فى خيمة كل قبيلة، حيث ينقسم الشباب والرجال الى مجموعات طبقا لاهتمامهم فمنهم من يهتم بالشعر وآخرون بالنميم وهو نوع من الغناء الشهير لدى هذه القبائل.


فيما تحرص القبائل العربية والأسوانيون على اصطحاب أسرهم لصلاة العيد وبعدالانتهاء من صلاة العيد تتوجه الأسر لزيارة المقابر وتقديم «الرحمة» -القرص والفاكهة- وبعد زيارة المقابر تتوجه الأسر لمنازلهم لتناول الفطار الذى غالبا ما يكون من الشاى بالحليب مع مخبوزات العيد سواء كانت من الفايش أو البسكويت والكعك والغريبة وبعد ذلك يخرج الرجال والأطفال لتبادل الزيارات مع الأقارب والأصدقاء وتقديم العيدية للأطفال فيما تظل النساء فى البيوت لتجهيز وجبة الغداء التى تتكون من صوانى السمك سواء كانت بالطحينة -أو قمر الدين -والقراصيا- والتين المجفف أو بالصلصة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة