الجمعة، 07 مايو 2021 - 08:51 م

 ملحمة وطنية يسطرها الجزء الثانى من مسلسل«الاختيار2»وتجسد أحداثه بطولات الشرطة المصرية وتضحيات أبنائها فى السنوات العشر الأخيرة، يعد استكمالا لمشروع وطنى توعوي، يرصد كيف تصدى رجال القوات المسلحة والشرطة للإرهاب والتنظيمات المتطرفة الممولة، ولا يرغبون فى استقرار الدولة وكما يبرزالعمل الوجه القبيح لأعداء الوطن فى الداخل الذين حاولوا هدم الدولة بأفعال تخريبية وجرائم بشعة لم يسبق لها مثيل، ويقدم العمل فى كل حلقة تضحية جديدة من تضحيات أبناء الوطن، وتظهر فى الوقت نفسه مدى بشاعة وكراهية الجماعة الإرهابية لهذا الوطن وأبنائه .

لا شك أن تصدر النجمين كريم عبد العزيز واحمد مكى بطولة الجزء الثانى من «الاختيار» كان سببا مباشرا فى نجاح العمل والتفاف الجمهور حوله منذ بداية الحلقات الأولى حيث قدم الثنائى فى أول لقاء فنى يجمع بينهما ملحمة فنية أعاد فيها كل منهما اكتشاف نفسه ويكتشفهما الجمهور من جديد فى مناطق إبداع لم يروهما فيها من قبل.

ونجح الفنان كريم عبدالعزيزأن يقنع الجمهور بأداء واثق وقوى وبسلاسة تامة بأنه ضابط حقيقى يواجه إرهاب الجماعة الإرهابية فى الشوارع والميادين، فقدم شخصية ضابط الأمن الوطني»زكريا يونس»الإنسان فى المقام الاول، بتركيزه على الجوانب الإنسانية والنفسية فيها، قدم عشرات المشاعر المختلطة، ما بين حبه لوطنه وعلاقاته الانسانية بزملائه الذين استشهدوا فى معركة الوطن ضد الإرهاب..  وتمكن كريم عبد العزيز أن يقنع الجمهور بأنه ضابط حقيقى يواجه إرهاب الجماعات الإرهابية الذين يريدون النيل من الوطن، بثبات وجدية ملما بكل تفاصيل الشخصية وممسكا بأبعادها النفسية والجسدية ليصل لحالة من التوحد والنضج معها، وحافظ على تفاصيل شخصية الضابط الجاد الذى يتعامل مع مجرمين وارهابيين، دون انفعال زائد قد يفسد الملحمة الوطنية، واضاف للشخصية لمسة من خفة ظله وقفشاته الكوميدية وافيهاته كسرت خشونة الشخصية متشبعاً بالشخصية وبأداء أكثر من رائع، ليصل إلى أكبر درجات النضج الفنى.. أما الفنان أحمد مكى فقدم اداءا مبهرا لشخصية ضابط العمليات الخاصة فى البداية ثم ضابط الامن الوطنى فيما بعد»يوسف الرفاعي»وهى شخصية جديدة لمكى لم يقدمها من قبل، ولكن يوسف الرفاعى اكتشفت بداخل «مكى» منطقة ابداع جديدة وقدم أداء سلسا بلا تشنج أو افتعال، كما أنه نجح باقتدار فى المحافظة على شعرة معاوية التى تفصل بين تقديمه شخصية ضابط يواجه الإرهاب يتمتع بالصرامة والشدة وبين الكوميديان الموجود بداخل مكى نفسه، فأضاف لمسة كوميدية وخفة ظل على شخصية الضابط، ونجح مكى فى تقديم التراجيديا والأكشن مع خفة الظل والأفيهات الموظفة فى الحدث وتناسب طبيعة الشخصية كما خطف أحمد مكى الأنظاربتقديم الجانب الانسانى لشخصية الضابطو فرومانسيته مكى وأداؤه المميزالذى ظهر به جعل الجمهور يلتف حوله خاصة المشاهد الرومانسية التى جمعته بالنجمة الشابة أسماء أبواليزيد «عالية» خطيبته .

أداء كل من كريم عبد العزيز وأحمد مكى اتسم بالتلقائية الشديدة، والبساطة الآسرة على نحو جعل الجمهور يصدقهما سريعاً، لم يقعا فى فخ الأداء المبالغ فيه تحت مظلة البطولة والوطنية، فكان هذا الثنائى مع باقى ابطال العمل سر نجاح هذه الملحمة الوطنية.