أرشيفية
أرشيفية


صاحب اليد البطالة «يقتل أبيه»

ناجي أبو مغنم

السبت، 08 مايو 2021 - 01:20 ص


بينما الجو شديد الحرارة في أحد أيام رمضان، والناس مشغولون بعباداتهم، وحريصون على التقرب إلى الله في هذه الأيام المفترجة والتزود من الطاعات، وفعل المحسنات لنيل المزيد من الحسنات، إلا أن هناك من يأبي أن تمر هذه الأيام بسلام دون تعكير صفوها على غيره.

اقرأ أيضا|حبس تشكيل عصابي لإتجارهم بـ«الأفيون» فى سوهاج


فقد غابت هذه الأجواء في أحد منازل منطقة الهرم، التي عاشت ساعة حزينة بكت فيها جدران المنزل وهي تشاهد جريمة يندى لها الجبين وتعتصر لها القلوب وتدمع على إثرها عيون السامعين.


حيث يعيش عجوز ستيني، عمر عمرًا طويلًا وسعى في الأرض من أجل أولاده 6 عقود كاملة وما يزيد، عمل لأجل الإنفاق عليهم وتدبير احتياجاتهم المتزايدة يوما بعد يوم، لم يبخل عليهم ذات مرة، ولم يدخر جهدًا أو وقتًا في سبيل إسعادهم، تحمل عناء الدنيا وتعبها وواجهها عن طيب خاطر من أجل أولاده.


 وعندما كبر هذا المسكين وحان وقت راحته بعدما شعر أنه أدى رسالته، ولكن تمكن منه المرض وأصبح عليلا، رهينا للأمراض التي سكنت جسده الهزيل، يقبع على سريره في غرفه لا تسمع إلا آهاته وآلامه كلما اشتد عليه الداء.


لم ير الشارع المطل عليه منزله منذ شهور، فقد أقعده المرض وأعجزه عن الحركة، لا يحتاج من الدنيا إلا ابنا بارًا يحفظ جميل والديه ويرعاهم في أيامهم المتبقية، يلبي احتياجاتهم يرعى مصالحهم ويوفر متطلباتهم ويبادرهم بالابتسامة التي لا تشعرهم بالامتعاض من خدمتهم.


زاد الوهن على الأب مع تقدم السن وزاد معه الخجل من الحاجة للآخرين حتى لو كانوا أبنائه، فلذة أكباده الذين طوق أعناقهم طوال سنوات عمرهم بما منحهم إياه.


وبينما يتواجد الأب كعادته على سريره الذي لا يفارقه ومعه في نفس المنزل يقيم ابنه العاطل عن العمل، والذي ترك الشيطان يتلاعب في عقله بالأفكار المسمومة، التي تغب الله، وخرج الابن الثاني على رزقه في الفرن التي يعمل بها، ملبيا لنداء ربه بالسعى على كسب العيش.


وعندما فتح الابن العائد من عمله، باب منزله، في نهايه يومه، قبل ضربات مدفع الإفطار، وإذا بأول نظرة يلقيها على أرضية بيته تفجعه، وتصيبه بالذهول يدخل في متاهة ودوامة، وكأنه فاقد للوعي، بعدما وقعت عيناه على أبيه ملقيًا على الأرض وآثار الذبح في رقبته والدم «ملطش على ثياب»، ورأسه متهشمة من آثر السقوط عليها.


لم يتمالك نفسه ودخل في نوبة بكاء، على من سهر وربى، وواصل الليل بالنهار في عمله، وجد أبيه الضعيف المسكين غارقًا في دمائه مغلوبا على أمره.


لم يتخيل أن يكون شقيقه السبب في وفاة ابيه، فأسرع لإبلاغ الشرطة التي سرعان ما وصلت لتلقى بالصاعقة على الابن المكافح وتخبره بعد اتخاذ إجراءاتها بما حطم قلبه، وتتوصل إلا أن شقيقه هو من قتل والده.


فقد استغل «الجاني» وجود أمه وشقيقه في عملهما، واستاء من نداء والده الذي يستنجد به، ولم يجد أقرب من السكين في المطبخ ليرد بها على نداء أبيه ويرتكب جريمته التي لا تغتفر بعدما أودى بحياته قبل أن بفر هاربًا. 


كان قسم الهرم قد تلقى بلاغا من شاب يعمل «فرانًا»، يفيد بأنه عقب عودته للعمل، اكتشف جثة والده، 61 سنة، مقتول داخل الشقة، وعلى الفور انتقلت قوة من المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين أن المجني عليه مصاب بجرح ذبحي في الرقبة نتيجة التعدي عليه بآلة حادة (سكين)، وتبين أيضًا من المناظرة أن الجثة فيها تهشم بالجمجمة من الخلف، نتيجة ارتطامها في الأرض.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة