الفانوس الفاطمى
الفانوس الفاطمى


«الفانوس الفاطمي» أشهر معالم شهر رمضان بالفيوم

محمود عمر

السبت، 08 مايو 2021 - 12:07 م

في شارع الورشة بوسط مدينة الفيوم يقع محل  محمود عبد السلام أحد أشهر صناع الفانوس الفاطمى القديم، وأول ما يلفت انتباهك هو الأشكال الكثيرة للفانوس الفاطمي والتي يتم تصميمها بشكل هندسي جميل على هيئة مثلث ونجمة ويتم تعليقها في مدخل المحل لتجذب أنظار المواطنين، حتى أن معظم المواطنين اعتبروه من أحد أشهر معالم شهر رمضان بالفيوم، وعلى الرغم من ارتفاع أسعاره مقارنة بالأعوام السابقة إلا أنه مازال محتفظًا بقيمته لصناعته من النحاس ووضع الشمعة بداخله أو اللمبة مثلما يطلبه الزبائن.

اقرأ أيضا | حكايات| آية محسن.. «اسكندرانية» اكتشفت كنزًا بالألوان في «الزلط»

يقول محمود عبد السلام  أن مصر تعتبر من أكثر الدول الإسلامية استخداما للفانوس كتقليد في شهر رمضان المبارك ويعود هذا التقليد إلى العصر الفاطمي حيث كان يُصنع الفانوس من النحاس ويوضع بداخله شمعة، وبعد ذلك أصبح يصنع من الصفيح والزجاج الملون حتى أصبح يصنع الآن من البلاستيك ويعمل بالبطاريات وله أشكال مختلفة، إلا أن الفانوس الفاطمى له شكل مميز ومختلف ويشعر معه الأطفال والكبار بشهر رمضان لما له من تقليد توارثته الأجيال على مر العصور .

ويشير إلى أنه ورث مهنة صناعة الفوانيس من الصفيح والزجاج الملون ذات الأحجام الكبيرة التى توضع بداخلها لمبة كهرباء والصغيرة التى تعمل بالشمع أبًا عن جد، وفى الخمسينيات والستينيات كنا نعمل على تصنيع الفانوس الذى يوضع بداخله «لمبة جاز» لإضاءة الشوارع بالقرى والمدن طوال العام وكان سعره 25 قرشا أما الآن وصلت قيمته إلى أكثر من 300 جنيها.

ويتابع إلى أن أسعار الفوانيس تتراوح ما بين 30 جنيها للحجم الصغير الذى يضاء بالشمع ويتم تصنيع ما يقرب من 30 ألف فانوس من هذا النوع و 300 جنيها للفانوس الكبير الذى يرتفع إلى 175 سم ويتم تصنيعه بأشكال عدة من بينها: «شمامه ، برميل ، برج ، لوتس ، شوبيس ، بولات ، نجمه ، مصحف» ويتم تصنيع ما يقرب من 3 آلاف فانوس من تلك الأنواع فى شهر رمضان من كل عام.

ويؤكد أن هناك العديد من القصص التى تتحدث عن أصل الفانوس الذى كان يسمعها من أجداده منها أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوراع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق ويحمل كل طفل فانوسه ويغنوا معا، وهناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضئ شوارع القاهرة ليلا طوال شهر رمضان فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها، وقصة ثالثة تؤكد أنه خلال العصر الفاطمي لم يكن يسمح للنساء بترك منازلهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوسا لتنبيه الرجال وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس، وفي المجمل أيا كان أصل الفانوس إلا أنه يظل يحمل طابعا خاصا بشهر رمضان وانتقل من جيل إلى جيل خاصة الفانوس الفاطمي.

ويرى أن الفانوس الصيني الذي يتشكل على هيئة جمال وميكي ماوس وأحصنة وباقي الأشكال الأخري على هيئة مقدسات إسلامية بعيدة كل البعد عن الفانوس الذي أدخله الفاطميون إلى مصر وعرف من يومها وكانت تتزين به مداخل وحجرات القصور الملكية ودواوين العمد وكبار القوم من الأعيان، وعلى الرغم من ضعف الإقبال على الفانوس الفاطمى مثل السنوات السابقة إلا أنه ما زال محتفظَا برونقه وعبقه الذى يدل على الأصالة ويذكرنا بشهر رمضان المبارك بأشكاله الهندسية المميزة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة