أسماء أحمد عوض الله منطقة وعظ دمياط
أسماء أحمد عوض الله منطقة وعظ دمياط


بقلم واعظة

فلنُحْيِها بالطاعات

الأخبار

السبت، 08 مايو 2021 - 07:45 م

فضلها عظيم، وثواب العمل فيها جزيل، يكفيها تعظيمًا وتشريفًا أن بها ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر؟!، التعبد فيها خير من ألف شهر؛ إنها العشر الآواخر من رمضان.
حينما نتتبع فعل النبي-صلى الله عليه وسلم- فى هذه العشر المباركة، نرى أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد فى تحصيل ثوابها بإحياء لياليها، ويحرص على إيقاظ أهله لاغتنام تلك الفرصة؛ تروى السيدة عائشة- رضى الله عنها- فعله-صلى الله عليه وسلم- فى تلك العشر فتقول:«كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ»(رواه البخاري).
ولكن كيف نحيى هذه الليالي؟
-بالمدوامة على ذكر الله -تعالى-من استغفارٍ وحمدٍ وتسبيحٍ وتهليلٍ، وكثرة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، والدعاء مع اليقين باستجابة الله-عز وجل-.
والفضل الأعظم، يكون بقيام هذه الليالى والتهجد فيها لله-جل وعلا-، فإذا أحييت ليلك بالقيام فلتكن فيه خاشعًا مستحضرًا عظمة الله -تعالى-، وحتى تُرزق الخشوع عليك أن تختار المكان الذى تخلو فيه مع الله-عز وجل-؛ فالصلاة لقاء للمحب مع حبيبه، وإذا كبرت تكبيرة الإحرام تدبرها بقلبك قبل عقلك ولتعلم أن الله أكبر من أى عظيم، فإذا شرعت فى القراءة فلتكن متدبرًا، وتمعن عند تلاوتك لفاتحة الكتاب، فهى حمدٌ وثناءٌ ودعاءٌ مستجاب بفضل الله عليك. وحتى تصل إلى تمام خشوعك فلتستشعر الوقوف بين يدى الله-تعالى-وأنك على الصراط واقفًا وللجنة ناظرًا ومن النار خائفًا.فإذا فرغت من الصلاة وقرأت القرآن، فلتقف عند كل آية فيه وقفة المتدبر لكلام الله –تعالى- بقلبه قبل عقله فثواب قراءته عظيم، سيأتيك يوم القيامة شفيع.كما أن النبي-صلى الله عليه وسلم- فى هذه الليالى العشر حرص على الاعتكاف هو وأمهات المؤمنين فقد رُوى عن السيدة عائشة- رضى الله عنها-:( أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الآوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ) البخاري. اعتكف النبى صلى الله عليه وسلم بقلبه قبل جوارحه.. لكن فى ظل هذه الظروف التى تجتاح العالم جراء جائحة كورونا، فالاعتكاف بالمساجد متوقف رفعًا للضرر عن الناس، لكن للمسلم أن يعتكف فى بيته ولو بضع ساعات من الليل يُقبل فيها على الله -عز وجل-بقلبٍ خاشعٍ خاضعٍ يرجو رحمة الله ويخشى عذابه، قلبٌ يعطى إشارةً لكل الجوارح بالإقدام على الله ومراقبته فى السر والعلن فلا يفعل إلا ما يحبه الله ويرضاه. وأخيرًا، اغتنموا هذه العشر، فهى البداية لنا جميعًا للخروج من رمضان ونحن مقبلين على الله عز وجل بدوام العبادة والطاعة والإكثار من الخيرات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة