سهرات رمضان
سهرات رمضان


رغم الإجراءات الاحترازية

سهرات رمضان تتحدى «كورونا»

آخر ساعة

الأحد، 09 مايو 2021 - 09:34 ص

محمد التلاوى

شهر رمضان فى مصر تختلف فيه مظاهر الاحتفال عن بقية دول العالم حيث اعتاد المصريون على الترحيب بقدوم ضيفهم "الشهر الكريم" بطريقتهم الخاصة وعاداتهم القديمة من خلال تعليق الزينة والأنوار والفوانيس بمختلف أشكالها فى الشوارع وعلى واجهات المنازل احتفالا وابتهاجا معبرين بذلك عن فرحتهم بقدوم شهر"رمضان الكريم". 

وتظل للمناطق الشعبية طريقتها وطعمها المميز فى الاحتفال بهذا الشهر الفضيل، بما تضفيه من بهجة وأجواء احتفالية خاصة. 

خلال السطور التالية نتعرف إلى عادات وتقاليد المصريين فى رمضان وسط انتشار "كورونا"، وكيف يقضون يومهم فى ظل الإجراءات الاحترازية، ونرصد انطباع بعض ضيوف مصر الذين يشاركون أشقاءهم المصريين أجواءهم الاحتفالية. 

بينما كانت عقارب الساعة تُشير إلى العاشرة والنصف مساءً، كُنا قد وصلنا لأحد مقاهى حى مصر الجديدة، حيث يجلس مجموعة من الشباب، اثنان منهم كانا مندمجين فى لعب الشطرنج، وثالث ممسكا بموبايله يتصفحه، ورابع يتابع أحد المسلسلات، اقتربنا منهم، وتحدثنا لـ"أحمد إبراهيم"، 25 عاما، محاسب فى شركة خاصة، وسألناه عن كيفية قضاء وقته فى ليل رمضان، فرد مبتسما: "غالبا ما أقابل يوميا أصدقائى على هذا المقهى من بعد صلاة التراويح، ونجلس سويا، ونتناول بعض المشروبات الرمضانية مثل السوبيا والتمر الهندى، وبعض المشروبات الأخرى حيث إن رمضان يحب "السهر واللمة" وبجانب ذلك نقوم بلعب الـ"بلاى ستيشن" فى بعض الأحيان، وغالبا ما نتسحر سويا ثم نذهب لصلاة الفجر".

وقبل أن ينتهى من حديثه قاطعه صديقه محمد صبحي، تاركا قطع لعبة الشطرنج من يده، وقال: "كان واحشنا جدا السهر فى رمضان والاستمتاع بأيامه ولياليه مع بعض بعد ما تسببت فيه أزمة كورونا رمضان الماضى وحرمتنا من أوقات السهر، ورغم عدم انتهاء الأزمة إلا أننا نحاول أن نستمتع بوقتنا ولكن بحذر مرتدين الكمامات محافظين على المسافات فيما بيننا فنحن ننتهز هذه الأيام للتقرب إلى ربنا بالصلاة وقراءة القرآن وبعد صلاة التراويح نذهب للعب كرة القدم أو نتجمع لنجلس على المقهى حتى الساعات الأولى من اليوم التالى ثم بعدها نذهب لبيوتنا لنتسحر ثم نصلى الفجر".

محمد معروف، 37 عاما، يؤكد أنه يقضى معظم وقته مع أسرته فى المنزل ليشاهد ويتابع المسلسلات الرمضانية ولا يخرج مع زملائه فى العمل إلا يوم الخميس من كل أسبوع ليفطر معهم فى أحد المطاعم الموجودة فى وسط البلد أو مصر الجديدة، ويشير إلى أنهم بعدها يتوجهون لشراء الحلويات الشرقية، ويتابع: "نذهب إلى أحد "الكافيهات" فى منطقة شيراتون لقضاء وقت طيب هناك والوقت يمر مسرعا هكذا هو حال الأوقات السعيدة. ويضيف بعد أن ننهى جلستنا نتجه إلى إحدى عربات الفول التى اعتدنا أن نتسحر عليها فى حوالى الساعة الثانية صباحا وبعدها نذهب لنصلى الفجر معا، وكل ذلك فى إطار فرض الإجراءات الاحترازية بيننا من خلال ترك مسافة آمنة وارتداء الكمامة وحمل الكحول والمطهرات وذلك للمحافظة على بعضنا البعض ومن خلالك أحب أن أوجه رسالة للناس برجاء المحافظة على بعضنا البعض باتباع كل الإجراءات الاحترازية وعدم الاستهتار".

فى السيدة زينب التقينا أمير سيد، الذى قال: "رغم أن الاحتفال بشهر رمضان هذا العام يختلف بسبب كورونا، إلا إننا نحاول الاحتفال مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية من تباعد وارتداء الكمامة وحمل الكحول والمطهرات فكما نعرف جميعا أن رمضان بيحب اللمة، وله طقوس مميزة وأجواء احتفالية خاصة لن تجدها إلا فى مصر وتظهر مظاهر الاحتفال الجلية تحديدا فى المناطق الشعبية مثل منطقة السيدة زينب والتى يهتم أهلها بتفاصيل تعليق الزينة والإنارة والفوانيس وغيرها من مظاهر الاحتفال إضافة لوجود مطاعم تقدم أطعمة ذات جودة عالية وأماكن سهر تجذب الجميع لها لذلك اعتدت وزملائى الحضور إلى هنا منذ سنوات للإفطار وغالبا ما يمتد يومنا بعد الإفطار فى المنطقة حتى السحور لنصلى الفجر بعدها فى مسجد السيدة زينب".

وفى أحد محلات الحلويات الشهيرة بالسيدة زينب، كان هناك مجموعة من الشباب عرفنا أنهم طلاب وافدين للدراسة من اليمن والسعودية، سألناهم عن شعورهم وانطباعهم عن الأجواء الرمضانية التى يعيشونها فى مصر وهل هناك اختلاف كبير شعروا به عن الاحتفال برمضان فى بلادهم؟، فيقول رشاد من اليمن، طالب فى الفرقة الثانية بطب المنصورة: "هذا ثانى رمضان أقضيه فى مصر لكن العام الماضى لم أشعر بهذه الأجواء الاحتفالية بسبب الإجراءات الاحترازية بسبب ظهور وانتشار فيروس كورونا لكن رمضان هذا العام مختلف بالنسبة لى بسبب مشاركتى لزملائى بالخروج والسهر ولاحظت أن هناك تعايشا وودا كبيرا بين الناس ورأيت أفعال الخير كثيرة وهذا ماينبغى أن يكون بين الناس أن تكون يد العون والمساعدة ممدودة دائما، وكل دولة لها عاداتها وتقاليدها ولها فعاليتها التى تحدث بها فمثلا نحن فى اليمن دائما ما تتجمع العائلات على مائدة الإفطار وبعدها يصلون التراويح ثم يجلسون معا، لكن مصر مميزة بأجوائها الاحتفالية والسهر".

أما صديقه أسامة كمال العطوى، من المدينة المنورة، ويدرس الطب فى قصر العيني، فيقول: "هذا ثانى رمضان لى أقضيه فى مصر والأول كان العام الماضى ولكن بسبب الإجراءات الاحترازية لم أشاهد هذه الأجواء الاحتفالية من قبل إلا من خلال شاشات التليفزيون التى كانت تذيع الأغانى التى تخص شهر رمضان ومعها مشاهد من الأجواء الاحتفالية المبهجة من سهر وأنوار أصبحت أشاهدها على الحقيقة ولن تمحى من ذاكرتى فأنا حقا مستمتع جدا بها خصوصا أن شعب مصر ودود ومضياف وأشعر أننى بين أهلى وناسي، ونحن كطلاب مغتربين ومن جنسيات مختلفة كل منا له عاداته وتقاليده فى الاحتفال بشهر رمضان فى بلده".

ويقول مهند الحربى من المدينة المنورة طالب فى كلية الطب جامعة القاهرة: "صراحة رمضان فى مصر حاجة تانية كما يقول الفنان حسين الجسمى فى أغنيته الأخيرة عن رمضان فأنا منبهر جدا بالمصريين وبروحهم الجميلة وتجمعات الأسر والأصدقاء لقضاء وقت ممتع فالشعب المصرى شعب يستطيع أن يتكيف مع كل الأجواء ويستطيع أن يصنع لنفسه البهجة ولمن حوله بأشياء حتى إذا كانت بسيطة، وقمت بزيارة بعض الأماكن مثل خان الخليلى ومنطقة الحسين والسيدة زينب وأحب أن أجلس على المقاهى البسيطة وليست المتكلفة".

ويقول محمود هشام، طالب: "تبدأ سهرتى الممتدة من بعد صلاة التراويح إلى وقت السحور من الجيم حيث أذهب إلى هناك يوميا وأقضى حوالى ساعتين لأقوم بعمل بعض التدريبات البدنية القوية، وبعدها أذهب لإجلس مع أصدقائى على أحد المقاهى القريبة من منزلنا ونتسامر فيما بيننا بحكايات مسلية عن ذكريات رمضان فى الأعوام السابقة وأيام الطفولة وغيرها من الأحاديث الممتعة والشيقة وبعدها غالبا ما نتسحر سويا إذا كانت الظروف تسمح بذلك".

أما محمد نبيل، طالب فى كلية التجارة الفرقة الثالثة جامعة القاهرة، فيقول: "السهر معى متنوع فى رمضان وليس هناك شيء ثابت حيث إننى فى بعض الأحيان أقضى سهرتى بين الكتب والمذاكرة لاقتراب موعد الامتحانات وفى بعض الأحيان الأخرى التى يكون فيها وقت راحتى أشاهد بعض المسلسلات التى يتم عرضها وفى أحيان أخرى أجلس مع أصدقائى على مقهى اعتدنا الجلوس عليه وبعدها نقوم لنتمشى قليلا ثم نرجع إلى بيوتنا فى حوالى الثانية والنصف صباحا لكى نلحق السحور".

ويقول محمد هشام طالب بالفرقة الأولى كلية الهندسة: "ننتهز هذا الشهر الفضيل لأنه يجمعنا كلنا على الحب والرحمة والخير وتجمعاتنا وسهراتنا ليست بشكل يومى ولكنها على فترات قريبة بسبب إننى طالب فى كلية الهندسة ولدى التزامات دراسية ولكن أغلب الوقت نقضيه إما فى لعب البلاى ستيشن أو لعب كرة القدم أو كما ترى نذهب لأحد المحلات التى تقدم حلويات من نوع مختلف ومميز كنوع من التغيير ونحاول فى هذه الأثناء أن نأخذ احتياطاتنا من إجراءات احترازية من لبس الكمامة والتباعد بقدر الإمكان"، بينما يقول أسامة صديق، مدير أحد محلات الحلويات الشهيرة فى منطقة السيدة زينب: إن رمضان فى مصر يختلف عن أى دولة فى العالم فنحن شعب ودود بطبعه ويحب اللمة لذلك ترى كل مظاهر السهر والاحتفال والعادات والتقاليد التى تخص ذلك موجودة بشكل واضح فى رمضان من خلال تبادل زيارات الإفطار والسحور وبالنسبة لى رمضان الآن أقضى معظم وقتى فيه فى العمل.

           

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة