الأحد، 09 مايو 2021 - 10:05 ص

مروة أنور - ياسين صبرى  

«اصحى يا نايم وحد الدايم»، عبارة يرددها المسحراتى فى شهر رمضان لإيقاظ الناس وقت السحور، لكن لا يقتصر النوم على ساعات الليل فقط، إذ يبدو أن النوم أيضاً سلطان فى نهار رمضان، فالبعض يتخذ من النوم وسيلة لتقليل مدة الصوم، والبعض الآخر يستسلم له من شدة التعب الذى يلاقيه قبل انطلاق مدفع الإفطار.

 من بين هؤلاء محمد راشد سائق تاكسى الذى وجد فى مركبته ملاذا للنوم من قيظ الظهيرة، لا سيما مع قلة  الزبائن فى هذا التوقيت، فيستغل هذه الفترة لتجديد نشاطه البدنى والذهني، فيما يسترخى محمود وهبة، سائق  حنطور داخل عربته بالقرب من شارع البرج حتى يستطيع العمل بعد انطلاق مدفع الإفطار بساعة وهى الفترة التى تشهد زيادة الحركة فى تلك المنطقة.

أما حسن حميدة، فيتخذ من حديقة قُرب برج القاهرة، مقراً شبه دائم له، كونه لا يملك منزلاً يعيش فيه، وفى رمضان ينشط عمله فى المساء، وقد يستمر به الحال حتى الساعة الثانية صباحاً قبل انطلاق مدفع السحور، لذا فإنه يخطف عدة ساعات لينام فيها نهاراً.

على مقربة منه يستلقى مصطفى شريف عامل فى سوبر ماركت على أريكة تظللها الأشجار، هرباً من حرارة الشمس بانتظار أخيه حتى يذهبا للإفطار معاً فى منزل الأخير. وفى الحديقة ذاتها استغرق ياسر أحمد فى النوم تحت ظل شجرة وارفة كى يخفف عن نفسه مشاق الصيام، حيث يعانى ارتفاع ضغط الدم الذى يجعله  يشعر أحياناً بدوار وتعب ومع ذلك أصر على الصيام حتى ينال ثواب الشهر الكريم.

ورصدت عدسة المجلة عبداللطيف محمد، سايس بمنطقة رمسيس، وهو جالس على كرسيه وسط السيارات ومستغرق فى النوم، وبمجرد أن اقتربنا منه انتبه لنا، وبسؤاله عن سبب النوم فى نهار رمضان قال: بمجرد أن أفطر أتوجه للمسجد لأداء صلوات المغرب ثم العشاء والتراويح، ثم أنام قليلا ثم أستيقظ لتناول السحور، وأظل مستيقظاً حتى صلاة الفجر، وبعدها أذهب للعمل، وعندما أستلم ورديتى أنام على الكرسى قليلاً وآخذ «تعسيلة».

حالة الكسل والخمول والرغبة فى النعاس التى تصيب الصائمين فى نهار رمضان، وتجعلهم يغرقون فى النوم، دفعتنا للتواصل مع الدكتور حسام قنديل استشارى القلب بكلية طب قصر العيني، للحديث عن الآثار الناجم عن هذه الظاهرة، حيث قال: اضطرابات النوم تعرِّض الإنسان للإصابة بأمراض القلب، كما أن عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم يؤثر فى الهرمونات التى تتحكم فى الشهية، لذا تزداد شهية البعض خلال رمضان. وعلى الجانب الآخر هناك أشخاص يواجهون صعوبة فى النوم خلال هذا الشهر، وذلك بسبب النوم إلى وقت متأخر قبل الفجر لتناول وجبة السحور أو بعد الفجر والجلوس أمام التلفزيون لفترات طويلة ولساعات متأخرة ليلاً، وهذا يؤدى للإصابة بأمراض خطيرة منها ارتفاع درجة حرارة الجسم ليلاً وتؤثر قلة النوم فى قدرات التعلم والتفكير والانتباه واليقظة والتركيز والإصابة بالبدانة، ومن ثم التعرض للنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية.

ويوصى الدكتور حسام قنديل، بضرورة الثبات على عدد ساعات كافية من النوم من 7 إلى 8 ساعات متواصلة، وذلك عن طريق النوم المباشر بعد وجبة الإفطار، ثم الاستيقاظ للحصول على وجبة السحور، وبالتالى يكون الجسم حصل على القدر الكافى من النوم.