د. محمد الضوينى
د. محمد الضوينى


محمد الضويني: الأزهر الدرع الواقي لحماية الأمة من براثن الفتن والتشدد

ضياء أبوالصفا

الأحد، 09 مايو 2021 - 09:23 م

أذن الله - تعالى- أن ‏تشرق أنوار الجامع الأزهر فى ربوع مصر منذ ألف وواحد وثمانين ‏عامًا هجريًا، ثم انطلق خيره إلى ‏المشارق والمغارب يحمل معه جزءًا من صفات ‏مصر الحضارية التى عودت الدنيا العطاء والكرم ‏فكانت بحق «أم الدنيا».

 ومع بداية الشهر الفضيل احتفل الجامع بمرور 1081 عاما على إنشائه وفى هذه المناسبة تحدث د. محمد الضوينى وكيل الأزهر عن قيمة الأزهر ودوره مؤكدا أهمية الاحتفال بمؤسسة وضعت بذور الخير منذ مئات السنين فى أرض مصر ‏‏الطيبة فأثمرت، وما زالت ثمراتها تخرج بإذن ربها كفاحًا ونضالًا وتربية وتعليمًا ‏وتوجيهًا ودعوة، تحمل ‏مشعل هداية القلوب، واستنارة العقول، وتنشر الوسطية ‏والاعتدال، وتدافع عن العقيدة الصحيحة ‏فكرًا ومنهجًا، لتكون بذلك لبنة ‏رئيسة فى حماية أبناء الأمة من الوقوع فى براثن الفتن.‏

......................؟

الأزهر وُلد لتزهر آثاره فى جنبات الحياة، فصار ‏منارة للعلم، وقبلة للطلاب،‏‏ ‏‏وفى أروقته تعلم الملوك والسلاطين،‏ وفى معاهده تخرج الرؤساء والوزراء والسفراء ‏من شتى بقاع الدنيا،‏ ‏وإلى علمائه تقرب الملوك والأمراء، ومن صحنه انطلقت ‏الثورات، ومن على منبره وجهت، وبقيادة ‏علمائه ومشاركة طلابه انكسرت ‏قوى الطغيان، وتحطمت أحلام الغزاة.‏

......................؟

الاحتفال بهذه المؤسسة العريقة فى حقيقته احتفال بمنحة ربانية مَنّ الله ‏بها على ‏الأمة، لتحمل لواء الدعوة الإسلامية، وتتخذ الوسطية سبيلًا ومنهجًا، ‏فلا إفراط ولا تفريط، ولا ‏مغالاة ولا تهاون، ولتكون حصنًا حصينًا، وسدًا منيعًا ‏أمام الدعوات المتطرفة، والمناهج الهدامة، ‏وستظل هذه المؤسسة مقاومة ‏ومدافعة عن الإسلام الحنيف ما بقى الليل والنهار دون ضعف أو ‏تخاذل؛ ولذا ‏فمن حقنا أن نفرح بمؤسستنا، ومن واجبنا أن نتذاكر منهجه بين الحين والآخر ‏حتى ‏تقوم الحجة على المبطلين والمغالين، وتعود الحقوق إلى أصحابها.‏

......................؟

الأزهر الشريف أخذ على عاتقه –منذ أكثر من ألف عام- مسؤولية ‏الدعوة إلى ‏الإسلام، والدفاع عن سماحته ووسطيته واعتداله، ونشرها فى مختلف دول ‏العالم، من ‏خلال آثاره العلمية والخلقية المباركة التى يتركها فى عشرات الدول ‏التى تدفع بفلذات أكبادها إلى ‏معاهده وجامعته خاشعين فى محاريبه، متعلمين ‏من مناهجه، مستفيدين من فعالياته، ثم بهذا الزاد ‏الروحى والخلقى والعلمى ‏الذى يحمله الأزاهرة المبتعثون، الذين يؤكدون أينما حلوا أن الإسلام دين ‏المحبة ‏والتعاون والتآخى والتعايش السلمى بين أبناء البشر، وأنه دين الرحمة والمودة ‏والبعد عن الغلو ‏والتطرف الذى ترفضه أديان السماء، فضلا عن نشر علوم ‏الشريعة التى تصون الحياة.‏

......................؟

لا يستطيع عاقل ولا مفكر ولا صاحب رأى سديد أن ينكر‏ دور الأزهر الشريف فى ‏نشر ‏قيم التسامح بين الناس جميعا، ورعايته للفكر الإسلامى المعتدل فى مصر والعالم ‏كله كما أن دوره سيظل فاعلا فى تعزيز وشائج الأخوة بين بنى ‏الإنسان، ‏وفى تقوية التعاون العلمى والفكرى والثقافى بين المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، ‏وفى ‏نشر حقائق الدين والرد على أباطيل دعاة التفرقة الذين يتاجرون باسم الدين، ‏خصوصًا فى هذه المرحلة التى ينشط فيها تجار المشروعات الطائفية المقيتة التى ‏تضعف فى الأمة مناعتها وقدرتها على ‏المواجهة، وتمزق وحدتها.‏

......................؟

بناء أسرة مصرية سليمة وواعية كفيل بتقدم الوطن ورفعته، فالأسرة ستظل دائمًا صمام الأمان للمجتمعات، وستبقى حامية له من الآفات الخطرة التى فتكت بمجتمعات أخرى تقلص فيها دور الأسرة فى التربية والتوجيه الاجتماعى إلى حد كبير، بسبب انهيار القيم والمفاهيم التى تقوى روابط الزوجية والقرابة وبر الوالدين وصلة الأرحام وإدارة الحياة الزوجية على نحو شرعى وقد تعرضت الأسرة المصرية تعرضت فى الفترة الأخيرة إلى موجة من الهجمات الشرسة بعضها نتاج التكنولوجيا المتطورة التى استطاعت أن تؤثر سلبًا على بنيانها وتماسكها وتواصل أفرادها وتأثير بعضهم فى بعض والأزهر لم يقف مكتوف الأيدى أمام تلك الظواهر الاجتماعية التى تحاول الفتك بقيم المجتمع وأخلاقياته، وتؤثر فى وحدة الأسرة وتماسكها، فأسهم فى سبيل ذلك بكل ما يملك من أدوات لمواجهة الظواهر السلبية التى صارت تهدد الأسرة، وفى مقدمتها ظاهرة الطلاق، التى لا تهدد أسرة واحدة وإنما تهدد مجتمعًا بأكمله، وتبدد مقدراته، وتهدر إمكانياته.

لذا فقد بادر مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية بإنشاء «وحدة لم الشمل» التى تدخلت فيما يزيد على عشرين ألف نزاع أسرى فى الفترة من عام 2018م حتى يومنا هذا، وشكل المركز -بعد حصر معظم أسباب ظاهرة الطلاق- لجنة خاصة لوضع مادة علمية تعالج هذه المشكلات، وتعمل على إزالة أسباب الخلاف التى تؤدى إلى التفكك الأسرى وتشرد الأبناء.

......................؟

إننا نتطلع إلى تنشئة سليمة لأجيال القرن الحادى والعشرين الذى سيكون فى سباق مع الزمن، وسيواجه تحديات جسيمة فى ظل طغيان القيم المادية على القيم المعنوية وفى ظل التقدم التقنى الذى صار يقفز قفزات خيالية، وهدفنا أن تخرج هذه الأجيال مؤهلة ومشاركة مع الآخرين، لا مستهلكة فحسب، وليكون لها دور فى صنع القرار المصيرى على الأقل فى نطاق أسرته ثم مجتمعه، ومتسلحين بالقيم الروحية والمعنوية التى تحدد معالم شخصياتهم الإسلامية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة