إبراهيم مصطفى
إبراهيم مصطفى


برا الكادر..

أهم من الأرقام

إبراهيم مصطفى

الأحد، 09 مايو 2021 - 10:43 م

أرقام وبيانات الترع التى يتم تأهيلها وتبطينها كل يوم قد لا تكفى للتعبير عن حجم الإنجاز، فحياة أهالينا فى الريف التى تغيرت بفعل ذلك المشروع تحتاج لصفحات توثق الأثر الملموس فى واقع كل منهم. 

قبل نحو عامين كنت فى الفيوم وتحديداً فى عزبة علوى بمركز إطسا، لتغطية مشروع مشترك بين وزارة الرى والجهات المانحة الأوروبية، لتحسين نظم الرى من خلال تبطين الترع، ورأيت كيف تحولت حياة الأهالى، خرجت حينها بحلم تنفيذ ذلك المشروع لكل المصريين فى القرى، إلى أن تحققت تلك الأمنية بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى العام الماضى بانطلاق المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع.

أتذكر الأم التى روت لى كيف شفى نجلها من مرض صدرى كان يهدده بسبب دخان حرق المخلفات على جوانب الترعة، والفلاح الذى زاد محصوله بأكثر من الثلث، بعد سنين من العناء بسبب عدم وصول المياه إلى كامل أرضه، ولا أنسى سعادة الأطفال وهم يلعبون فى الترعة دون خوف، ومطالبات أهالى العزب المجاورة لى بإيصال صوتهم لكى يمتد لهم المشروع الذى كان على نطاق ضيق حينها.. أهمية تأهيل الترع تتجاوز تقليل كميات المياه المستهلكة إلى حياة جديدة فى الريف المصرى، يودع فيها أهالينا كثيرا من المشكلات الصحية والبيئية التى عانوا منها لعقود، حتى ظنوا أنها قدرهم، وأعتقد أن السنوات المقبلة ستشهد مزيدا من الإيجابيات فى صحة أهالى الريف، وموازنات علاج كثير من الأمراض.

تطوير الترع بداية لجهد كبير فى توعية أهالى القرى بالحفاظ على نتائج المشروع، من خلال وسائل الإعلام وشيوخ المساجد وأعضاء البرلمان وغيرهم، لأن عودة العادات الخاطئة وإلقاء المخلفات سيضر المجهودات الكبيرة التى تقوم بها الدولة، وقد يعيد المشكلات التى عانى منها الأهالى لعقود. 

تنبيه

أجيال من الشعوب العربية كانت مصر مصدر معارفهم الوحيد، وتعلقوا بكل ما هو مصرى، ويحفظون تفاصيل الفن والرياضة والثقافة المصرية أكثر من المصريين أحياناً.. تلك الأجيال أصبحوا من كبار السن، ويهدد زوال تلك الأجيال قوة مصر فى محيطها، لذلك على عناصر قوتنا الناعمة الانتباه لضرورة ربط ما يقدمونه بالمجتمعات العربية، لربط الأجيال العربية الجديدة بمصر وثقافتها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة