حسن سليم 
حسن سليم 


لوحة عشوائية 

حسن سليم

الأحد، 09 مايو 2021 - 10:45 م

لماذا تحبها؟ لا أعرف.. وهل لهذا السؤال جواب؟ «تعبر عنى» تعتبر إجابة.. تكمن راحتى فى وجودها، إجابة، تمثل لى نافذة تطل منها روحى على العالم، إجابة، هى راحتى ورحلتى ومسكنى وأنيستى، الشعور وقت الصدمة والتجمد، الطريق وقت التيه، هي هي بتفاصيلها البسيطة وروحها العذبة المهونة.

ليست أنثى إنما حروف تتناثر وتتجمع بعد شتات فتريح النفس، وتثلج الصدر، وتذهب الهم، وتطيب الروح، هى الكتابة بحروفها الثائرة والمهدئة ومعانيها المتضادة والمترادفة التى يسيرون معا فى ركب واحد يعبر عما يجوب نفسك من حزن وهم سعادة وفرح. 

دائما ما كنت أجد نفسى أمسك بورقة بيضاء وقلم وأقول «أريد الكتابة» دون أن أدرى ماذا أكتب، ولماذا أكتب، تلك الأسئلة لم تكن تطيل وقفتها فى رأسى، وكنت أتجاوزها محاولا خط القلم بأول الكلمات التى تجد طريقها إلى عقلى، فترسم الكلمات المتناثرة لوحة عشوائية لا معنى لها، وأجد الراحة تتسرب لوجدانى حتى تملأه وتهدأ معها عضلاتى بعد تشنج لا مصدر حقيقى له.. فأنظر للوحتى وأتعجب، كيف تأتى الراحة من عشوائية مطلقة؟!. 

تمر الأيام وتزداد اللوحات التى يكون مصيرها غالبا سلات المهملات معتقدا أنها أوراق بيضاء أفسده حبر غير منسق، فألقيها وأتساءل فى تعجب «أليس هذا هدراً؟» 

والآن أقول لا قاطعة.. الهدر  ليس كتابتها إنما إلقائها.. فكل ورقة حملت جزءا من روحى دون أن أدرى، فهذه كانت معها أمر شغلنى، وتلك أمنية كبتها فى المهد ظلت تحت ترابى تصارع من أجل بصيص نور وصرخة أمل تطلقها لعل من مستجيب، وهؤلاء حملوا معها ذكريات حبيبة وكريهة على نفسى، شكلتنى.

فى النهاية جميعا كانت كتابة روح تفيض خارج الصدر عبر أوراق وحبر قبل أن تعود سعيدة إلى عشها فى صدرى.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة