قصة «الأختام الأسطوانية» في مصر القديمة

الأختام الأسطوانية في مصر القديمة

الإثنين، 10 مايو 2021 - 04:51 ص

ختم الأسطوانة عبارة عن إسطوانة صغيرة مستديرة، عادة حوالي بوصة واحدة (2-3 سم) في الطول، ونقشت الحروف أو مشاهد تصويرية أو كليهما، وتستخدم في العصور القديمة، والرطب عموما الطين، وتم اختراع الأختام الأسطوانية حوالي 3500 قبل الميلاد.

وقد عثر على العديد من الأختام الأسطوانية في مصر، وهذه الأختام كانت تختم على سدادة من الطين، وكانت هذه الأختام تسمى sḏt ، وقليلا منها يسمى ḫtm، وقد سجلت هذه الكلمات على هذه الأختام، والكلمة الأولى مشتقة من الفعل sd، وهي التي كانت تكتب فوق السدادة التي تسمى ḫtm أي ختم الاصبع، كما أكده محمود السكرمي، باحث في الآثار المصريه القديمة.

وأضاف «السكرمي»، قد وجدت أختام أسطوانية تحمل أسماء أشخاص في مقابر طبقة العامة من السكان في مقابر العصر العتيق ( ۳۲۰۰ - ۲۸۰۰ ق.م )، وربما كانت للمصري الفقير عوضاً عن اللوحات الجنائزية عند الأغنياء، وأن طبعات الأختام التي عثر عليها «إمري» في سقارة، ربما تحتوي على أسماء وألقاب، ربما لقب حامل الختم، ولكن الكتابة في العصر العتيق غير مؤكدة بدرجة لا يمكن أن تعرفنا على الأسماء بصفة مؤكدة.

وقد سادت هذه الأختام فعلاً في الدولة القديمة، وكان يكتب بعد اسم الإدارة الحكومية الاسم الحوري للملك وتختلف هذه الأختام باختلاف هذه الإدارات كما تتغير بتغير الملوك وفي النقوش تحتوي هذه الأختام الأسطوانية على ألقاب صاحب الختم وتبعيته للملك وقد تعددت أيضا في الدولة القديمة الأختام الأسطوائية بتعدد أسماء الأفراد .

وقد استخدموا أختاما أسطوائية بسيطة بعضها على شكل حلقة أو على شكل خراطيش وكانت تستخدم كتميمة بإضافة اسم الملك الحوري إلى نقوشها .

‏كما ظهرت أختام عليها رسوم أشخاص وزخارف فقط إلى جانب الأختام التي عليها أسماء الأفراد وفي الجزء الأخير من الأسرة السادسة والعصر المتوسط الأول وجدت أختام على شكل أزرار ورسومها تشبه رسوم أختام سوريا، ثم ظهرت الوحدات الزخرفية المصرية في رسومها وقد وفق المصري بين التصميم الأجنبي وبين تصميماته هو إلى أن أختفى الأصل الأجنبي بعد ذلك.

‏وقد كان استخدم الختم الزرار أسهل في استعماله من الختم الأسطواني نظراً لأنهم كانوا يكتبون على البردي وليس على الطين مثل العراقيين وكان المصريون يؤمنون الوثائق والأكياس بأختام أكبر كثيراً مما نستعمله اليوم وقد أدى ختم الزرار إلى نشأة الختم الجعران الذي صار ختما شائعا بعد ذلك، حيث حلت الجعارين محل الأختام الأسطوانية في عصر الدولة الحديثة بسبب كبر سطح الجعران بالنسبة للختم الذي سجلت عليه الرسومات والنقوش بالتفصيل إلى جانب الأشكال الزخرفية، ‏وبعد الأسرة الثامنة عشرة أصبحت الأختام الأسطوانية نادرة وإن ظهر بعضها حتى الأسرة السادسة والعشرين.

وحديثا قد اكتشفت أختام تاريخية تحمل أسماء ملوك مصر القديمة في أسوان، إن هذه الأختام تحمل أسماء ملوك من الأسرة الحاكمة الخامسة في الدولة المصرية القديمة.

اكتشفت البعثة الأثرية المصرية النمساوية، عددا كبيرا من الأختام الأسطوانية التاريخية، وإن هذه الأختام تحمل أسماء ملوك من الأسرة الحاكمة الخامسة في عهد الدولة المصرية القديمة، مضيفا أن أبرزها يتضمّن اسمي الملكين "أوسر كاف" و"نفراير كارع".